اخر الاخبار

الحرب لا تنهي إسرائيل ولا تسقط نظام ايران، نعيم الخفاجي

ربما عندما اتحدث عن الحرب الدائرة مابين إسرائيل وايران، اطرح رأي يختلف عن آراء مؤيدي ومعارضي إسرائيل وايران.

حسب قرائتي للوضع، الحرب لا تسقط النظام في ايران، لأن النظام مدعوم شعبيا ودينيا، وايضا بالمقابل هذه الحرب لم تنهي دولة بني اسرائيل، انا لست منجم ولاعراف، بل انا شخصيا قرأت أحداث الحروب والصراعات بالمنطقة والعالم، قرأت مذكرات مستشاري الأمن القومي الامريكان والسوفيت والغربيين، ولم اقرأ مذكرات مستشار أمن قومي للدول العربية الفاشلة، هؤلاء مجرد منصب، مثل فحل شجرة التوت، هيبة وشكل جميل دون ثمار.

انا شخصيا مطلع جيد على الفكر الإسلامي السني والشيعي، الواقع على الارض، الشيعة ايدولوجيتهم ترفض قتل الأطفال والنساء، لذلك هناك مبالغة  الخوف من امتلاك إيران لاسلحة دمار شامل، حتى لو امتلكت إيران سلاح معين فهي ربما من باب الردع ولايمكن أن تستخدم ذلك، القصف الحالي لم يتم استهداف تجمعات مدنية، مثل القرى والبلدات الصغيرة التي لايوجد بها وسائل دفاع جوي.

حسب قرائتي للأخبار المروية عن رسول الله ص وعن علي بن أبي طالب ع والإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام، حول اخبار دولة المهدي، لم أجد حديث يتكلم عن تحرير فلسطين من بني صهيون قبل دولة المهدي، رغم أن الأحاديث أشارت لوجود دولة بني صهيون بالشرق الاوسط، ودعم العالم المسيحي واليهود لقوى عربية مسلمة أمثال الإرهابي الجولاني السفياني ومن لف لفهم لقتل المواطنين الشيعة لكونهم شيعة، رأينا ذلك حدث في دمشق وحمص وحماة ومدن الساحل السوري، وعمليات قتل الشيعة في الموصل وغرب العراق بصفحة مؤامرة داعش التي افشلها السيد السيستاني، انا لست من الصنف المتدين المتأدلج، اتذكر بعام ٢٠١٢ قبل مؤامرة داعش، كنت اتمشى بالشارع صادفني صديق متدين، قال لي الله عليك هل سمعت، الله واكبر، قلت له خيرا، قال لي شيخ جلال الصغير يقول السيستاني ناصبي، قلت له مستحيل لم يخرج هذا الكلام من الشيخ جلال الدين الصغير، وقلت له،  انت تعرفني لست مع شيخ جلال الدين الصغير، بعيد كل البعد عن مجالس الشيوخ، لكن مال شيخ جلال الدين الصغير يسيء للسيد السيستاني فهذا الكلام غير صحيح، قال لي انت مشكلتك لاتصدق، تفضل  هذا مقطع الفيديو، شاهدت مقطع الفيديو، شيخ جلال الدين الصغير ذكر رواية في بحوث له حول المهدوية، ذكر رواية عن الإمام جعفر الصادق ع يقول اذا وصل التكفيريين السفيانيين إلى بغداد يتصدى لهم رجل من شيعتنا من سجستان المعروف عن أهلها النصب إلى ال البيت ويهزمهم، قال لي اقتنعت، قلت له الشيخ لم يسيء إلى السيد السيستاني، وسيستان لازال أهلها منهم الكثير من قوى حنبلية ووهابية تكفيريين يبغضون كل من هو شيعي، التفت اليه قلت له لعل في يوم من الايام يتبخر جيشنا ويصل الإرهابيين إلى بغداد والسيد السيستاني يصدر فتوى للتصدي لهم، وهذا حدث في مؤامرة انقلاب داعش الذي افشله، السيد علي السيستاني أعزه الله، رغم انا لست من مقلدي السيد السيستاني ولست مقلد إلى مراجع اخرين، نعم لا اقلد أحد،  لكن علينا قول كلمة الحق.

الأحاديث الموجودة لدى الشيعة لايوجد بها أحاديث من أئمة ال البيت ع تلزم الشيعة، محاربة الصهاينة والسفيانيين، وإنما طلب الأئمة من الشيعة حماية مناطقهم، وطلبوا من الشيعة بمناطق الاكثريات السنية التكفيرية السفيانية في الشام وغرب العراق في تجنب السفيانيين والابتعاد عنهم قدر الامكان، إذن جر الشيعة لمواجهة مدمرة مع الأعور الدجال ترامب وزعيم بني صهيون نتنياهو عمل يمكن تجنبه.

حسب وجهة نظري أن الحرب ضد ايران خطط لها نتنياهو قبل ثلاثين سنة عندما تقلد نتنياهو اول مرة منصب رئاسة وزراء إسرائيل في منتصف تسعينيات القرن الماضي، قبل ثلاثين سنة تقريبا.

انا على يقين أن غزوة السنوار في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، كانت مخترقة من  الموساد الاسرائيلي، لتنفيذ مخططات كبيرة، للقضاء على القوى الفلسطينية المقاومة، وتوجيه ضربات قوية للقوى الشيعية اللبنانية واسقاط النظام السوري، وهذا الذي حدث، نتنياهو استعمل أسلوب القتل في غزة رغم وجود اسرى اسرائيليين وهذه سابقة لم تكن موجودة من قبل، إسرائيل تضحي في أسراها، شيء غريب،  إذن لديهم مشاريع كبيرة تجعلهم يضحون في قسم من أسراهم، نتنياهو يقصف مناطق توزيع المساعدات الإنسانية ويقتل مئات الأطفال والنساء الفلسطينيين الجوعى الباحثين عن طعام، على سبيل المثال، اليوم تم قتل ٨٠  فلسطيني تجمعوا لاستلام مواد غذائية في غزة، اقول إلى الاخوة الشيعة من قراء مقالتي هذه،  انا لا استبعد، أن  نتنياهو يستعمل حتى النووي ولم يحاسبه احد، لذلك على قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وضع ذلك في حساباتهم، الأضرار تكون كبيرة، لذلك البحث عن حلول سلمية لاتعني الخوف والجبن، بل الشجاعة عندما تجنب شعبك من خطر استعمال سلاح نووي، هناك بعض المهتوكين يتهموني انني ذيل ايراني، اقول إلى هؤلاء السفلة، بحثت عن مصادر وجود مصطلح الذيل، ووجدت  مصطلح الذيول في نص توراتي، يؤمن به نتنياهو وكل قادة بني صهيون، تقول الرواية التوراتية،  أن في آخر الزمان يتعلق كل عشرة من بني البشر بذيل صهيوني واحد للنجاة والخدمة ابن صهيون، لذلك نرى هرولة قادة وملوك وزعماء العرب السنة في الاحتماء، واصبحوا ذيول بني صهيون، لأجل البقاء،  لذلك مصطلح  الذيل ذكر في النصوص التورانية فأنتم الذيول ولست انا يامهتوكين.

اول يوم من هجوم نتنياهو على ايران، كان مبرر العدوان والهجوم على ايران، القول في  شل قدرة إيران  على إنتاج القنبلة النووية، شاهد نجاح عمليته الخاطفة في اغتيال القادة العسكريين وعلماء في مجال الفيزياء، أصاب نتنياهو  نشوة وقتية، وطلب من   الإيرانيين الانتفاضة على النظام،  لكن بعد ١٨ ساعة ردت إيران بقوة وجعلت شعب بني صهيون يدخلون في الملاجىء، ووصلت الصواريخ إلى إسرائيل رغم دفاعات حلف الناتو الموجودة على الأرض للدفاع عن   اسرائيل، الحرب الدائرة ليست بين إسرائيل وايران، بل حرب إسرائيل وأمريكا وحلف الناتو  ضد ايران، وزير دفاع نتنياهو  هدد بحرق طهران ردا على الهجمات الإيرانية على تل أبيب ومدن أخرى، ترامب قطع اجتماعاته في اجتماع مجموعة السبع وكتب تغريدة على سكان طهران اخلائها، التهديدات الغاية الضغط، مضاف لذلك ترامب ونتنياهو مسموح لهم في استخدام النووي وصدقوني حتى لو استخدموا النووي لم يحاسبهم أحد، بل يساندهم العالم الغربي، لذلك انا أرى البحث عن حل سلمي هو الافضل، قضية التخصيب يمكن أن تعطي إيران مفاعل للتخصيب في روسيا او الصين وفي باكستان لتخصيب اليورانيوم، العرب أمة منكوحة لذلك على إيران والشيعة ترك قضية فلسطين إلى العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني.

مراهنة العربان ونتنياهو وترامب على القوى المعارضة الإيرانية مراهنة خاسرة، النظام في إيران لديه رصيد شعبي قوي مؤيد، البحث عن الحلول السلمية هو الخيار الوحيد لإنهاء هذا الصراع، أجزم ان هذه الحرب لاتطول ربما عشرة أيام إلى شهر، لكن سوف تستخدم أسلحة فتاكة وتسقط تضحيات كبيرة من الطرفين للاسف، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.