خلال تجربتي في الخوض بالأمور السياسية، سواء بحقبة معارضتي لنظام صدام جرذ العوجة، أو بعد سقوط نظام البعث، تجربة عمرها أكثر من ٣٥ سنة، سواء عندما كنت في فصيل عراقي معارض مستقل لنظام صدام، أو عندما دخلت في مجال كتابة الرأي في الصحافة، للحديث عن العملية السياسية التي تلت سقوط نظام صدام جرذ العوجة الهالك، من المقرف أن معنا بعض المخلوقات يعتقدون أن كسب الطرف الأمريكي يجلب السعادة والحياة الفارهة …….الخ.
هؤلاء المساكين نسوا أن القوى العظمى تتقاطع مصالحها مع قوى معينة لاسقاط نظام حكم هنا وهناك، ومساعدتهم لاتعني ان هؤلاء حصلوا على صداقة اخوية مثل صداقاتنا الشخصية مع الجيران والأقارب وزملاء الدراسة، الدول العظمى تفكر بمصالحها، واستخدام كل شيء لضمان نجاح مشاريعها، رأينا إسقاط نظام حركة طالبان، وتم دعم آلاف منظمات المجتمع المدني وتم دعم فيالق إعلامية لتعزيز علاقات الصداقة بين الشعب الأفغاني والامريكي، بين ليلة وضحاها تم تسليم الشعب الافغاني من جديد إلى حركة طالبان، ولم يعطوا وقت إلى تحالف الشمال تجميع قواتهم لمواجهة حركة طالبان، ورأينا كيف تعلق آلاف الأفغان في اطارات الطائرات، واقلعت، وسقط العشرات منهم وهم على إطارات الطائرات، بمنظر مقزز ومؤلم.
شاه ايران كان شرطي أمريكا والغرب وحبيب إسرائيل في الشرق الأوسط وتم تسميته في شرطي الخليج، قرأت تغريدة إلى السيد إياد جمال الدين، ذكر( انه في عام 1970، كانت علاقات (شاه ايران) مع أمريكا و إسرائيل ممتازة.
لم يكن (الخميني في السلطة)
لم يكن يوجد شي اسمه ( حزب الله/ حماس/ حوثي الخ)
في تلك السنة..، حضر ( هنري كيسنجر) اليهودي وزير خارجية أمريكا ومستشار الأمن
القومي الأمريكي في نفس الوقت..، حضر إلى مؤتمر هرتسيليا، مؤتمر هرتسيليا يُعقَد في إسرائيل سنويا..، كانت ورقة بحث هنري كيسنجر حول ( ضرورة تقسيم إيران)، يقول كيسنجر ؛ إن إيران و إن كانت صديقة ولكنها كبيرة جدا
وهذايشكّل خطر مستقبلي على إسرائيل، طبعا هذه رؤية وموقف ( اليهود)..،و لأمريكا رؤية أخرى..،
أمريكا.. تريد شي آخر، أمريكا تريد (إرجاع) إيران إلى دائرة النفوذ الأمريكي.
بعد أن سقط الشاه، أطلقت أمريكا ( كلبها صدام) ليحارب ايران نيابة عن أمريكا.
وبعد فشل صدام بإسقاط النظام الإيراني، أطلقت أمريكا (… نتنياهو) وفشل كما فشل صدام.
فجاءت أمريكا نفسها لتحارب ايران).
انتهت تغريدة السيد إياد جمال الدين، بغض النظر سواء نوافق السيد إياد جمال الدين في طرحه او نختلف معه، الشيء الذي يهمني كمتابع، أن دولة إسرائيل قائمة على أسس السير وفق رؤى تصدر من مراكز دراسات استراتيجية، تضع الخطط السياسية لكيفية تعامل رئيس الحكومة الإسرائيلية في سياساته الداخلية والخارجية وقرارات الحرب والسلام، المؤتمر الذي تحدث عنه السيد إياد جمال الدين، كان في عام ١٩٧٠، ربما يحمل اسم ثاني، لكن مؤتمر هرتسيليا هو معهد الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلية، تاسس قي عام 2000 ، كل عام يتم عقد المؤتمر، يكون هدف المؤتمر فحص مناعةإسرائيل في مقاومة الأخطار التي تهددها، هذا المؤتمر، أسسه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال عوزي أراد، المؤتمر عقد بعد فشل مؤتمر كامب ديفيد للسلام بعام ٢٠٠٠ الذي رعاه الرئيس الأمريكي بيل كلانتون، وحظره يهود باراك رئيس الحكومه ومعه الجنرال شارون حبيب العرب، وبحضور الرئيس ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين العظمى، المضحك ان بيل كلينتون طلب من الجنرال شارون أن يصافح ياسر عرفات ههههه كان رد الجنرال شارون اذا كان عرفات يريد يصافحنى فمن الأفضل له يصافح هذه الطاولة الخشبية التي امامي ههههه قال شارون مستحيل اصافح عرفات، وتعهد في اذلاله أن وصل لرئاسة الحكومة، وفعلا لدى وصول شارون إلى رئاسة الوزراء، قام في مسخ عرفات وقتله شر قتلة، لذلك مؤتمر هرتسيليا، يعقد كل عام بشكل دوري، يتم بالمؤتمر مناقشة ومراجعة السياسات الإسرائيلية للعام السابق، وتحديد البرامج والمخططات والإجراءات الممكنة للعام التالي، القادة الاسرائيليون يسيرون وفق خطط وليس وفق رأي القائد والزعيم الفلاني والشيخ الفلاني.
ساسة إسرائيل واثقين أن أمريكا الداعم الرئيسي لإسرائيل على كافة المستويات العسكرية والمالية والسياسية والدبلوماسية، سواء كانت الإدارة الأمريكية جمهورية او ديمقراطية، وصدق أنور السادات عندما قال إسرائيل البنت المدللة لأمريكا، بغض النظر عن الحرب التي شنها نتنياهو ضد غزوة السنوار طوفان الاقصى، انا واثق مليون بالمائة غزوة السنوار كانت مخترقة من الموساد لتحقيق أهداف إسرائيل الكبرى بالشرق الاوسط والعالم، الإعلام العربي يتحدث عن هروب ٣٠٠ الف اسرائيلي من إسرائيل إلى بلدانهم الأصلية او إلى العيش في دول أوروبا والغرب، رغم هروب هؤلاء فهذا لايهدد وجود دولة اسرائيل، حتى لو يبقى ربع الاسرائيليين الدعم الأمريكي ومن حلف الناتو فهم باقين واقوياء.
القادة والزعماء العرب يهرولون إلى حظور
مؤتمر هرتسيليا، على سبيل المثال في مؤتمر عام ٢٠١٦، كتبت كاتبة اخوانية اسمها أسماء أشرف، في صفحة وكالة الأناضول التركية باللغة العربية، تحدثت الكاتبة اسماء اشرف عن الحضور العربي في مؤتمر هرتسيليا لعام ٢٠١٦، والمخصص لفحص ووضع الخطط السياسية إلى اسرائيل، هذا المؤتمر الأمني يعقد بشكل سنوي، لبحث السياسات الأمنية والدفاعية والعلاقات الخارجية لإسرائيل، بمشاركة كبيرة من سياسيين وأكاديميين عرب في نسخته الأخيرة، في دورته الـ 16 العام ٢٠١٦.
المؤتمر الذي نظم بين 14و16 يونيو/حزيران ، شهد مشاركة السفير الأردني في إسرائيل وليد عبيدات، والسفير المصري حازم خيرت، إضافة إلى الاقتصادي والأكاديمي الأردني رياض الخوري، والصحفي والمحلل الفلسطيني إلياس زنانيري، وسلمان الشيخ المدير السابق لمعهد بروكينجز في الدوحة، وعنان وهابي الأستاذ بجامعة حيفا، وأيمن عودة رئيس القائمة المشتركة بالكنيسيت الإسرائيلي، ويوسف زكانون الأستاذ بجامعة بيت لحم، وسامي سموحة الأستاذ بجامعة حيفا، وآخرين.
ورغم أن الدورات السابقة للمؤتمر شهدت مشاركة عربية تمثلت في رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، وولى العهد الأردني الأسبق الأمير حسن بن طلال، إلا أنها المرة الأولى التي يشهد فيها مؤتمر هرتسيليا الأمني الإسرائيلي مشاركة عربية واسعة، ما أثار علامات من الجدل والاستفهام في تطور العلاقة العربية الإسرائيلية رغم تجمدها على المستوى الفلسطيني الإسرائيلي.
كما شهد المؤتمر مشاركة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون برسالة مسجلة، فيما حضر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر، ونائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والسفير الإسرائيلي السابق لمصر (2009-2001) اسحق ليفانون، والسفير رونالد لودر رئيس المؤتمر اليهوري العالمي، بجانب ساسة إسرائيليين سابقين وحاليين مثل الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، ورئيس الوزراء الحالي بينيامين نتنياهو، وميريام ناعور رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية، ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك، وموشيه يعالون وزير الدفاع السابق.
ومن أبرز المتحدثين).
انتهى مقال الكاتبة أسماء أشرف والمنشور في وكالة الأناضول التركية.
بكل الاحوال إسرائيل تسير وفق خطط لتحقيق مشاريعها، بكل الوسائل، العالم بخدمة بني صهيون، اقولها أن هذا الزمن هو زمن بني صهيون سواء قبلنا بذلك ام رفضنا، الحرب التي شنها نتنياهو ضد إيران الهدف أضعاف وتدمير ايران، لأنها دولة كبيرة ويعتقد الاسرائيليون أنها تقف عقبة ضدهم، حلول البشر انتهت وبقيت حلول السماء، بكل الاحوال ايران تخرج من هذه الأزمة وهي دولة قوية، لكن بالتأكيد يكون هناك مراجعة حول قضية دعم قضايا العرب، خطط نتنياهو بعد ايران يتجه إلى تركيا وباكستان، تبقى خطط قادة دولة إسرائيل قائمة على أضعاف وتجزئة الدول الشرق الاوسطية لم تسلم منهم حتى مصر والسعودية وبقية الدول العربية الصديقة لهم، رغم أن الأنظمة في مصر والسعودية صديقة إلى اسرائيل، لكن وجود دولة بني صهيون اهم من الحكام العرب، يتم استبدال حاكم مطبع عربي يحاكم عربي اخر عميل، رأينا كيف تم دعم العصابات الإرهابية لتنظيم القاعدة وداعش من خلال الجولاني السفياني ليصبح رئيس الجمهورية العربية السورية، القوى الإسرائيلية اليسارية الديمقراطية باتت خارج حكم دولة اسرائيل، باتت السيطرة في الحكومة الإسرائيلية، إلى الأحزاب اليمينية الدينية، لذلك سوف تحترق منطقة الشرق الاوسط، نذكر القوى الشيعية العراقية، عليكم في التوحد وسرعة إقامة إقليم وسط وجنوب، وكسب الحاضنة الشعبية الشيعية، وترك قضية فلسطين والغِدس، اعلم اخي الشيعي قضية فلسطين تخص العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني، بما أن نتنياهو يسير وفق رؤى دينية، ايضا المسلمون وردت عندهم روايات يقينية في وقوع هذه الأحداث المدمرة، وانه لابد من أن ظلام الليل ينجلي وتشرق شمس الحرية التي لم ولن تغيب إلا أن يشاء الرب العظيم، أصبح وضعنا اشبه في مباراة كرة قدم انتهى الوقت الأصلي ودخلنا في الوقت الإضافي والجميع ينتظرون صفارة الحكم لإنهاء المباراة مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.