اخر الاخبار

اليوم العالمي للقرآن الكريم (ان هذا القرآن يهدي للتي أقوم) (ح 5)‎

د. فاضل حسن شريف

عن وكالة أنباء كربلاء الآن: بمشاركة دولية..العتبة الحسينية تستعد لإطلاق فعاليات اليوم العالمي للقرآن الكريم: أعلنت دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة، عن اكتمال كافة الاستعدادات لإطلاق فعاليات اليوم العالمي للقرآن الكريم، المقرر إقامتها في 27 رجب الأصب بالتزامن مع مناسبة المبعث النبوي الشريف، بمشاركة نخبة من الشخصيات القرآنية والأكاديمية البارزة على المستويين الدولي والمحلي. وقال رئيس قسم الدار الشيخ خير الدين الهادي إن ” مشروع اليوم العالمي للقرآن الكريم يُعدّ من أبرز المشاريع الرائدة التي أطلقتها العتبة الحسينية المقدسة، وقد جرى تعميمه على المؤسسات والعتبات والجهات الحكومية، بهدف تفعيل النشاط القرآني على المستويين الوطني والدولي”. وبين أن “اليوم العالمي للقرآن الكريم،، يمثّل منصة عالمية استراتيجية لترسيخ القيم القرآنية وتوحيد الجهود الإسلامية تحت مظلة القرآن الكريم. كما يُسهم هذا الحدث في تحقيق نهضة فكرية وروحية للأمة الإسلامية، مع تعزيز مكانة القرآن الكريم كمنارة هداية ونور للعالم أجمع    ” وأوضح الهادي أن ” الشعار الجديد يرمز إلى شمولية القرآن الكريم، من خلال الجمع بين رمزية الكرة الأرضية التي تشير إلى عالميته، والكتاب المفتوح الذي يعبر عن كونه دستورًا إلهيا للحياة، كما يعكس التصميم الفني التراث الإسلامي الأصيل”، مؤكدًا على “الهوية الثقافية والدينية” وأضاف أن “هناك سلسلة من الأنشطة النوعية التي ستمتد على مدى سبعة أيام في منطقة ما بين الحرمين وفي عموم المحافظات العراقية، منها، إزاحة الستار عن موسوعة أهل البيت عليهم السلام القرآنية، التي تعدّ إضافة فريدة من نوعها إلى المكتبة القرآنية”. وتابع قائلاً ” كما سيتم إقامة المؤتمر القرآني الدولي السادس، الذي يركز على تراث الإمام الحسين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام القرآني فضلا عن تنظيم محافل قرآنية وطنية ودولية، تسلط الضوء على الأهمية الكبرى للنشاط القرآني،  بالإضافة الى عقد ندوات فكرية وحوارات تخصصية، لمعالجة التحديات وبناء الشخصية والمجتمع الإسلامي, سيتم إقامة المعرض القرآني الدولي بمشاركة مؤسسات محلية ودولية لعرض المشاريع والإصدارات القرآنية “. وأوضح أن ” هذا التحرك القرآني يأتي بمتابعة ودعم مباشر من قبل ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، والأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي، ليكون اليوم العالمي للقرآن الكريم مناسبة لإبراز عظمة الرسالة القرآنية وتحقيق نقلة نوعية في النشاط القرآني على المستويين المحلي والدولي” من جهته قال مسؤول مركز الإعلام القرآني في دار القرآن الكريم وسام نذير الدلفي ” نعمل هذا العام على تقديم برامج متميزة تعكس عظمة القرآن الكريم ودوره في بناء الهوية الإسلامية وتعزيز الوحدة بين الشعوب. وأضاف الدلفي “تشمل أبرز فعاليات مؤتمر الإمام الحسين عليه السلام الدولي السادس، الذي يحمل عنوان (أثر أمير المؤمنين عليه السلام في المدونة الإسلامية)، بمشاركة 160 باحثًا من 12 دولة عربية وإسلامية. مناقشة المؤتمر أبعاد الفكر القرآني والإسلامي، مع تسليط الضوء على إسهامات الإمام علي عليه السلام في بناء المدونة الإسلامية”. وأشار الدلفي إلى الحدث الأبرز الذي ستُعلن عنه الفعاليات، وهو رفع الستار عن موسوعة أهل البيت عليهم السلام القرآنية، مؤكدا ان هذه الموسوعة تُعدّ إنجازًا تاريخيًا استغرق أكثر من عشرة أعوام من العمل الدؤوب وأنها مرجع علمي شامل يبرز الدور التفسيري لأهل البيت عليهم السلام ويخدم الباحثين والمختصين حول العالم”. واوضح ان “إلى جانب المؤتمر والموسوعة، تتضمن الفعاليات أكثر من 23 محفلًا قرآنيًا موزعًا على 16 محافظة عراقية، إضافةً إلى مسابقات قرآنية دولية ومعارض للخط العربي تهدف إلى إبراز التراث القرآني وإحياء القيم الإيمانية”. وبيّن الدلفي “أن هذه الفعاليات تعكس الدور المتميز للعتبة الحسينية المقدسة في نشر علوم القرآن الكريم وتعزيز العمل القرآني عالميًا. ندعو جميع المؤمنين للمشاركة في هذه الفعاليات، التي تُعدّ فرصة مباركة للاحتفاء بالمبعث النبوي الشريف وتعزيز العلاقة بالقرآن الكريم”.

عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا” ﴿الإسراء 9﴾ كان القبيل السابق من الآيات يذكر كيفية جريان السنة الإلهية في هداية الإنسان إلى سبيل الحق ودين التوحيد ثم إسعاد من استجاب الدعوة الحقة في الدنيا والآخرة وعقاب من كفر بالحق وفسق عن الأمر في دنياه وعقباه، وكان ذكر نزول التوراة وما جرى بعد ذلك على بني إسرائيل كالمثال الذي يورد في الكلام لتطبيق الحكم الكلي على أفراده ومصاديقه، وهذا القبيل من الآيات يذكر جريان السنة المذكورة في هذه الأمة كما جرت في أمة موسى، وقد استنتج من الآيات لزوم التجنب عن الشرك ووجوب التزام طريق التوحيد حيث قيل:”لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا”. قوله تعالى:”إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ” أي للملة التي هي أقوم كما قال تعالى:”قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا” (الأنعام 161). والأقوم أفعل تفضيل والأصل في الباب القيام ضد القعود الذي هوأحد أحوال الإنسان وأوضاعه، وهوأعدل حالاته يتسلط به على ما يريده من العمل بخلاف القعود والاستلقاء والانبطاح ونحوها ثم كني به عن حسن تصديه للأمور إذا قوي عليها من غير عجز وعي وأحسن إدارتها للغاية يقال: قام بأمر كذا إذا تولاه وقام على أمر كذا أي راقبه وحفظه وراعى حاله بما يناسبه. وقد وصف الله سبحانه هذه الملة الحنيفية بالقيام كما قال:”فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ” (الروم 30)، وقال:”فأقم وجهك للدين القيم” (الروم 43). وذلك لكون هذا الدين مهيمنا على ما فيه خير دنياهم وآخرتهم قيما على إصلاح حالهم في معاشهم، ومعادهم وليس إلا لكونه موافقا لما تقتضيه الفطرة الإنسانية والخلقة التي سواه الله سبحانه عليها وجهزه بحسبها بما يهديه إلى غايته التي أريدت له، وسعادته التي هيئت لأجله. وعلى هذا فوصف هذه الملة في قوله:”للتي هي أقوم” بأنها أقوم إن كان بقياسها إلى سائر الملل إنما هو من جهة أن كلا من تلك الملل سنة حيوية اتخذها ناس لينتفعوا بها في شيء من أمور حياتهم لكنها إن كان تنفعهم في بعضها فهي تضرهم في بعض آخر وإن كانت تحرز لهم شطرا مما فيه هواهم فهي تفوت عليهم شطرا عظيما مما فيه خيرهم، وإنما ذلك الإسلام يقوم على حياتهم وبجميع ما يهمهم في الدنيا والآخرة من غير أن يفوته فائت فالملة الحنيفية أقوم من غيرها على حياة الإنسان.

ويستطرد العلامة السيد الطباطبائي في تفسيره الآية الكريمة الاسراء 9 قائلا: وإن كان بالقياس إلى سائر الشرائع الإلهية السابقة كشريعة نوح وموسى وعيسى (عليهما السلام) كما هو ظاهر جعلها مما يهدي إليها القرآن قبال ما تقدم من ذكر التوراة وجعلها هدى لبني إسرائيل فإنما هو من جهة أن هذه الملة الحنيفية أكمل من الملل السابقة التي تتضمنها كتب الأنبياء السابقين فهي تشتمل من المعارف الإلهية على آخر ما تتحمله البنية الإنسانية ومن الشرائع على ما لا يشذ منه شاذ من أعمال الإنسان الفردية والاجتماعية، وقد قال تعالى “وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه” (المائدة 48) فما يهدي إليه القرآن أقوم مما يهدي إليه غيره من الكتب. قوله تعالى “وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا” الصالحات صفة محذوف موصوفها اختصارا والتقدير وعملوا الأعمال الصالحات. وفي الآية جعل حق للمؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات على الله سبحانه كما يؤيده تسمية ذلك أجرا، ويؤيده أيضا قوله في موضع آخر:”إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ” (فصلت 8) ولا محذور في أن يكون لهم على الله حق إذا كان الله سبحانه هو الجاعل له، ونظيره قوله:”ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ” (يونس 103). والعناية في الآية ببيان الوعد المنجز كما أن الآية التالية تعني ببيان الوعيد المنجز وهوالعذاب لمن يكفر بالآخرة، وأما من آمن ولم يعمل الصالحات فليس ممن له على الله أجر منجز وحق ثابت بل أمره مراعى بتوبة أوشفاعة حتى يلحق بذلك على معشر الصالحين من المؤمنين قال تعالى:”وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ”: (التوبة 102) وقال “وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ” (التوبة 106). نعم لهم ثبات على الحق بإيمانهم كما قال تعالى “وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ” (يونس 2) وقال:”يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ”: (إبراهيم 27).

جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: تمهيد القرآن وأسماؤه القرآن الكريم هو الكلام المعجز المنزل وحيا على النبي صلى الله عليه وآله المكتوب في المصاحف، المنقول عنه بالتواتر المتعبد بتلاوته. وقد اختار الله تعالى لهذا الكلام المعجز الذي أوحاه إلى نبيه أسماء مخالفة لما سمى العرب به كلامهم جملة وتفصيلا. فسماه الكتاب قال تعالى: “ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين” (البقرة 2). والاهتمام بوضع أسماء محددة ومصطلحات جديدة للقرآن الكريم، يتمشى مع خط عريض سار عليه الاسلام، وهو تحديد طريقة جديدة للتعبير عما جاء به من مفاهيم وأشياء. وتفضيل ايجاد مصطلحات تتفق مع روحه العامة على استعمال الكلمات الشائعة في الأعراف الجاهلية وذلك لسببين: أحدهما: أن الكلمات الشائعة في الأعراف الجاهلية من الصعب أن تؤدي المعنى الاسلامي بأمانة، لأنها كانت وليدة التفكير الجاهلي وحاجاته، فلا تصلح للتعبير عما جاء به الاسلام، من مفاهيم وأشياء لا تمت إلى ذلك التفكير بصلة. والاخر: أن تكوين مصطلحات وأسماء محددة يتميز بها الاسلام، سوف يساعد على ايجاد طابع خاص به، وعلامات فارقة بين الثقافة الاسلامية وغيرها من الثقافات. وفي تسمية الكلام الإلهي ب‌ “الكتاب” إشارة إلى الترابط بين مضامينه ووحدتها في الهدف والاتجاه، بالنحو الذي يجعل منها كتابا واحدا. ومن ناحية أخرى يشير هذا الاسم إلى جمع الكلام الكريم في السطور، لأن الكتابة جمع للحروف ورسم للألفاظ. وأما تسميته ب‌ ” القرآن ” فهي تشير إلى حفظه في الصدور نتيجة لكثرة قراءته، وترداده على الألسن، لان القرآن مصدر القراءة، وفي القراءة استكثار و استظهار للنص. فالكلام الإلهي الكريم له ميزة الكتابة والحفظ معا، ولم يكتف في صيانته وضمانه بالكتابة فقط، ولا الحفظ والقراءة فقط لهذا كان كتابا وقرآنا.

جاء في موقع المنار عن  القرآن للشيخ عبد الامير قبلان: ضرورة ان يعود المسلمون الى تعاليم القرآن “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ” (الاسراء 9) التي تشكل مصدرا علميا ومعرفيا وتشريعيا يكفل الالتزام به سعادة الدنيا والاخرة، وعليهم ألا يهجروا القرآن فيعملوا بمضامينه وتعاليمه ويدرسوا تفسيره ويتقنوا تجويده ويتدبروا في آياته”، ان القرآن دستور الامة الاسلامية ومصدر منعتها وقوتها.

وعن ديوان الوقف الشيعي: برعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة أقامت الأمانةُ الخاصّة لمزار الحمزة الشرقي رضوان الله تعالى عليه في الديوانية حفلاً بهيجاً بذكرى المبعث النبوي الشريف واليوم العالمي للقرآن الكريم داخل الصحن الشريف ووسط حضور جمع من المؤمنين، وكلمة المزار الشريف ألقاها الأستاذ مصطفى محمد. وكانت كلمة للشيخ حسين الكرعاويّ. وتخلل الحفل البهيج نُخبة من القُراء وقراءة ماتيسر من آيات بينات من القرآن المجيد للقارئ حسين ناظم والقارئ عبدالامير ابو حسن، و تكللت مسامع الحضور بأبيات بصوت الملا رضا الكرعاويّ. والجدير ذكره أن الأمانة الخاصّة للمزار الشريف مستمرة بإحياء مناسبات آل البيت الأطهار عليهم السَّلام وبرعاية كريمة من الأمانة العامة للمزارات الشيعيّة الشريفة.