اللهم إلعن قتلة أمير المؤمنين:
لكن مٰن هو القاتل الحقيقي للأمام عليّ(ع)؟
عندما كُنّا أطفالاً، كان والدينا رحمهم الله و أولياء أمورنا يعلّمونا على(لعن عبد الرحمن بن ملجم) مائة مرة او أكثر ليلة شهادة الإمام علي(ع) لأنه ثواب يرضي الله تعالى، و أنا طفل وقتها لم أدخل المدرسة بعد .. كنت أكرّر ذلك بلهف مع الاخرين وأزيد على المائة ما إستطعت طلبا للثواب ..
وهكذا نشأنا وكبرنا مع تلك الطقوس ..حتى إنتبهنا للحقيقة بعد ما وعينا ، و كما أشرت لهذه القصة و غيرها في كتابي بعنوان ؛
[مأساة الحسين(ع) بين جفاء ]،
وحين وعيينا بأنفسنا لعنت الجهل وإمتداداته و آثاره للآن بقصد من الحاكمين لسرقة الناس أو بغير قصد، و أعلنت الجهاد ضد الظلم منذ نهاية الستينات من القرن الماضي حسب المستطاع والامكانيات المتوفرة ثم شكلنا التنظيمات السرية في بداية السبعينات وأمتد العمل والجهاد والهجرة والى يومنا هذا نقاوم .. لكن لا تلك “المقاومة”!!
وكانت محنتنا لا تقتصر على مواجهة نظام الجهل البعثي الوحشي الماكر ومن وراءه؛ بل كنا نواجه جبهة أخرى لا تقل خطورة عن الجبهة الأولى التي ما زالت تنخر و تُدمّر وتشوه نهج الحق من الداخل .. أٰٰ لاٰ و هي الطقوس و العبادات التقليدية والموسمية!!
فكانت محنتنا تشبه مأساة الحسين(ع) إن لم تكن أعظم في بعض وجوهها، وقد لا أجانب الحقيقة لو قلت بأنها و للآن تتعاظم كلما امتد الزمن بنا ونحن نواجه الجبهات المختلفة التي تزداد يوما بعد آخر حتى أصبح بعض اصدقائنا المقرّبين أعدائنا لاجل المال الحرام بعد ما علّمناهم دين علي والحسين عليهما السلام في سنوات الجمر العراقي ..
فما هو ذلك الدّين الذي نسوه ولم يعملو به خصوصا بعد ما إمتلات بطونهم بالمال و الرواتب الحرام؟؟
لا أطيل عليكم الآن أيها الأحبة و أختصر بالقول راجياً من الناس و ممّن أحبهم :
أعادة النظر في منهجهم والتركيز على نهج علي والحسين لتشخيص الحق الذي بمعرفته تعرفون كل شيئ .. لا فقط (لعن من قتلهم) .. بل في الحقيقة مطلوب لعن من قتل نهجهم. فهو الذي يهمنا اليوم في العراق المدمر المنحط المقسم الذي يمثله للإسف كل مسؤول فاسد في الحكومة والدولة والقضاء وحولهم المدعين والمرتزقة الذين يعملون بعكس نهج عليّ الحق بظل أسمائهم لتغرير الناس.
و إن (عبد الرحمن المجرم) الذي شجّ رأس عليّ الشريف بضربة جبانة و غادرة قد قتل بدنه فقط وهؤلاء المتحاصصين الفاسدين قتلوا نهجه.
و للاسف و كما يقول غاندي:
[أقوى نجاحات الشيطان تتحقق حين يظهر وكلمة الله على شفتيه].
عزيز الخزرجي