لا يختلف أي متابع أن القوى العظمى المتسيدة لا تعير أي أهمية للعرب، رغم امتلاك العرب لكل وسائل القوة، والثروات، لكنهم أمة خانعة، منبطحة، معتادة في التعاون مع المحتلين والمستعمرين، لذلك يبقى العرب.. الحلقة الأضعف، بين الأمم الأخرى.
دول العالم الغربي عطفت على ملايين العرب والمسلمين واستقبلتهم كلاجئين لدواعي سياسية والنسبة الأكبر لدواعي انسانية، أو من خلال قبول الكثير من العرب كمهاجرين، للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وألمانيا بشكل خاص.
حاولت قوى فلسطينية الاستفادة من الجاليات العربية والاسلامية المقيمين في الغرب، في زجهم بمشاكلهم، والمشاركة في المظاهرات التي تدعم قضية شعب فلسطين، وبالتاكيد دفع العرب والمسلمين في دول المهجر أثمان باهظة بسبب دعمهم لقضية الشعب الفلسطيني، بينما الكثير من الفلسطينيين اندمجوا في المجتمعات الغربية، وعاشوا في وضع جدا ممتاز، ودفعت الجاليات العربية والاسلامية ثمن ليس بالبسيط، حيث تعرضوا إلى المسائلة، وإلى التضييق على حرياتهم، بل هناك قوى يسارية أوروبية وقفت مع الفلسطينيين بدافع انساني، أيضا دفعوا اثمان باهظة وتعرضوا إلى التضييق بحرياتهم.
من حق ساسة أمريكا والغرب تشريع قوانين ضد القوى الإخوانية الوهابية الموجودين في الغرب، لايعقل انت في عاصمة دولة أوروبية والناس جالسين في المقاهي وإذا تخرج مظاهرات إلى حزب إسلامي متطرف، وكل متظاهر حامل علم اسود مكتوب عليه عبارة التوحيد بالون الاسود، يشبه إعلام داعش، و يصرخون نريد دولة خلافة من لندن إلى جاكارتا، رأيت ذلك بنفسي، يصرخون، وشباب دنماركيين جالسين في المقاهي أصابهم الخوف والذعر، وكأن عصابات تكفيرية اجتاحت مدينتهم، شيء مقرف، بالتأكيد أي تشريع يصدر في التضييق على الحريات يكون مرحب به، بسبب تصرفات هؤلاء الناس، عرفات ذهب للسلام دون موافقة الدول العربية القومجية ولا بموافقة إيران والشيعة، ذهب بنفسه، وقام الجنرال شارون بمسخه، وحوله إلى جرذ، هدم عليه قصر الرئاسة في رام الله، ودس اليه السم عن طريق عقيد فلسطيني اوعده أن يكون رئيس فلسطين بعد موت عرفات، النتيجة مات عرفات، والعقيد الفلسطيني طرد وخرج بخفي حنين.
أحداث سبتمبر عام ٢٠٠١، وعمليات تفجير المفخخات بالعراق وجرائم الربيع العربي، وعمليات التفجيرات التي وقعت في العديد من عواصم ومدن أوروبا، وغزوات الطعن بالسكاكين والسيوف والدهس في أسواق مدن أوروبا، التي نفذتها تكفيريين عرب وهابيين في اوروبا، زادت كراهية شعوب أوروبا للمسلمين، ومنحت القوى اليمينية الأوروبية دعم شعبي كبير، بحيث تضاعفت مقاعد الأحزاب اليمينية وأصبح لهم قوة ووجود في غالبية برلمانات دول أوروبا.
جرائم القاعدة وداعش والنصرة وبكو حرام بحق البشرية، ساهم في فوز القوى اليمينية في دول الغرب.
لكن أدركت الكثير من أبناء شعوب اوروبا، أن الإرهاب الإسلامي الذي يفجر ويطعن ويدهس، منبعه وهابي اخواني سني تكفيري بالدرجة الاولى، لايمكن لشعوب الغرب أن تتعاطف مع العرب والمسلمين بظل وجود عقليات عربية ينتمون إلى الحركات الاخوانية الوهابية يفكرون بعقلية إقامة دولة خلافة إسلامية من بريطانيا إلى جاكارتا، تبقى قضية عدم وجود حل إلى الفلسطينيين تلقي في أثار سلبية على العرب والمسلمين المقيمين في دول الغرب.
حاليا الذي يقدم على فيزا إلى أمريكا وان كان حامل إلى جناسي دول أوروبية ربما يتم فحص حسابه والاطلاع على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة اميله الخاص، وإذا وجد له مواقف مؤيدة إلى منظمة حماس ومعادي إلى دولة إسرائيل لايمنح فيزا، هذا سببه كله بسبب قضية شعب فلسطين، بلوة ومصيبة شرها شمل غالبية القوى المحبة للسلام بكل دول العالم، غالبية الشعوب العربية يقفون مع عصابات القتل والاجرام والذبح، ولم يقفوا مع الضحايا، عكس القوى اليسارية والحقوقية والانسانية من شعوب دول الغرب، يقفون مع الفلسطينيين ويتم محاسبتهم والتضييق على حركاتهم.
أي عملية إرهابية تقع في دول اوروبا، يستبشر أنصار المجاميع الإرهابية من أبناء السعودية والخليج وانصار التكفيريين الجولانيين في سوريا بوقوع العمليات الارهابية بالغرب، ومن النادر تجد سنة عرب ينددون بجرائم القتل، نعم تجد شيعة عرب واكراد ومسيح وصابئة وايزيديين وكاكائين من العراق والشام ومصر، ينددون بتلك العمليات الارهابية.
كان ولازال بإمكان الأنظمة العربية والإسلامية السنية يوجدون حل للفلسطينيين، أراضي السعودية واسعة والقرار بيد ولي العهد السعودي، يوهب مساحة صغيرة في شمال تبوك وعلى طول الشريط الحدودي بين السعودية والأردن ليسكن بها شعب فلسطين من ملايين اللاجئين وينهون هذا الملف، ال سعود وبقية أنظمة الخليج ودول الرجعية العربية تم دعمهم من دول الاستعمار البريطاني الفرنسي ورسموا لهم حدود دول، واعترفوا بهم كدول مستقلة مقابل تنازلهم للشعب اليهودي عن فلسطين، فلاداعي لاستمرار الصراع، بظل دعم الأنظمة العربية السنية ومرجع الحركات الاخوانية السنية أردوغان إلى نتنياهو، الحقيقة نحن الفقراء من أبناء الشيعة ومن عامة المسلمين البسطاء، ندفع اثمان باهظة، بسبب استمرار عدم وجود حل لقضية الشعب الفلسطيني، الأنظمة العربية السنية فاشلين بالحرب والسلام، العرب يزورون التاريخ لذلك لا يمكن أن تتوقع من القوى العربية السنية الطائفية انصاف ضحايهم من الشيعة والمسيح، والاكراد وسائر الاقليات، ايها المقاوم الشيعي، لاتتوقع من العرب انصافك ويعتبرونك مسلم ومواطن، وكذلك الحال مع بقية الضحايا من أبناء الاقليات الضحايا الأخرى، بقول كلام جميل عنهم، بالعكس الإعلام البدوي الطائفي الإخواني الوهابي، يصور الضحايا من الشيعة والاقليات، على أنهم أخطر وأحقر مخلوقات البشرية على وجه الكرة الأرضية، وأن قتلهم للشيعة والاكراد والمسيح نابع من عمل وطني شريف.
الإعلام العربي ينتقد تضييق الحريات الصحفية والرأي على المسلمين بالغرب وهم اي دول الخليج وسائر الدول العربية يحكمون مواطنيهم بطرق استبدادية وقتل وذبح وقمع وتكميم الافواه مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.