د. فاضل حسن شريف
81- (الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، واُمّهما أفضل نساء أهل الأرض).
82- قال علي بن محمّد عليه السلام: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما ترك التجارة إلى الشام، وتصدق بكلّ ما رزقه الله تعالى من تلك التجارات كان يغد وكلّ يوم إلى حراء يصعده وينظر من قلله إلى آثار رحمة الله، وإلى أنواع عجائب رحمته وبدائع حكمته، وينظر إلى أكناف السماء وأقطار الأرض والبحار والمفاوز والفيافي، فيعتبر بتلك الآثار، ويتذكر بتلك الآيات، ويعبد الله حقّ عبادته، فلمّا استكمل أربعين سنة ونظر الله عزّوجلّ إلى قلبه فوجده أفضل القلوب وأجلها وأطوعها وأخشعها وأخضعها أذن لأبواب السماء ففتحت ومحمّد ينظر إليها، وأذن للملائكة فنزلوا ومحمّد ينظر إليهم، وأمر بالرحمة فانزلت عليه من لدن ساق العرش إلى رأس محمّد وغرّته، ونظر إلى جبرئيل الروح الأمين المطوق بالنور طاووس الملائكة هبط إليه وأخذ بضبعه وهزّه وقال: يا محمّد اقرء، قال: وما أقرء ؟ قال يا محمّد “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ” ثمّ أوحى إليه ما أوحى إليه ربّه عزّوجلّ ثمّ صعد إلى العلوّ ونزل محمّد صلّى الله عليه وآله من الجبل وقد غشيه من تعظيم جلال الله وورد عليه من كبير شأنه ماركبه الحمى والنافض يقول وقد اشتدّ عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره ونسبتهم إيّاه إلى الجنون، وإنّه يعتريه شياطين، وكان من أوّل أمره أعقل خلق الله، وأكرم براياه، وأبغض الأشياء إليه الشيطان وأفعال المجانين وأقوآلهم، فأراد الله عزّوجلّ أن يشرح صدره، ويشجّع قلبه، فأنطق الله الجبال والصخور والمدر، وكلّما وصل إلى شيء منها ناداه: السلام عليك يا محمّد، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا رسول الله أبشر، فإنّ الله عزّوجلّ قد فضّلك وجمّلك وزيّنك وأكرمك فوق الخلائق أجمعين من الأوّلين والآخرين، لا يحزنك أن تقول قريش إنّك مجنون، وعن الدين مفتون، فإنّ الفاضل من فضّله ربّ العالمين، والكريم من كرّمه خالق الخلق أجمعين، فلا يضيقن صدرك من تكذيب قريش وعتاة العرب لك، فسوف يبلغك ربّك أقصى منتهى الكرامات، ويرفعك إلى أرفع الدرجات، وسوف ينعم ويفرح أولياءك بوصيّك علي بن أبي طالب، وسوف يبثّ علومك في العباد والبلاد بمفتاحك وباب مدينة حكمتك: علي بن أبي طالب، وسوف يقرّ عينك ببنتك فاطمة، وسوف يخرج منها ومن علي الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، وسوف ينشر في البلاد دينك وسوف يعظم اُجور المحبّين لك ولأخيك، وسوف يضع في يدك لواء الحمد فتضعه في يد أخيك علي، فيكون تحته كل نبي وصدّيق وشهيد، يكون قائدهم أجمعين إلى جنّات النعيم، فقلت في سرّي: يا ربّ من علي بن أبي طالب الذي وعدتني به ـ وذلك بعد ما ولد علي عليه السلام وهو طفل، أهو ولد عمّي. وقال بعد ذلك لما تحرّك علي وليداً وهو معه: أهو هذا ففي كلّ مرّة من ذلك أنزل عليه ميزان الجلال، فجعل محمّد في كفّة منه، ومثل له علي عليه السلام وسائر الخلق من اُمّته إلى يوم القيامة في كفة فوزن بهم فرجح، ثمّ أخرج محمّد من الكفّة وترك علي في كفة محمّد التي كان فيها فوزن بسائر اُمّته فرجح بهم وعرفه رسول الله بعينه وصفته ونودي في سره: يا محمّد هذا علي بن أبي طالب صفيي الذي أؤيد به هذا الدين، يرجح على جميع اُمّتك بعدك، فذلك حين شرح الله صدري بأداء الرسالة، وخفّف عنّي مكافحة الاُمّة، وسهّل عليّ مبارزة العتاة الجبابرة من قريش).
83-رُوي عن ابن مسعود أنّه قال: كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يصلّي فجاء الحسن والحسين عليهما السّلام فارتدفاه، فلمّا رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً، فلمّا عاد عادا، فلمّا انصرف أجلس هذا على فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر، ثمّ قال: (مَنْ أحبّني فَلْيُحبّ هذين).
84- (مَنْ أحبّ الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته أحبّه الله، ومن أحبّه الله عزّ وجلّ أدخله الجّنة، ومن أبغضهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله خلَّده في النار).
85- عن الحسين بن علي سلام الله عليه قال: سألت أبي عن مدخل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: إذا آوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله، وجزء لأهله، وجزء لنفسه، ثمّ جزّأ جزأه بينه وبين الناس، فيرد بذلك الخاصّة على العامّة، ولايدخر عنهم منه شيئاً، وكان من سيرته في جزء الاُمّة ايثار أهل الفضل بأدبه، وقسّمه على قدر فضلهم في الدّين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم، ويشغلهم فيما أصلحهم، والاُمّة من مسألته عنهم، وبأخبارهم بالذي ينبغي، ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، و أبلغوني في حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته). قال الحسين سلام الله عليه: فسألته عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وآله كيف كان يصنع فيه: فقال سلام الله عليه: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخزن لسانه إلاّ فيما يعنيه، ويؤلفهم ولا يفرّقهم، ويكرم كريم كلّ قوم، ويوليه عليهم، ويحذّر الناس الفتن، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولاخلقه، ويتفقّد أصحابه، ويسأل الناس عمّا في الناس، فيحسن الحسن ويقويه، ويقبّح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا ويميلوا. لكلّ حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولايجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة). قال سلام الله عليه فسألته عن مجلسه: فقال سلام الله عليه: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله لايجلس، ولايقوم إلاّ على ذكر الله جلّ اسمه، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، يعطي كلاً من جلسائه نصيبه، حتى لايحسب جليسه ان أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة، صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة، لم يرد إلاّ بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه بسطه وخلقه، فكان لهم أباً، وصاروا عنده في الحق سواء. مجلسه، مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات، ولا يوهن فيه الحرم، ولا تنثى فلتاته، متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى، متواضعون، يوقرون فيه الكبير، ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب). ويقول الحسين سلام الله عليه نقلاً عن أبيه أمير المؤمنين سلام الله عليه: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظّ ولاغليظ، ولاصَخّاب، ولافحّاش، ولاعيّاب، ولامدّاح، يتغافل عمّا لايشتهي، فلا يؤيس منه ولايخيب فيه مؤمّليه، قد ترك نفسه من ثلاث، المراء، والاكثار، وممّا لايعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولايعيّره، ولايطلب عورته، ولا يتكلّم إلاّ فيما يرجو ثوابه، إذا تكلّم أطرق جلسائه كأنّما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلّموا، ولايتنازعون عنده الحديث، متى تكلّم أنصتوا له حتّى يفرغ، حديثهم عنده أوّلهم، يضحك ممّا يضحكون منه، ويتعجّب ممّا يتعجّبون منه، يصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم. ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، ولا قبل الثناء إلاّ من مكافئ، ولايقطع على أحد حديثه حتّى يجوز فيقطعه بانتهاء أو قيام).
86- قال أبو ذرّ رحمة الله عليه: رأيت سلمان وبلالاً يقبلان إلى النبيّ صلى الله عليه وآله إذا انكبّ سلمان على قدم رسول الله صلى الله عليه وآله يقبّلها، فزجره النبيّ صلى الله عليه وآله عن ذلك، ثمّ قال صلى الله عليه وآله له: يا سلمان، لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها، أنا عبد من عبيد الله، آكل ممّا يأكل العبد، وأقعد كما يقعد العبد. فقال سلمان: يا مولاي، سألتك بالله إلّا أخبرتني بفضل فاطمة عليها السلام يوم القيامة، فأقبل النبيّ صلى الله عليه وآله ضاحكاً مستبشراً، ثمّ قال صلى الله عليه وآله: فيجوزون في عرصة القيامة فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله: معاشر الخلائق، غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم، هذه فاطمة عليها السلام بنت محمّد صلى الله عليه وآله نبيّكم، زوجة عليّ عليه السلام إمامكم، أمّ الحسن والحسين عليهما السلام، فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوان، فإذا دخلت الجنّة ونظرت إلى ما أعدّ الله لها من الكرامة قرأت: صلى الله عليه وآله وسلمبِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ “الحَمدُ للَّهِ الذي أَذهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الّذي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِن فَضلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ” (فاطر 34-35) صلى الله عليه وآله وسلم، فيوحي الله عزّ وجلّ إليها: يا فاطمة، سليني أعطك، وتمنّي عليّ أرضك، فتقول عليها السلام: إلهي، أنت المنى وفوق المنى، أسألك أن لا تعذّب محبّي ومحبّي عترتي بالنار، فيوحي الله إليها: يا فاطمة، وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني، لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام، أن لا أعذّب محبيّك ومحبّي عترتك بالنار.
87- عن علي بن الحسين عليه السلام قال: (خرج رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وصلى الفجر ثم قال: معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا باللات والعزى ليقتلوني وقد كذبوا ورب الكعبة، قال عليه السلام: فأحجم الناس وما تكلم أحد. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما أحسب علي بن أبي طالب عليه السلام فيكم. فقام إليه عامر بن قتادة فقال: إنه وعك في هذه الليلة ولم يخرج يصلي معك أفتأذن لي أن أخبره؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: شأنك. فمضى إليه فأخبره، فخرج أمير المؤمنين عليه السلام كأنه نشط من عقال وعليه إزار قد عقد طرفيه على رقبته فقال عليه السلام: يا رسول اللـه ما هذا الخبر؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: هذا رسول ربي يخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا إلي لقتلي وقد كذبوا ورب الكعبة. فقال علي عليه السلام: يا رسول اللـه أنا لهم سرية وحدي هو ذا ألبس علي ثيابي. فقال رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم: بل هذه ثيابي وهذا درعي وهذا سيفي، فدرعه وعممه وقلده وأركبه فرسه، وخرج أمير المؤمنين عليه السلام فمكث ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره ولا خبر من الأرض وأقبلت فاطمة بالحسن والحسين على وركيها تقول: أوشك أن يؤتم هذين الغلامين. فأسبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عينه يبكي ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس من يأتيني بخبر علي أبشره بالجنة، وافترق الناس في الطلب لعظيم ما رأوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج العواتق فأقبل عامر بن قتادة يبشر بعلي عليه السلام وهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بما كان فيه، وأقبل علي أمير المؤمنين عليه السلام ومعه أسيران ورأس وثلاثة أبعرة وثلاثة أفراس. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تحب أن أخبرك بما كنت فيه يا أبا الحسن؟ فقال المنافقون: هو منذ ساعة قد أخذه المخاض وهو الساعة يريد أن يحدثه. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بل تحدث أنت يا أبا الحسن لتكون شهيداً على القوم. قال عليه السلام: نعم يا رسول اللـه لما صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركبانا على الأباعر فنادوني من أنت؟ فقلت: أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم. فقالوا: ما نعرف لله من رسول، سواء علينا وقعنا عليك أو على محمد، وشد على هذا المقتول ودار بيني وبينه ضربات وهبت ريح حمراء سمعت صوتك فيها يا رسول اللـه وأنت تقول: قد قطعت لك جربان درعه فاضرب حبل عاتقه، فضربته فلم أخفه أحفه، ثم هبت ريح صفراء سمعت صوتك فيها يا رسول اللـه وأنت تقول: قد قلبت لك الدرع عن فخذه فاضرب فخذه فضربته ووكزته وقطعت رأسه ورميت به، وقال لي هذان الرجلان: بلغنا أن محمداً رفيق شفيق رحيم فاحملنا إليه ولا تعجل علينا وصاحبنا كان يعد بألف فارس. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أما الصوت الأول الذي صك مسامعك فصوت جبرئيل عليه السلام وأما الآخر فصوت ميكائيل عليه السلام، قدم إلي أحد الرجلين فقدمه. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قل لا إلـه إلا اللـه وأشهد أني رسول الله. فقال: لنقل جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة. قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أخره واضرب عنقه. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: قدم الآخر. فقال: قل لا إلـه إلا اللـه واشهد أني رسول اللـه، قال: ألحقني بصاحبي. قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أخره واضرب عنقه، فأخره وقام أمير المؤمنين عليه السلام ليضرب عنقه، فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: لا تقتله فإنه حسن الخلق، سخي في قومه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أمسك فإن هذا رسول ربي عز وجل يخبرني أنه حسن الخلق، سخي في قومه. فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربك يخبرك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم. قال: واللـه ما ملكت درهماً مع أخ لي قط ولا قطبت وجهي في الحرب وأنا أشهد أن لا إلـه إلا اللـه وأنك رسول الله. فقال رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم: هذا ممن جره حسن خلقه وسخاؤه إلى جنات النعيم).
88- عن أبي عبد اللـه عليه السلام قال: (إن نصارى نجران لما وفدوا على رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم وكان سيدهم الأهتم والعاقب والسيد، وحضرت صلواتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال أصحاب رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول اللـه هذا في مسجدك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: دعوهم. فلما فرغوا دنوا من رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: إلى ما تدعو؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إلى شهادة أن لا إلـه إلا اللـه وأني رسول اللـه وأن عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث. قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قل لهم: ما يقولون في آدم أكان عبداً مخلوقاً يأكل ويشرب ويحدث وينكح؟ فسألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فقالوا: نعم. فقال: فمن أبوه؟ فبقوا ساكتين، فأنزل اللـه تعالى: “إِنّ مَثَلَ عِيسَىَ عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ” (آل عمران 59) الآية إلى قولـه: “فَنَجْعَل لّعْنَت اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” (آل عمران 61). فقال رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم: فباهلوني إن كنت صادقاً أنزلت اللعنة عليكم وإن كنت كاذباً أنزلت علي. فقالوا: أنصفت. فتواعدوا للمباهلة، فلمَّا رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد والعاقب والأهتم: إن باهلنا بقومه باهلناه فإنه ليس بنبي وإن باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهلـه فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق. فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال النصارى: من هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب، وهذه ابنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين. ففرقوا وقالوا لرسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم: نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة، فصالحهم رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم على الجزية وانصرفوا).
89- عن جابر بن عبدالله قال: بينا النّبي صلى الله عليه وآله بعرفات، وعليّ سلام الله عليه تجاهه ونحن معه، إذ أومأ النبيّ صلى الله عليه وآله إلى عليّ سلام الله عليه فقال: ادن منّي يا عليّ، فدنا منه، فقال: ضع خمسك يعني كفّك في كفّي، فأخذ بكفّه، فقال: يا عليّ خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن من اُغصانها أدخله الله الجنّة.
90- عن جابر بن عبدالله قال: بينا النّبي صلى الله عليه وآله بعرفات، وعليّ سلام الله عليه تجاهه ونحن معه، إذ أومأ النبيّ صلى الله عليه وآله إلى عليّ سلام الله عليه فقال: ادن منّي يا عليّ، فدنا منه، فقال: ضع خمسك يعني كفّك في كفّي، فأخذ بكفّه، فقال: يا عليّ خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن من اُغصانها أدخله الله الجنّة.