اخر الاخبار

الجالية و خطب صلاة الجمعة لليوم السادس والعشرين من شوال (الغيبة ذنب يحرق الحسنات)‎

د. فاضل حسن شريف

صلاة الجمعة لليوم السادس والعشرين من شوال:
تحدث خطيب جمعة مسجد الإمام الحسين عليه السلام الشيخ حسن العامري في مدينة تورونتو الكندية عن موضوع (الغيبة ذنب يحرق الحسنات) بعد أن قدم آيات العزاء بذكرى شهادة الامام جعفر الصادق عليه السلام قال أنه عليه السلام ملأ الدنيا بالعلم والحكمة وكان سببا لانتشار مذهب أهل البيت عليهم السلام وكان له باعا في المجالات المختلفة، وكما قال جده أمير المؤمنين عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني. وكما كان جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم متمما لمكارم الأخلاق. قال الإمام الصادق عليه السلام (لا تغتب فتغتب، ولا تحفر لأخيك حفرة فتقع فيها فإنك كما تدين تدان).
وكان الإمام عليه السلام يتميز بالكلام البليغ والمنطق السليم واستقامة السلوك فمعلم الناس أحق بأقواله. أحيانا يكبر الانسان بجسمه ولكن تشعر أنه طفل بأفعاله بسبب شهواته لان النفس أحيانا هي الأمارة بالشهوات “ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ” (التين 5) بأستثناء العاملين الصالحين. فيوجد أشخاص مؤمنين يصلون ويصومون ويعملون النوافل والمستحبات ولكنهم في نفس الوقت يذنبون كثيرا ويعصون الله. فعليك بالأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي في نفس الوقت ولا قيمة بالعمل الصالح مع المعصية لتصبح من المتقين الذين قال عنهم الله سبحانه “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ” (المائدة 27). هذه الذنوب حجاب تمنع الانسان من تزكية نفسه “قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا” (الشمس 9).
الغيبة من أهم المعاصي كما جاء في الحديث الشريف (ترك الغيبة أحب إلى من عشرة آلاف ركعة). الاسلام شدد على مسألة الغيبة “وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ” (الحجرات 12). الاسلام جعل عقوبات ” وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ” (المائدة 45). جاء في الحديث الشريف (أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار).
جاء في خطبة الوداع للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) فأعراض الناس التي تتكلم عنها وتغتاب الناس بها ليس ذلك العمل هين عند الله تعالى. يقول أمير المؤمنين عليه السلام (أبغض الخلائق إلى الله المغتاب). عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وصية له قال: يا أبا ذر إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، قلت: ولم ذاك يا رسول الله قال: لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.

ورد أن الاستماع للغيبة محرم، فالمستمع شريك المغتاب كما ورد في الحديث. قال علي عليه السلام: لو وجدت مؤمنا على فاحشة لسترته بثوبي. جاء في الحديث الشريف (من نصرَ أخاهُ بالغيبِ نصرهُ اللهُ في الدنيا والآخرةِ). نظر الإمام علي عليه السلام إلى رجل يغتاب رجلا عند ابنه الحسن عليه السلام: يا بني نزه سمعك عن مثل هذا، فإنه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك.