اخر الاخبار

الفرق بين حقيقتين

بقلم عزيز حميد مجيد

لقد كتبَ الأخ (علي مبارك), عقب تلك المقالات الكونية التي هزت الوسط الفكري العراقي و غيرها .. كتبَ:

[استاذي ليس كل من ينتمي إلى الشيوعية كافر ملحد ولا كل من صلى أزكى أوصام هو إسلامي, انّ الفكر اذا لم يكن يتعارض مع ما يدعوا اليه الإسلام, ليس بكافر والدليل يجب على المسلم أن يتطابق قوله مع عمله كما ان قول المصطفى حبيب الله( ص )؛ [بعثت لاتمم الأخلاق] كما قال الله بكتابه للاعراب… [لا تقولوا أمنا بل قولوا اسلمنا] حتى يدخل الايمان في قلوبكم … استاذي من الخطئ ان تعتبر هؤلاء الذين يحكمونا الان من المؤمنين الذين شوهوا سمعة الأسلام و (حزب الدعوة) و قائده بالصميم, هؤلاء هم سفلة الذين باعوا دينهم بدنياهم, يعني( المنافقين ).]

جاء ذلك عقب مقالي السابق بعنوان ؛ (نداء لأهل الأقلام النزيهه) الذي قارنا فيه بين نظام (فيديل كاسترو و رفيقه جيفارا و باقي قادة الثورة الكوبية على النظام الطاغوتي الذي كان يحكم كوبا وقتها و بين نظامنا الإسلامي القائم في بلادنا اليوم),!

و الذي أثبت بآلأرقام و الوقائع أفضليّة أؤلئك الذين نسميهم بـ “الملحدين” الحاكمين في كوبا باسم النظام الشيوعي على الحاكمين في بلادنا باسم الأسلام و حزب الدعوة و التحاصص ووووو ..

والأسلام و الدعوة و الصدر برئ منهم و كما أثبتُّ هذا أيضا قبل نصف قرن, و الذين يعرفونا يشهدون بذلك.

فبعد نشرنا للموضوع قبل أيام؛ وصلتني مئات و ربما جاوزت الألف من التعليقات إلى جانب علامات آلحب و الأعجاب ممّن يُعوّل على شخصياتهم الفكرية و مواقفهم و نظرهم, لأنهم لم يكونوا مجرد قُرّاء عاديون كآلذين يعلقون و يحبون راقصة أو أغنية أو حركة عابرة لكلب أو قطة في صفحات التواصل, إنما كانوا أناس لهم تأريخ ونظر يمكن البناء على آرائهم الكثير الكثير .. لأن الأمر يتعلق بآلفكر و الفلسفة و ليس كل الناس تتحمل ذلك!

على كل حال , كان ذلك مجمل آراء المعلقين .. لكن ظهر بينهم شخص واحد أعتقد بأنه من مرتزقة الأحزاب المتأسلمة و النفعيّة و من آلمتمتعين براتب حرام و لذلك صعب عليه تشخيص الأسود من الأبيض لأنّ لقمة الحرام أعمت بصيرتهم, فقال أحدهم و هو الوحيد من بين المعلقين : مقالك [طائفية]!

و هذا الشخص أعتقد هو نفسه الذي كلّما كتبتُ مقالاً يعلق بتلك الكلمة فقط لكونه لا يعرف غيرها كقادة الأطار لا يعرفون غير تلك الكلمة و التبريرات الجاهزة لتبرير فسادهم الداعشي, بل والأسوء من داعش, حيث حطموا بفسادهم نهج الشيعة في العراق بعد ما كنا نتحداهم بأن نهجنا يختلف عن غيرها!؟

في حين لا أتذكر بأني ذكرت أو حتى أشرت أو ألمحت لمسألة داعش في ذلك المقال أو للطائفية, إنما الأمر كله مقارنة بين دولتين؛ أحداهما تؤمن بآلله كأصل للنظام و الثانية لا تؤمن و أظهرنا أفضلية الملحدين على المؤمنين كحقائق واقعة.

و كان هناك إلى جانب ذلك التعليق؛ تعليق آخر, تطرّق فيه كاتبه لجانبٍ لم أقصده أيضاً لا من قريب و لا من بعيد, مبرراً و مؤكداً, بأنّ:

[(الكثير من الشيوعيين يُؤمنون بآلله و ليسوا ملحدين كأكثر العلمانيين) ..

إنما شهدنا العكس .. شهدنا الكثير من الأسلاميين و الدعوجية ملحدين بعقيدتهم عمليّاً و مؤمنون بآلله ظاهرياً و كما هو حالهم اليوم بظل حكومة الأطار]!

و ما قيمة الظاهر من دون مصداق عملي, بل إلى جانب مصاديق معاكسة لمقولاتهم!؟

نعم .. أعترف بأنه كان كلامًا منطقيّاً و يُوافقه كلّ منصف و صاحب ضمير لم يدخل بطنه الحرام كما قادة الدعوة خاصة و الدعوجية من ورائهم .. فآلدّعاة الحقيقيون باتوا كآلدّر و الياقوت اليوم منتشرين في بقاع الأرض يتحرزون من الدعوجية الظالمين الذين يتقنون فنون النفاق و الأنتهازية و ركوب الموجه , لأن الجميع إمتلأت بطونهم بتلك اللقمة اللعينة التي مسختهم كما كل قيادات حزب الدعوة الجديد العميل و في الخط الأول والثاني والثالث بحيث باتوا حجرة عثرة أمام الحقّ و نهج الشهداء وكما شهدت بنفسي!

وإليكم تعليق مؤيّد لما ذكرناه لصاحب نظر منصف وآلامر لكم:

كتب السيد مفيد الجزائري [يسمونه ( ملحد ).

بعنوان : [مفيد الجزائري و بنت خالته].

أقسم بالله فالواقعة التي سأرويها حقيقية وعلى لسان صديقتي الفاضلة السيدة (بنت خالة وزير الثقافة السابق والشيوعي المخضرم الأستاذ مفيد الجزائري).

تقول : [حين تولى إبن خالتي (مفيد) وزارة الثقافة والإعلام في أول حكومة عراقية بعد مجلس الحكم إستبشرنا خيراً بخصوص تعيين إبنتي خريجة الجامعة, عندما أعلن من خلال شبكة الإعلام العراقية عن حاجة الوزارة إلى 30 موظفاً فقصدت (ابن خالتي) و سلّمت عليه حيث إستقبلني بحفاوة وهو القريب من عمري, و بعد سلام و كلام طرحت عليه موضوع تعيين إبنتي فقال : ( ان شاء الله تتعين ) ثمّ دعاني الى تقديم طلب مرفق بالوثائق المطلوبة و إيداعها لدى لجنة التعيينات المشكلة من قبله لهذا الغرض فقلت له : ( خوية ) يعني تعيينها مضمون هذي بنتك!؟

فقال : هي تقدم أوراقها ثم تقابل اللجنة المشكلة لهذا الغرض فإذا قبلتها اللجنة مع من يقبل سيصار الى قرعة لاختيار 30 موظفاً من المئات الذين قدموا للتعيين.

فقلت له : يعني حالي حال الغربة فقال : (نعم .. فهذه مسؤولية و أمانة و ما ذنب المتقدمة التي تأخذ حقّها قريبة الوزير .. و ما ذنب من ليس لديها قريب وزير ؟ فشكرته و غادرت المكتب و أنا مضطربة الشعور!؟].

تلك اخلاق من يسميّه الاسلاميون شيوعياً ملحداً!؟

اللهم اجعل حكامنا ملحدين و جنبنا نعمة الإسلاميين!

جدير ذكره ؛ أن كل الأسلاميين خصوصاً الذين تسنموا مراكز حساسة “الكبار” منهم قد إستخدموا المحسوبية و المنسوبية و العلاقات الحزبية و العشائرية و العائلية و حتى الرشوة بدءاً بآلجعفري و بآلمالكي و آلخزاعي و العبادي و العسكري و الخَرئي و بيت شبّر أوّلهم, بل و قدّموا المقرّبين منهم على غيرهم كأولادهم و بناتهم لأنهم لم يكونوا أصحاب عقائد صحيحة ولا حتى وجدان إنساني, إنما تلوثت بطونهم و عقولهم و كل خلية من خلايا أبدانهم بآلحرام و بفتاوى جاهزة ما أنزل الله بها من سلطان, أتذكر قصة عن الدكتور شريعتي , قال في محاضرة من محاضراته في مسجد إرشاد بطهران؛ [قلت لإبني الذي كان ضمن الشعبة التي أدرّسهم فيها؛ بودي أن تتقدّم على زملائك و تفوقهم دراسياً , لكني لا أستطيع أن أميزك أو أمنحك غير إستحقاقك فعليك بمضاعفة جهدك لتكون الأول بسعيك], بآلمناسبة كان الدّعاة العار بعد إنتصار الثورة الإيرانية في حزب الدعوة و لجهلهم ينتقصون من هذا المفكر العملاق كعادتهم لجهلهم بقضايا الفكر و الفلسفة لأنهم يكرهون الفكر و الفلسفة أساساً, بل لم يقلد أحدهم محمد باقر الصدرإلا النادر الجميع كانوا يقلدون السيد الخوئي رحمه, لهذا لم يوفقهم الله بل و أخزاهم لأنهم هبوا لنيل الحرام, لهذا حصل معاداة أكثرية الشعب لهم و كما تبين في الأنتخابات الأخيرة حيث لم يؤيدهم رغم كل الأمكانات و المال الحرام سوى 8% من الشعب, كما لم تنفعم محبتهم و صداقتهم لأمريكا و ربيبتها و حبيبتها و توقيعهم لألف إتفاقية مخزية معهم و مع لفائهم, رغم تنازلهم عن الأرض و آلعرض و الحجر و الشجر و النفط و كل شيئ .. إنما جعلوهم كموظفين و أمروهم حتى بتتويج من ذبح العراقيين من الدواعش والجحوش و حتى المطلوب قضائياً كآلعلواني و كأحمد الشرع الذي قدموا له المال و المساعدة و الأحترام و الأحتضان لحد دعوته إلى قمة بغداد التي بإتقادي لو لم تقام لكان أفضل بكثير من إقامته بعد ما رفض أكثر رؤوساء العرب و حتى المجرم الشرع من حضورها, ممّا ذكرني بقمة بغداد أثناء حكومة المالكيعام 2006م و الذي فعل المستحيل لعقده في بغداد وقتها ؛ ليكون عراب الأرهاب و الدواعش في العراق؛ فبمجرد أنتهاء القمة يومها بدأت المفخخات تحصد العراقيين في آلغد من كل حدب و صوب, حتى تم قتل و تعويق و جرح 5 مليون عراقي يتحمل وزرها الأكبر السيد المالكي و جوقته البعثية – الدعوية, الذي لا يستطيع أن يخطط أو يحدد موقف بسيطاً من أبسط القضايا المتعلقة بشؤون النظام و الولاية إيجابياً ليومين فسرعان ما يعلن موقفاً تجاه أمر ثمّ ينقضه بعد يوم و أحيانا بعد ساعات .. و هكذا البقية حتى هتكوا حرمة البلاد و العباد و بلا حياء ما زالوا يظهرون و هم مصرين على البقاء بقوة السلاح و المليشيات لا الفكر و لا التأريخ و لا العقيدة و لا الفلسفة .. بل من منهم يعرف ذلك!؟

لانهم و كل من أحاط بهم قد تعلموا لدى صدام و البعث و لم يكونوا و الله العظيم أعضاءاً رسميين أو عاديين في حزب الدعوة في (سنوات الجمر العراقي), بل كانوا يعملون مع البعث حتى ساعة خروجهم من العراق بشكل رسمي و بجوازات رسمية و بإذن رسمي و خروج قانوني لأنهم كانوا يعملون مع وزارت لا يدخلها إلا المنتمي للبعث ؛ إنما ألصقوا أنفسهم فيما بعد بالدعاة (الجدد) في سوريا و طهران أو أهواز لعلمهم بأن إيران تدعمهم, بينما الدعاة الحقيقيين هم أنفسهم تركوا تلك الحثالات وقتها حين رأوا تصرفاتهم وإزدواجية سلوكهم اللاأخلاقي واللاسياسي في طهران .. ليشكلوا تنظيماتهم الجديدة على أنفراد, خصوصا بعد فشل متبنيات حزب الدعوة و تنظيراتهم الخيالية البعيدة عن الواقع و المشتقة و المعجونة بأفكار الدواعش و الأخوان!؟

لذلك و كختام لأصل و لكلّ هذا الموضوع المؤلم :

لا إسلام ولا إنسانية و لا عدالة في العراق بعد اليوم حتى ظهور الأمام المهدي(ع)!؟

و السبب في كل مآسي العراق؛ هم أعضاء البرلمان الساقطين أخلاقيا و أدبياً و ثقافياً, والذين يستنزفون حقوق الفقراء بلا رحمة و بلا أبسط مردود إيجابي أو فائدة تذكر حتى تم تعطيله الآن, إلى جانب حكومة يمكنك أن تصفها بما تشاء؛ إلا النزاهة وآلصلاح و العدالة, و أحزاب لا تعرف سوى آلنهب و المحاصصة (محاصصة قوت الفقراء) باسم الأسلام والدعوة و الصدر والإسلام, وبقوة حماية المليشيات التي قادتها لا يعرفون تعريفاً للعدالة بل و يرفضون قول كلمة الحق لا تطبيقها و كما شهدت ذلك منهم شخصياً!؟

عزيز حميد مجيد