اخر الاخبار

بمناسبة يوم الأب العالمي (وأمه وأبيه) (ح 2)‎

د. فاضل حسن شريف

جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ” ﴿عبس 35﴾ ثم ذكر سبحانه في أيّ وقت تجيء الصاخة فقال “يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته” أي وزوجته “وبنيه” أي أولاده الذكور أي لا يلتفت إلى واحد من هؤلاء لعظم ما هو فيه وشغله بنفسه وإن كان في الدنيا يعتني بشأنهم. وقيل: يفرُّ منهم حذراً من مطالبتهم إياه بما بينه وبينهم من التبعات والمظالم قيل لعلمه بأنهم لا ينفعونه ولا يغنون عنه شيئاً ويجوز أن يكون مؤمناً وأقرباؤه من أهل النار لعاديهم ولا يلتفت إليهم أو يفرّ منهم لئلا يرى ما نزل بهم من الهوان.

جاء في موقع العين الاخبارية عن يوم الأب 2025.. العالم يكرّم حامي العائلة وصانع الأمان: يتجدد سنويًا الاحتفال بـ”يوم الأب”، تلك المناسبة التي ترسخت في الوجدان الإنساني كوقفة رمزية لتكريم من يحمل على عاتقه مسؤولية الأسرة.  ففي كل عام، وتحديدًا في 15 يونيو/ حزيران، تعبر الأسر في أنحاء متفرقة من العالم عن امتنانها للرجل الذي لطالما شكل عمادها الأول، وركيزة الأمان الصلبة في وجه مصاعب الحياة، فيما تحتفل بعض الدول في 21 يونيو/ حزيران. قصة يوم الأب.. من قلب أمريكا إلى العالم تعود جذور هذا اليوم المؤثر إلى بدايات القرن العشرين، وتحديدًا عام 1909، عندما استلهمت الأمريكية سونورا لويس سمارت فكرته بعد حضورها موعظة دينية في يوم الأم. دفعها مشهد الاحتفاء بالأمهات إلى تذكّر والدها، ويليام جاكسون سمارت، الذي تولى بمفرده تربية أبنائه الستة بعد وفاة زوجته عام 1898، ليكون نموذجًا نادرًا للأبوة الحانية المتفانية. بحسّ عالٍ من المسؤولية والوفاء، تقدمت سونورا بعريضة تطالب بتخصيص يوم لتكريم الأب، وقد لاقت مبادرتها صدى واسعًا. وفعلاً، نظّمت مدينة سبوكين في ولاية واشنطن أول احتفال رسمي بـ”يوم الأب” في 19 يونيو/ حزيران 1910، وسرعان ما انتشرت هذه الفكرة في ولايات ودول أخرى، حتى غدت تقليدًا سنويًا يلقى إجماعًا شعبيًا ورسميًا في العديد من المجتمعات. تواريخ متعددة.. ومشاعر واحدة رغم أن تاريخ 21 يونيو/ حزيران هو الأشهر عالميًا، فإن بعض الدول اختارت تواريخ مختلفة تتناسب مع ثقافتها وتقويمها المحلي، إلا أن المشاعر تبقى واحدة: الشكر والتقدير للأب. ففي بلدان مثل بلغاريا، كندا، فرنسا، المملكة المتحدة، الهند، اليابان، جنوب أفريقيا وغيرها، يُحتفل بيوم الأب في الأحد الثالث من يونيو/ حزيران. أما السلفادور وغواتيمالا فتختارانه في 17 يونيو/ حزيران، بينما تحتفل نيكاراغوا، بولندا، أوغندا في 23 من الشهر ذاته. كل تلك التواريخ تشير إلى أمر واحد: الأب، رغم اختلاف الثقافات واللغات، يُعد في كل مكان من هذا العالم رمزًا للعطاء اللامحدود، والصلابة الممزوجة بالحنان، والحكمة التي ترشد، واليد التي تمتد لتسند في لحظات الانكسار. وفي ظل تسارع نمط الحياة وتغيّر الأولويات، تأتي هذه المناسبة لتذكّر الأجيال بأن وراء كل إنجاز صغير أو كبير، أبًا ساهم بطريقة أو بأخرى، قد لا تُرى لكنها تُحس. ويحمل “يوم الأب” رسالة بليغة مفادها أن التقدير لا يجب أن يكون موسميًا، بل نمط حياة، وأن الأب يستحق أن يُحتفى به في كل يوم، بما في ذلك لمسة امتنان، أو مكالمة عابرة، أو حتى دعوة صادقة لمن غيّبهم الرحيل.

يقول الدكتور محمد حسين الصغير رحمه الله في كتابه نظرات معاصرة في القرآن الكريم متحدثا عن ابراهيم عليه السلام قائلا: وسقط في أيديهم، وألزمهم الحجة، وأحرجهم بداهة، فلا نطق ولا جواب ولا تفكير للأصنام، ولجأوا إلى منطق القوة والجبروت والطغيان”قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)” (الانبياء 68-71)، وغادر إبراهيم العراق إلى فلسطين، وبلي هناك بالهجرة إلى مصر، وأخرى إلى حيث وضع ولده وزوجته عند بيت الله الحرام، وهنا فوجىء بالامتحان القاسي بذبح ولده وهو اسماعيل في أشهر الروايات على سبيل الايحاء الالهي في المنام”فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلاءُ المُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)” (الصافات 102-107). فكان من الأب أن امتثل الأمر المولوي، وكان من الابن أن استجاب لهذا الأمر بطلب فعله، وتدارك الله عبديه، وشكر لهما صنعهما، ونوّه بذكرهما، وإعتبرهما من المحسنين المستحقين للجزاء والثواب، على هذا البلاء والامتحان، وفداه بذبح عظيم.

جاء في مجلة سيدتي عن غياب الأب وأثره على سلوك الأبناء الاجتماعي للكاتب سامر سليمان: أسباب غياب الأب عن الأسرة: ترى د. وفاء أن وجود الأب داخل الأسرة لتربية أبنائه شيء في غاية الأهمية، وغياب الأب تأثيره واضح بين وتداعياته تكون قوية في شخصية الأبناء، وتحقيق التوازن الأسري، ولغيابه العديد من الأوجه المختلفة، فقد لايكون بسبب الوفاة، بل قد يكون نتيجة لطلاق أو سفر، أو مجرد غياب عن أداء الدور وتحمل المسؤولية، أوانشغاله بالعمل لتوفير حاجات الأسرة الضرورية على حساب الدور التربوي، أو قد يكون بسبب تهميش دوره من جانب الأم ، أو الهروب من قيود الأسرة وتحمل المسؤلية، أو بسبب سفر الزوج، أو خروجه المتكرر مع أصدقائه على حساب وقت الأبناء والزوجة والذي يسبب الآثار السلبية على نفسية الأبناء وعلى الأسرة ككل، أو يكون بسبب وقوع الطلاق وذهاب الأب فى طريق آخر وترك الأبناء للأم كى تقوم بتربيتهم بمفردها. أثر غياب الآباء على الأبناء: للأب دور لايمكن إنكاره في بناء الأسرة (المصدر pexles). يقول د. أحمد عرفان الباحث في علم الاجتماع لسيدتي: إن غياب الأب عن الأسرة يؤدي إلى مشكلات عديدة وخطيرة ويسبب شرخاً كبيراً ومؤلماً في كيان الأسرة، منها: بحث الأبناء عن أصدقاء السّوء، لتعويضهم عن النقص، ويؤدى إلى انحرافات مختلفة. التأثير على أخلاق الأبناء ودراستهم وظهور بعض المشكلات السلوكية وامتناعهم عن الحوار مع الوالد وتصرفهم بحرية مُطلقة دون أي قيود. عدم التزام الأبناء بقوانين الأسرة وطاعة الأوامر. تتحمل الأم العبء الأكبر من المسؤولية، وهو ما يشكل لديها أعباء وأزمات نفسية واجتماعية. انحراف الأبناء، خصوصاً مع وجود عوامل مؤثرة مثل الإنترنت، والمواقع الإلكترونية المشبوهة. التأثير في نمو الطفل وثقافته وشخصيته، وحرمانه من العطف. ظهور صراعات نفسية واضطراب وانعدام في التوازن العاطفي والأمن النفسي بين أفراد الأسرة. يمكنك كذلك متابعة تأثير غياب الأب على نفسية الطفل. تهميش الآباء، فكثير من الآباء لا يعينون أبناءهم على برهم، والبعض منهم لا يعرف كيف يعامل أولاده عند الكبر، فيقتصر دورهم على العقاب والتوبيخ، وعلى جلب المال فقط وعدم التدخل في التربية، ما يضع هؤلاء الآباء في موقع التهميش، مما يجعلهم أقل التزاماً بالنظام. التأثير سلباً على انتباه الطفل وتركيزه واستجابته، وعدم السيطرة على العنف والغضب. تحدث له إعاقة في النمو الفكري والعقلي والجسمي، خصوصاً إذا كان هذا الحرمان في سن الثانية إلى السادسة، وغيابه على التحصيل الدراسي وإخفاقه التعليمي.