إيران والدورة الثانية من الامتحان
تطوان : مصطفى منيغ
المُنتظَر أسوأ بما في الحاضر يَتَحَضَّر ، والسبب المُسبِّب لذلك إسرائيل لا أقل ولا أكثر ، الغير القانعة بما سفكته من دماء عن تخطيط لما حصل ولا زال صَدَر ، مِن لدن محفل بني صهيون المتبقي ريح انتقامهم من عهد ادلف هتلر إلى ما بعد الآن ولن يتغيَّر ، كانت إيران بأذرعها الثلاث العائق الأكبر ، لكن الواقع صدَمَ مَنْ في تكسير شوكة إسرائيل فكَّر ، حينما رقصت طائرات الأخيرة على نغمات المفاجأة ليصبح من فوق الأرض الإيرانية مِن وسائل وآليات الدفاع الجوي وقد تفجَّر لتتعرى مؤسساتها الرسمية الحيوية فتُصاب بداء حمَّى الخراب ليلا لتستمرَّ حتى واضحةَ النهار ، ليخسر الحرس الثوري مِن قادته ما خسر من أطره الكِبار ، والعِلم فقد خيرة علمائه بتلك الكثرة التي ما عرفت سابقاً كارثة قومية من حجم المِضمار ، فكان الحادث بمثابة الأمل المطروح داخل مِجمر ، حتى يتسنى لغالبية المتفرجين بدخان مخلفات وقائعه تتبخَّر ، إلا العدو الصهيوني عبر العالم مزهوا بما حصل خَتَّار ، يتقيَّأ المزيد من الشرور تعم سوريا فتركيا كما لِحَطِّ رحال فتنته اختار ، ليصبح سيد الشرق الأوسط والمنتسبين له من الشعب المختار ، الماسك بغير استئذان عصا موسى وعلى هارون في غياب الأخير لأمرٍ إلاهي ثار ، فيلاحقه التشرُّد وتتعقبه المصائب مهما حَوْلَ الكرة الأرضية انتشر .
… أمريكا دهاؤها انتصر، وغيرها في الطريق سياسياً للانتحار ، مادامت زعامة العالم لا علاقة لها بالأخلاق ولا بالعاطفة فقط ذاك تقوَّى ومن قابله تكسَّر ، فغدت زعامة لا يقبل بها الضعيف لعجزه دَكِّ الصَّخر ، فوق أنانية مكتفي أصحابها بالتقاط المقذوف والتربع على كراسي تدبير مسار ، قوم وجدوا ما دام استكانوا خاضعين لغير الباري القهار ، تابعين توابع حروف الجر ، المجرورة أعناقهم للتصفيق ومن يتقاسم معهم الملة والدين واللغة يُذبحون بأشدِّ وأبشع ما في المُنكر . لذا كل ميَّالٍ للتشفِّي في إيران عمَّا حلَّ بها من غَدْر ، له ” حتَّى” وما يتبعها لغوياً نقصُ فضيعٌ في الفهم وغدا على المتشكك يريه أن للكبوة قصد مكنون في سر من أخطر الأسرار ، فلا الموساد قادرة على حل طلاسمه ولا أمريكا مقتنعة في الإطار الحاكم الضيِّق أن إيران انتهت ومعها كما تدَّعي افتراء بؤرة الأشرار ، قد يلتقي نتنياهو بالرئيس ترامب داخل البيت الأبيض بما يليق الاحتفاء بالسفاح الأول وسيف أمريكا المسلول في الشرق الأوسط بجزأيه على أعناق الفرس وقبلهم وبعدكم العرب ، ليتيقن من مال للتشفي كما ذُكر أن الخطة محبوكة بما يناسبها من ألوان أغلبها الأحمر ، المسفوك دماً في غزة ومجموع لبنان واليمن وطهران سيصبغ دمشق ومن تراهم إسرائيل بعيون أمريكية بأنهم أصغر من الصغار . إيران أطهرت ما أرادت أن تُظهِره بادراك دقيق مُفصَّل لتكون قومتها الآتية مبنية على معرفة تامة بمن معها ومن استغل إمكاناتها ضامرا لها الكراهية والاحتقار ، إيران اختزنت ما هو أكبر ، سلاحاً متطوراً واقتصاداً حربياً متكاملاً وتخطيطا قتاليا ليس مثله في الخطورة أخطر ، والحقيقة التي طرقت مخيِّخ الإدارة الأمريكية مؤخراً بإيعاز مدروسٍ من طرف المخابرات الإيرانية فكَّكت ما حسبت تلك الإدارة أنها الأقوم كأفكار ، أن إيران تملك ما ظن البنتاغون تدميره بالكامل فكان عل الرئيس ترامب أن ينبه حليفه المفضل بالابتعاد عن استفزاز دولة الفرس من جديد مرة أخرى حتى لا يكون السبب في بداية مسح إسرائيل كدولة وكيان وديار .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في
سيدني – أستراليا