اخر الاخبار
الجالية و خطب صلاة الجمعة لليوم الثالث من ذي الحجة بمدينة تورونتو الكندية (الحلال والحرام)
د. فاضل حسن شريف
صلاة الجمعة لليوم الثالث من ذي الحجة:
تحدث خطيب جمعة مسجد الامام الحسين عليه السلام بمدينة تورونتو الكندية الشيخ حسن العامري عن موضوع (الحلال والحرام) وقال الشيخ العامري قد يستغرب احدكم ان عدم حب أهل البيت عليهم السلام يعتبر من المحرمات “قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى” (الشورى 23) كما في حالة الشرك بالله فهو من المحرمات “وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا” (لقمان 15). على الإنسان المؤمن أن يحب أخيه المؤمن قلبا. وقائمة الحلال والحرام طويلة وضحت في آيات القرآن الكريم وروايات أهل البيت ومنها ما يخص الجوارح حتى التخيل يحاسب عليه العبد. فالقلب والنفس والخيال والجسد كلها تخضع للحلال والحرام.
الإسلام يشدد على الحلال والحرام. يقول أمير المؤمنين عليه السلام (وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر) وقال الله سبحانه وتعالى “وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ” (الجاثية 13). فهذه المجرات والكواكب مسخرة للانسان لانه يمثل مقام الله سبحانه وتعالى في الأرض. فمثل هذا المقام يحمله مسؤولية تختلف عن الكائنات الأخرى. فمثلا مسؤولية رئيس الدولة تختلف عن مقام أو مسؤولية الوزير، ومسؤولية الوزير تختلف عن مسؤولية الموظف في الوزارة. وبذلك عندما يخطأ رئيس الدولة فيكون حسابه كبير. وحصل أن رئيس دولة كبيرة أخطأ في تزوير انتخابات فما كان منه أن يستقيل في حين لا يحصل ذلك لدى موظف في وزارة لان مقام الأول كبير. وهكذا الانسان على الأرض مقامه كبير لانه ممثل الله سبحانه “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ” (الاسراء 70) فعليه أن لا يخطئ والا فيستغفر الله ويتوب اليه. والله عز وجل بين انه كرم بني آدم وليس مخلوق آخر كالحيوان والنبات “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ” (المؤمنون 115).
قال الله عز من قائل “وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا” (الاسراء 36) كل هذه الاحاسيس تحملك مسؤولية الخطأ. فهل تتصور أن يفلت القاتل والمستبد من الحساب على أخطائه في يوم الحساب فهؤلاء استباحوا المال والأعراض. هنالك من يفتي بقتل الآخرين بحجة تكفيرهم. قال أمير المؤمنين عليه السلام (اليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولاعمل). يوم القيامة ستحاسب على كل شيء عملته في الدنيا “فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 8” (الزلزلة 7-8). رُوِيَ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنَّه قال: (والناس يومئذٍ على طبقات ومنازل، فمنهم من يحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً، ومنهم الَّذين يدخلون الجنَّة بغير حساب).