تسعى بلجيكا هذا العام إلى إعادة إنسانية قضية اللجوء إلى الواجهة من خلال مبادرة فريدة تقودها الوكالة الاتحادية لاستقبال طالبي اللجوء “فيداسيل”.
وبدءًا من 16 وحتى 22 يونيو، تفتح مراكز الاستقبال التابعة لها أبوابها أمام الجمهور ضمن فعاليات أسبوع اللاجئين، في خطوة تهدف إلى تقريب المجتمع من واقع اللاجئين وكسر الحواجز التي تحول دون الفهم المتبادل والتعايش.
المبادرة تأتي في سياق أسبوع كامل من الأنشطة الموجهة نحو التوعية والتبادل الثقافي، حيث ستمتلئ المراكز بالحوارات واللقاءات المباشرة مع طالبي اللجوء وموظفي فيداسيل الذين يشكلون حلقة وصل بين المجتمع البلجيكي وأولئك الذين وصلوا حديثًا إلى البلاد طلبًا للأمان والكرامة.
وبحسب بيان رسمي صدر يوم الجمعة، فإن هذا الأسبوع يهدف إلى تسليط الضوء على القصص الشخصية، والتحديات اليومية، والأحلام التي يحملها اللاجئون في حقائبهم غير المرئية.
واحدة من أبرز الفعاليات التي يُنتظر أن تثير اهتمام الزوار هي “المكتبة الحية”، حيث لا تُستعَار الكتب، بل تُروى الحكايات.
في هذه المساحات الإنسانية، يتحول اللاجئون إلى “كتب بشرية” يشاركون قصصهم الشخصية في جلسات مفتوحة مع الزوار.
هذه التجربة تسمح بفهم أعمق لمعاناة اللجوء، بعيدًا عن الصور النمطية والمفاهيم المجردة. إنها فرصة للاستماع إلى نبض الحياة التي لا تُختصر في طلبات اللجوء، بل تُحكى بتنهيدات الأمهات، وقلق الآباء، ودهشة الأطفال أمام عالم جديد بالكامل.
ولم تقتصر الأنشطة على المراكز المغلقة، بل انتشرت المبادرات في الشوارع والفضاءات العامة.
تم تصميم بطاقات بريدية خاصة من طرف سكان وموظفي مراكز فيداسيل، تحمل رسائل تعاطف وأمل. هذه البطاقات، التي تتوفر بست تصاميم مختلفة، يمكن إرسالها إلى أحبّاء أو إلى طالبي اللجوء أنفسهم، سواء عبر البريد التقليدي أو من خلال رموز الاستجابة السريعة QR، مما يضفي بعدًا شخصيًا على التضامن.
ومن بين أبرز معالم هذا الأسبوع أيضًا معرض الصور الفوتوغرافية “بروكسل، بعيون طالبي اللجوء”، الذي يسلط الضوء على مشاهد من العاصمة البلجيكية بعدسة سكان فيداسيل.
هذه الصور، التي التقطت في أماكن رمزية تمثل لحظات مهمة أو ملهمة في حياة المصورين، تُعرض في أماكن متفرقة من المدينة، لتروي قصصًا صامتة عن الانتماء، والبحث عن الذات، والاندماج.
بلجيكا 24