أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن الوقت يداهم إيران والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، محذرًا من أن المفاوضات دخلت مرحلة حاسمة وحساسة. تصريحاته جاءت خلال زيارة رسمية إلى طهران، حيث أجرى مباحثات مع مسؤولين إيرانيين بشأن البرنامج النووي.
وقال غروسي لوسائل إعلام إيرانية: «ندرك أننا أمام مهلة قصيرة، ولهذا أنا هنا لتسهيل هذه العملية المهمة».
ورغم زخم الزيارة، رفضت طهران اقتراح إشراك الوكالة الدولية في المحادثات المباشرة بين واشنطن وطهران، معتبرة أن “الوقت ما زال مبكرًا” على ذلك الدور، حسبما صرّح كاظم غريب آبادي، معاون وزير الخارجية الإيراني.
“أحجية نووية” تثير القلق الغربي
وفي مقابلة صحفية مع لوموند الفرنسية، شبّه غروسي البرنامج النووي الإيراني بـ”أحجية”، قائلًا:
«إيران ليست بعيدة عن القدرة على صنع قنبلة نووية… لديهم القطع، وقد يتمكنون من تجميعها يومًا ما».
وأشار إلى أن نسبة تخصيب اليورانيوم التي بلغت 60% تضع إيران على مسافة قصيرة من العتبة العسكرية (90%)، ما يعزز مخاوف المجتمع الدولي.
تباين في المواقف وقلق متبادل
وعبّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن ترحيبه بالحوار مع غروسي، معتبرًا أن للوكالة دورًا محتملًا في الأشهر المقبلة، لكنه في الوقت نفسه ندد بـ”المشوشين” الذين يسعون لإخراج المفاوضات عن مسارها.
في المقابل، أكد المفاوض الأميركي ستيف ويتكوف أن على إيران وقف تخصيب اليورانيوم والأنشطة ذات الطابع العسكري، مع الإشارة إلى عدم مطالبة واشنطن بتفكيك كامل للبرنامج، وهو ما قد يشير إلى مرونة تكتيكية في مواقف الإدارة الأميركية.
الخطوط الحمراء باقية
تُصر إيران على أن برنامجها النووي لأغراض مدنية بحتة، وترى في الدعوات الغربية لوقف كامل لأنشطتها “خطًا أحمر”. وتشير تقارير الوكالة الدولية إلى أن إيران تُعد الدولة الوحيدة غير النووية التي تخصّب اليورانيوم بهذا المستوى المرتفع، مع استمرارها في تخزين كميات كبيرة من المواد الانشطارية.
لقاءات رسمية ورسائل دبلوماسية
زار غروسي معرضًا للإنجازات النووية الإيرانية، والتقى برئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي. وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أن اللقاء ناقش استمرار التعاون في إطار الالتزامات الدولية، فيما أعرب غروسي عن أمله في تعزيز التنسيق وتهيئة بيئة مناسبة لحل القضايا العالقة.