اخر الاخبار

الجالية و خطب صلاة الجمعة ليوم السابع من رمضان (مفهوم التزكية)‎
د. فاضل حسن شريف
صلاة الجمعة لليوم السابع من رمضان:

قال الله تعالى “قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا” (الشمس 9-10) تحدث خطيب جمعة مسجد الامام الحسين عليه السلام في مدينة تورنتو الكندية الشيخ حسن العامري عن موضوع (مفهوم التزكية) وقال ان هذا المفهوم مذكور في عديد من الآيات القرآنية بشكل مباشر أو غير مباشر منها “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” (الجمعة 2)، “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (التوبة 103).

ومفهوم التزكية اصطلاحا تزكية النفس أي تطهير النفس من الشوائب والأمراض. يعطي العلماء ثلاث طرق لتزكية النفس، طريقة التخلية، طريقة التحلية، وطريقة التجلية أو ما يسمى التخلي والتحلي والتجلي. وحتى يصل الإنسان الى الطريقتين الثانية والثالثة عليه بالطريقة الأولى وهي التخلية أي يتخلى الانسان عن الشهوات المحرمة وجميع الملكات السيئة.

التخلية تتطلب من الانسان أولا أن يعترف بالواقع الحقيقي للنفس. بعض الناس يعملون العبادات من صلاة وقراءة القرآن وهي أعمال جيدة وامور تسعد الانسان، ولكن هل نظرت الى أخلاقك مع الناس. يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون. قال الله تعالى “بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ” (القيامة 14). قد تتصور نفسك انها على حق ولكن قد تكون هنالك سلبيات. فالصلاة ليست للتفاخر امام الآخرين ولا تتصور انك دائما قريب من الله تعالى وانما عليك دائما مخافة الله في أعمالك.

ويتطلب من الانسان عند نخلية نفسه ثانيا العزم على التغيير نحو الأحسن فقد تعمل العبادات ولكن لا يتغير شيء من السلوك نتيجة وساوس الشيطان ورغبات النفس بمعاذير مختلفة “وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ” (القيامة 15) عليك ان تكون لك رغبة في التغيير. معظم الناس ليس لهم القابلية في التغيير بأعذار مثل لا يوجد وقت للصلاة أو الذهاب الى المسجد أو قراءة القرآن بسبب انشغالهم بأعمال الدنيا التي لا تنتهي. فان مثل هذا الانسان يعطي كل وقته للدنيا ولا يعطي جزء من الوقت لأعمال الآخرة.

وثالثا علينا الاستمرار بالعمل على التغيير مثلا القيام الى الصلاة او قراءة القرآن لايام ثم تركها ايام اخرى بحجج مختلفة ولا يعرف ان الانسان يتطلب عدم ترك العبادة لاسباب كما تحلو له “يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ” (الانشقاق 6)، “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” (الأحقاف 15) عليك الاستمرار في العمل الحسن حتى تلاقي الله بوجه حسن. وهو المطلب الرابع من تخلية النفس لتزكيتها فتبدأ بالعبادة وانت في أي وقت تكون خاتمة عبادتك في أحسنها.