اخر الاخبار
الشيخ الكربلائي في مستهل عاشوراء: العراق أمام مفترق طرق.. فإما الوعي أو الانهيار

كربلاء المقدسة، ليلة الأول من محرم 1447 هـ – في خطبة مؤثرة حملت ملامح التوجيه والإصلاح والتحذير، أطلق ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، سلسلة رسائل مركّزة خلال مراسم تبديل راية الإمام الحسين (عليه السلام)، مستعرضاً واقع الأمة، ومُذكّراً بأن شعلة كربلاء لا تزال حية في وجه الظلم والانحراف.
* كربلاء… البوصلة التي لا تنحرف*
أكد الشيخ الكربلائي أن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ستبقى نبراساً في كل معركة للحق، ووجهاً دائماً للدفاع عن المظلومين والمستضعفين. واعتبر أن ما شهدته المنطقة، ولا سيما خلال العام المنصرم، ليس إلا مشهداً من معركة كبرى بين جبهة الطغيان وجبهة العدل، تتخذ صوراً متعددة: سياسية، عسكرية، اقتصادية، وأخلاقية.
وهنا بدا لافتاً وصفه للمشهد الإقليمي بأنه “واحد من أقبح صور معارك الشر”، في إحالة ضمنية إلى المجازر اليومية التي يرتكبها الكيان المحتل لفلسطين في غزة، والتصعيد الخطير ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
*العراق ليس بعيداً… والمرحلة المقبلة مصيرية*
في واحد من أكثر المقاطع حساسية، حذّر الشيخ الكربلائي من أن العراق ليس بمنأى عن هذا الصراع، وأن دخول البلد في لهيب المعركة، عاجلاً أم آجلاً، أمر محتمل. هذه ليست مبالغة، بل تعبير عن استشراف دقيق لمآلات الأزمة الإقليمية، خاصة في ظل الحديث عن تهيئة أطراف دولية لعناصر فوضى جديدة في الداخل العراقي، كما أظهرت بعض التقارير الاستخبارية الأخيرة.
وبلغة واضحة، دعا الشعب العراقي إلى التسلّح بالوعي والبصيرة وعدم الانخداع بالمظاهر والشعارات.
* الإصلاح الداخلي… تجديد دعوة المرجعية*
لم تخلُ الخطبة من البعد الإصلاحي المتجذر في خطاب المرجعية، فقد عاد التأكيد مجددًا على أن مستقبل العراق رهين بالاعتماد على الكفاءة والنزاهة في تسنم المسؤوليات. وإذا ما تم تجاهل هذه القاعدة، فالمصير لن يكون أفضل مما مضى.
رسالة الكربلائي هنا تتسق تماماً مع ما نادت به المرجعية سابقاً، لا سيما في خطب عام 2019، عندما طالبت بتغيير المسار السياسي، وإنهاء المحاصصة، والاعتماد على الأكفاء.
*منبر كربلاء… صوت الشعوب في مواجهة الطغيان*
في كلماته، بدا الشيخ الكربلائي وكأنه لا يخاطب الداخل العراقي فحسب، بل يوجّه خطابه إلى الأمة بأسرها. دعا إلى إحياء الشعائر الحسينية في البيوت، المحالّ، والشوارع، أي في كل زاوية، لا كمجرد طقس، بل كممارسة وعيٍ وموقفٍ.
إنها دعوة لبعث كربلاء فينا: أن تكون دموعنا بوصلتنا، ومجالسنا مدارس تربّي على نصرة الحق، لا حناجر تستهلك الحزن.
* الختام… كربلاء ليست ذكرى بل مسؤولية*
في ظل احتدام الصراعات، وتعدّد جبهات النار، جاء صوت ممثل المرجعية من كربلاء ليحمل ثلاث رسائل كبرى:
كربلاء حاضرة في كل مواجهة بين الظلم والعدل.
العراق مقبل على اختبار صعب، والنجاة بالوعي.
الإصلاح يبدأ من الكفاءة والضمير، لا من التسويات السياسية.