د. فاضل حسن شريف
21- عنه صلى الله عليه وآله: من دعا بهذا الدعاء عشية عرفة ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم إلا استجيب له: ” سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في القبور قضاؤه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الهواء روحه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي لا منجى منه إلا إليه”.
22- الإمام الصادق عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وقف بعرفات، فلما همت الشمس أن تغيب قبل أن تندفع قال: “اللهم إني أعوذ بك من الفقر، ومن تشتت الأمر، ومن شر ما يحدث بالليل والنهار. أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك، وأمسى خوفي مستجيرا بأمانك، وأمسى ذلي مستجيرا بعزك، وأمسى وجهي الفاني مستجيرا بوجهك الباقي. يا خير من سئل، ويا أجود من أعطى، جللني برحمتك، وألبسني عافيتك، واصرف عني شر جميع خلقك”.
23- أنس بن مالك: وقف النبي صلى الله عليه وآله بعرفات، وقد كادت الشمس أن تؤوب، فقال: يا بلال، أنصت لي الناس. فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وآله، فأنصت الناس، فقال: معشر الناس، أتاني جبرائيل عليه السلام آنفا فأقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات، وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات.
24- رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مائة مرة، ثم يقرأ: “قل هو الله أحد” مائة مرة، ثم يقول: اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وعلينا معهم ” مائة مرة، إلا قال الله تعالى: يا ملائكتي، ما جزاء عبدي هذا؟ سبحني وهللني، وكبرني وعظمني، وعرفني، وأثنى علي، وصلى على نبيي. اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت له، وشفعته في نفسه، ولو سألني عبدي هذا لشفاعته في أهل الموقف كلهم.
25- عنه صلى الله عليه وآله: من الذنوب ذنوب لا تغفر إلا بعرفات.
26- ابن عباس: أفاض رسول الله صلى الله عليه وآله من عرفة، وعليه السكينة ورديفه أسامة، وقال: أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بايجاف الخيل والإبل، فما رأيتها رافعة يديها عادية حتى أتى جمعا.
27- عنه: أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وآله يوم عرفة، فسمع النبي صلى الله عليه وآله وراءه زجرا شديدا وضربا وصوتا للإبل، فأشار بسوطه إليهم، وقال: أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع. والإيضاع: سير مثل الخبب. والوضع هو العدو، ووضع البعير وأوضعه راكبه إذا حمله على سرعة السير (لسان العرب: 8 / 398 و 399).
28- معاوية بن عمار: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن المشركين كانوا يفيضون من قبل أن تغيب الشمس، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وآله فأفاض بعد غروب الشمس. وقال أبو عبد الله عليه السلام: إذا غربت الشمس فأفض مع الناس، وعليك السكينة والوقار، وأفض بالاستغفار، فإن الله عز وجل يقول: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)، فإذا انتهيت إلى الكثيب الأحمر عن يمين الطريق فقل: “اللهم ارحم موقفي، وزد في علمي، وسلم لي ديني، وتقبل مناسكي”، وإياك والوجيف الذي يصنعه الناس؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أيها الناس، إن الحج ليس بوجيف الخيل ولا إيضاع الإبل. ولكن اتقوا الله وسيروا سيرا جميلا، لا توطئوا ضعيفا ولا توطئوا مسلما وتوأدوا واقتصدوا في السير؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكف ناقته حتى يصيب رأسها مقدم الرجل، ويقول: أيها الناس، عليكم بالدعة، فسنة رسول الله صلى الله عليه وآله تتبع. قال معاوية: وسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: “اللهم أعتقني من النار”، وكررها حتى أفاض (الناس)، فقلت: ألا تفيض، فقد أفاض الناس؟ فقال: إني أخاف الزحام، وأخاف أن أشرك في عنت إنسان.
29- محمد بن مسلم: سألت أبا جعفر عليه السلام: هل صلى رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر بمنى يوم التروية؟ فقال: نعم، والغداة بمنى يوم عرفة.
30- عنه صلى الله عليه وآله: أي رجل خرج من منزله حاجا أو معتمرا، فكلما رفع قدما ووضع قدما تناثرت الذنوب من بدنه كما يتناثر الورق من الشجر، فإذا ورد المدينة وصافحني بالسلام صافحته الملائكة بالسلام، فإذا ورد ذا الحليفة، واغتسل طهره الله من الذنوب، وإذا لبس ثوبين جديدين جدد الله له الحسنات، وإذا قال: لبيك اللهم لبيك أجابه الرب عز وجل: لبيك وسعديك، أسمع كلامك، وأنظر إليك. فإذا دخل مكة وطاف وسعى بين الصفا والمروة وصل الله له الخيرات. فإذا وقفوا في عرفات، وضجت الأصوات بالحاجات، باهى الله بهم ملائكة سبع سماوات، ويقول: ملائكتي وسكان سماواتي، أما ترون إلى عبادي، أتوني من كل فج عميق شعثا غبرا، قد أنفقوا الأموال، وأتعبوا الأبدان؟ فوعزتي وجلالي لأهبن مسيئهم بمحسنهم، ولأخرجنهم من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم، فإذا رموا الجمار، وحلقوا الرؤوس، وزاروا البيت، نادى مناد من بطنان العرش: ارجعوا مغفورا لكم، واستأنفوا العمل.