اخر الاخبار

يوم الخلاص، نعيم الخفاجي ‎

أن بقاء اي شخص حي عاصر نظام عصابة قرية العوجة، بقيادة زعيم العصابة فاقد الإنسانية والشرف صدام جرذ العوجة، هو بمثابة إنجاز عظيم وكبير.

تصوروا شاء حظنا العاثر إننا ولدنا بزمن قذر وبوضع دولي مضطرب، حيث تجمعت علينا، كل ضباع العالم على نكاح أمتنا العربية المجيدة، نكاح بطريقة همجية مقرفة، نكحت دول الاستعمار ملوك ورؤساء وحكام وقادة العرب، من المحيط إلى الخليج، لكن الكثير من هؤلاء السيئين الاشرار، اعتادوا على قبول الآخرين أن ينكحوهم، ووجدت في كتب التاريخ العربي الاسلامي، ما يؤكد أنها كانت عادة  حضارية بالجاهلية لدى العرب،  وبقت بعد مجيء الإسلام، هذه العادة السيئة، تفشي كثرة اللواط، بل الكثير من المليوط بهم، تقلدوا مناصب كبيرة محترمة بالعصر الجاهلي وفي عصر صدر الاسلام، ولهم مكانة مقدسة عند غالبية أبناء المسلمين ليومنا هذا، والعجيب برروا لهم ذلك بكذبة، أن فلان زعيم إسلامي كان يتطبب اي يتعالج بماء الرجال؟ أي أمة تقبل بذلك؟.

لذلك يعتبر  التطبب بماء الرجال لدى العرب،  أقدم وثيقة تاريخية بوجود الجندر لدى العرب والبشرية،  قبل ظهور ظاهرة الجندر بعصرنا الحديث.

عندما كثر الحديث عن الجندر،  هناك شخصيات عربية ومسلمة تقبلت وجود الجندر، لأن هؤلاء يعلمون الحقيقة، أن سلف الأمة الصالح كان من صفوتهم رجال يتطببون بماء الرجال، انظروا إلى أمة العرب والمسلمين كيف يبررون ويعتبرون قضية لواط زعماؤهم حالة طبيعية وأنهم يتعالجون بماء الرجال ههههههه شر البلية مايضحك.

وورد حديث عن رسول الله محمد ص يقول إلى ابن عمه ووصيه الفيلسوف الإنساني العظيم الإمام علي بن أبي طالب ع، ياعلي مايحبك إلا مؤمن ومايبغضك إلا منافق مطعون بعجانته، العجانة يعني مؤخرة الرجل، وورد حديث عن الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضوان الله عليه، يقول كنا بعهد رسول الله ص نميز المؤمن من المنافق بقدر حُبه وبغضه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، الحمد لله كل من وقف ضد علي بن أبي طالب ع بحياته وبعد استشهاده فهو أما منافق وإما جندري يتطبب بماء الرجال، وبشهادة كتب التاريخ العربية من المسلمين السنة والشيعة.

مافعله صدام جرذ العوجة بالعراقيين الشرفاء لم يفعله سوى المتطبيبين بماء الرجال، لذلك اجرم صدام الجرذ بحق ملايين من أبناء الشعب العراقي، قتلهم شر قتلة، وجود أكثر من ثلثمائة مقبرة جماعية مكتشفة من حقبة نظام البعث يكشف تلك الحقبة السوداء المظلمة، ناهيكم عن مئات آلاف الضحايا الذين اعدمهم نظام صدام وسلمهم إلى عوائلهم، واخذ منهم ثمن الرصاصات التي قتلت ابنائهم، ناهيكم عن الملايين من أفراد العسكر الذين زجهم بحروب طاحنة مع أبناء الشعب العراقي، من الأكراد والشيعة، أو ضد دول الجوار مثل إيران والكويت، ناهيكم عن إرساله آلاف الضباط والجنود العراقيين للاشتراك بالحرب الاهلية اللبنانية لصالح حزب الكتائب الانعزتلي المؤيد إلى القوات الإسرائيلية التي غزت بيروت عام ١٩٨٢.

ليس كل العراقيين أصحاب كرامة وشهامة، ولديهم احساس ومشاعر لرفض نظام صدام الجرذ، وجود شعور واحساس بالظلم لدى كل عراقي يرفض ظلم صدام، يعني أن هذا الشخص الذي يحس في الأم إخوانه العراقيين، يعني هذا الشخص هو انسان محترم وليس انسان ممسوخ قبل أن يكون أداة رخيصة لدى صدام جرذ العوجة للبطش في أبناء الشعب العراقي.

انا شخصيا من صغري أبغض البعث ونظام المقبور البكر ونظام صنيعته صدام الجرذ الهالك، بل كنت طالب في الرابع الابتدائي سألني معلم التربية الإسلامية الشهيد نصار حسين هميلة البدري والذي اعدمه نظام البعث بحجة انتمائه لحزب الدعوة، سأل الطلاب عن مايريدون تحقيقه بالمستقبل، هل تصبح معلم أو مهندس، وصل الدور لي سألني أستاذ نصار السؤال ماذا تريد أن تصبح بعد الدراسة، سؤال صعب، كنت طفل صف رابع ابتدائي، نظرت له، قلت له استاذ اتمنى ان اصبح ضابط، واعيش في أوروبا، قال لي وين في أوروبا، قلت له في المانيا، نظر لي وضحك ضحكة طويلة ومسكني من يدي قال لي تسلم ابن الخال، والدة والدي رحمها الله، من أقارب  الشهيد الأستاذ نصار حسين رحمه الله، قال لي نعيم شلون راح تنجمع ضابط وتعيش في ألمانيا، قال لي اتمنى تتحقق امنيتك.

النتيجة دارة الدوائر وفعلا تحققت الامنيتين أصبحت ضابط، وهربت من العراق ووصلت لاجئء إلى الدنمارك، وسكنت في مدينة دنماركية على حدود المانيا.

كنت من صغري أبغض البعث وصدام، قبل فترة وبعد انقطاع تجاوز ٣٦ سنة، تواصلت مع صديق جندي كان معي، طيب مؤمن شريف من أهالي البصرة، له تاريخ مشرف في بغض صدام والبعث، حصلت على تليفونه من صديق آخر من أهالي البصرة، ارسلت له بطاقات صباح الخير على وات ساب، ارسلت له صور لي قديمة، بعد عدة أيام اتصلت به تليفونيا، واستذكرنا تلك الحقبة السوداء، وتذكرنا كيف نصبت كمين محكم إلى رفيق بعثي قذر، كتب تقرير على جندي من اهل الزبير اسمه حسن ذياب مشتت، هذا الجندي كان شاب وأراد صحيفة ياخذها من صاحب الحانوت، رفض الجندي اعطائها له وتمزقت صورة صدام، الرفيق كتب تقرير أن حسن ذياب مزق صورة السيد الرئيس حفظه الله ورعاه، خابرني الرفاق أحدهم من الفلوجة اسمه علي المحاميدي والثاني من بغداد اسمه فاخر شامخ، حول الموضوع، قلت لهم نعم كنت موجود لكن الجندي أراد الجريدة لأنه يعتز في القيادة والسيد الرئيس يعني الجرذ، وأن هذا الرفيق صنفه مشاة ووجوده معنا مضر، لم استفيد منه، ارجوكم نقله إلى صنفه صنف المشاة، ليستفيد منه أمري السرايا والفصائل على خطوط المواجهة، المهم مزقتا التقرير، وبقيت اخطط كيف اصيد هذا الرفيق، في آخر يوم لنهاية الحرب، صدر أمر حركة نتقدم إلى الامام، اصدرنا أمر الحركة، تم تجميع الاغراض، تأخر الطعام، رأسا هذا الرفيق بدى على وجهه علامات الغضب، صاح هاي ليش ماتجيبون لنا طعام، الأخ يريد يهددني في اسم البعث؟ رأسا أن صحت عليه لايامتخاذل ياجبان جاي تهبط معنويات الجتود، فرصة ذهبية قمت في اقتناصها، قمت في احضاره وجمعت الجنود،  كل جندي يصفعه راشدي حُب خفيف مع رش على راسه سائل عطر تيروز(بصاق على وجهه الكالح) وصل الدور إلى حسن ذياب ضربه في راشدي صفعة  مال حُب قوي جدا، جائني يضحك  قال لي  هذا كله فعلته لأجلي؟ هههه قلت له ولك لايسمعونا البعثية ويعدمونا، طبعا مافعلته بهذا هو بسبب كتابته تقرير عليك وكاد يتسبب في إعدامك.

عارضت نظام البعث بسبب دكتاتورية صدام وطائفيته وشوفينيته، نجوت من إعدام حقيقي مرات عديدة، من كان مع الله بالتأكيد الله يكون معه، وقررت ترك العراق بالعلن، وارسلوا فوج مغاوير لمطاردتنا، وكان معي سبعة ليوث مع واوي واحد، رفض المسير معنا، لكن وضعته امامي وسار معي رغم أنفه، لأنه القضية بين الحياة والإعدام، عندما عبرت الحدود وعرفت قد نجوت، قلت له تستطيع العودة للعراق وقل لهم اخذني نعيم عاتي بالقوة، قال لي لا راح ابقى، بتبادل الأسرى عاد للعراق وبلغ جهاز الاستخبارات العسكري بما حدث معه معي، ولي الشرف أنني عارضت نظام صدام الجرذ.

بسجن قاعدة تبوك، ذات مرة كنت جالس، كنت اتهجم على صدام الجرذ والبعث، وكان الضباط الأسرى من القادة والامرين ينظرون لي نظرة غضب، ذات يوم جائني ضابط أسير قال هل بكم واحد اسمه نعيم عاتي، قلت له نعم تفضل، تقرب مني وتصافح معي وقبلني بشوق، قال لي انا رائد محمد الشمري آمر فوج مغاوير، كلفوني بقتلك أو اسرك، لكنني تأخرت ربع ساعة بحيث سمحت لكم عبور خط الحدود، وابلغتهم أن هذا الخائن قد عبر الحدود هههههه، المهم شكرته، هذا الأخ الضابط الشريف من ديالى منصورية الجبل اسمه الرائد محمد الشمري شيعي المذهب، انسان نزيه وشريف.

نشكر  الشعب الدنماركي الذي منحني لجوء سياسي قبل ثلاثين سنة، في مثل هذا اليوم التاسع من آب  عام ١٩٩٤ وصلت الى الدنمارك الساعة التاسعة صباحا على متن الخطوط الجوية الهولندية بعد سجني اربع سنوات بلياليها بسجون أحفاد عدنان وقحطان بدون أي ذنب ولا جريرة، سوى كوني ولدة مسلم شيعي لا اكثر.

شكرا للدنمارك حكومة وشعبا، احتظنوننا بوقت تخلى عنا جميع اخواننا العرب، بعد مضي ثلاثين سنة وتجاوز عمرنا الواحد والستين عاما نسأل الله أن  يحفظ الجميع، رحم الله الصديق الحاج رياض ابو ميثم العيسى والذي توفى قبل أكثر من سنة، كان معي في رحلة الخلاص، وحفظ الله الحاجين الشقيقين الحاج بهاء العيسى ابو محمد والصديق الغالي شقيقه الأصغر الحاج الطيب عماد العيسى ابو احمد، مضت السنوات مسرعة وبلا شك مضى الجزء الأكبر من حياتنا ونحن ننتظر أن نرحل من هذه الدنيا أن طال الزمان ام قصر، الحمد لله الذي ابقانني حياً، لكي اعاصر تلك الحقبة السوداء المظلمة من تاريخ العراق الحديث، ولأكون شاهد على ماحدث، اجهدت نفسي لكي اكون كاتب وصحفي لكي اقوم بفضح نظام صدام جرذ العوجة والقوى الوهابية التكفيرية الإرهابية التي استباحت دماء البشرية من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، الشكر الجزيل إلى كل رفاق الدرب من القوى الوطنية العراقية سواء كانوا اسلاميين من حزب الدعوة والمجلس الأعلى وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، والشكر الجزيل للأخوة رفاق دربي من أعضاء الحزب الشيوعي بالدنمارك، جلسنا وتحاورنا ونسقنا مواقفنا بمعارضة نظام صدام الجرذ بحقبة نظام حكمه المظلم، أو في الدفاع عن العراق بوجه الهجمة الإرهابية التكفيرية المدعومة من دول استعمارية تريد تحقيق مشاريعها الاستعمارية بطريقة متوحشة، لايهمني موقف حسين السلطاني السيئة بخرق الدستور العراقي والذي تنص إحدى فقراته أن كل عراقي سجن أو اعتقل داخل وخارج العراق من شباط عام ١٩٦٣ إلى نيسان عام ٢٠٠٣ لأسباب مذهبية وقومية وعرقية وسياسية يعتبر سجين سياسي، لذلك موقف حسين السلطاني رئيس مؤسسة السجناء السياسيين بحرماني من الشمول بقانون المؤسسة لايغير مواقفي المعادية لنظام صدام جرذ العوجة والبعثيين الوهايين التكفيريين، ما قدمناه من نضال ضد الدكتاتزرية هو خدمة لأبناء شعبي العراق ولانريد منهم جزاءا ولاشكورا،

خالص التحية والتقدير.

اخوكم بالانسانية

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.