اخر الاخبار

بـارك ممثل المرجعية العليا في اوربا السيد مرتضى الكشميري للمسلمين افراحهم بيوم الغدير ،قائلا ، على المؤسسات والمراكز في الغرب والشرق نشر ثقافة يوم الغدير لكي يكون يوم الغدير يوم فرح ورمز ولاية وكرامة، كما كان يوم عاشوراء شعار حزن وعزاء على سيد الشهداء (ع) و إن نعمة الولاية نعمة عظيمة ينبغي للمؤمن أداء شكرها ولا سيما في هذا اليوم وبذلك وردت بعض النصوص الشريفة.
يصادف يوم الاحد الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام عيد الغدير الأغر عيد الله الأكبر وهو عيد اهل البيت (ع) -كما ورد في بعض رواياتهم واحاديثهم- وهو أعظم الأعياد الإسلامية.
ومنزلته العظيمة هذه نشأت من حيث ارتباطه بأصل من أصول الدين وهو أصل الامامة، في حين أن سائر أعياد الإسلام إنما ترتبط بفروع الدين التي هي دون مرتبة الأصول.
ومما يدلل على شرفه وعلو رتبته على كل عيد أننا نجد أن العيدين: الفطر والاضحى قد أضيفا الى امر مادي وهو الطعام والشراب والاضحية وهي ذبيحة الهدي،وأما عيد الغدير فقد أضيف الى اسم الله عز وجل فسُمِّي: عيد الله الأكبر، كما نسب شهر رمضان المبارك إليه فقيل : شهر الله. وعيد الغدير هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم فيه عظيم النعمة ورضي لنا فيه الإسلام دينا، فلا دين مرضي من الله الا بالولاية ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا))، وهو يوم العهد المعهود ويوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود.
وعن أبي الحسن الليثي، عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته:(أتعرفون يوما شيد الله به الاسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا؟ فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو يا سيدنا؟ قال: لا، قالوا:أفيوم الأضحى هو؟ قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان ويوم منار الدين أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة…).
فينبغي على مؤسساتنا ومراكزنا وأسرنا الكريمة احياء هذه المناسبة بالبهجة والسرور، لنغرس هذا العيد في نفوس اجيالنا، وحري بنا ان نعقد المؤتمرات والندوات والجلسات التي نتحدث فيها عن يوم الغدير واهميته في الإسلام والتركيز على هذه الثقافة التي لم تنشر بالنحو الذي يليق بها، حتى اصبح الطفل الشيعي يعرف يوم عاشوراء يوم حزن وعزاء دون ان يعرف يوم الغدير يوم فرح وسرور وبهجة بالولاية العلوية. وعلى عاتق الآباء والأمهات في منازلهم والمتصدين للعمل الديني في المراكز والمؤسسات تقع هذه المسؤولية التي سيحاسبون عليها يوم القيامة. وقد ورد في الحديث النبوي: (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن) ويوم الغدير من ابرز مصاديق هذا الحديث.
ولإحياء عيد الغدير ونشر ثقافته طرق متنوعة وأساليب مختلفة ولا سيما مع التطور التقني الذي يشهده عصرنا الحاضر، فيمكن أن يتحقق ذلك عن طريق طباعة الكتب وتوزيعها وترجمة ما جرى في ذلك اليوم العظيم الى كل اللغات الحية وأن تقوم المحطات الفضائية ببث البرامج المختلفة المشوقة المرتبطة بذلك -مع التركيز على ما يناسب الناشئين والشباب-، وأن تتولى المراكز الإسلامية تنظيم مسابقات ثقافية متنوعة مرتبطة بعيد الغدير الاغر. كما ويمكن الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في جعل يوم الغدير مناسبة عالمية وتعريف العالم بهذه المناسبة الهامة عن طريق المنشورات الكتابية والمقاطع المرئية وغير ذلك من الوسائل.
وهذه دعوة صادقة لإخواننا المسلمين لينظروا في ما حوته صحاحهم ومسانيدهم من أحاديث في فضائل الإمام علي بن طالب (ع) ومنزلته ومقامه السامي ولا سيما حديث الغدير الذي نقلوه متواترا وغيره من الأحاديث الصحيحة كحديث المنزلة وحديث الثقلين … وليتأملوا في مضامينها تأملا صادقا خاليا من التعصب والتقليد وليراجعوا أنفسهم في ذلك فإن الحجة قائمة والسبيل واضحة ولا عاذر للإنسان عن تقصيره في طلب الحق بعد قيام الحجة عليه.
وختاما، فحقٌ علينا -نحن شيعة أهل البيت(ع)- أن نشكر الله سبحانه وتعالى على ما اولانا من هذه النعمة الجليلة نعمة الولاية لعلي وأولاده الطاهرين(ع) والتي لا تقدر بثمن وذلك هو الفضل العظيم. وعن المفضل بن عمر أنه قال للصادق(ع):(ما يجب علينا في ذلك اليوم (أي: يوم الغدير )؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة، وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا، ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة).
مواهب الله عندي جاوزت أملي * وليس يبلغها قولي ولا عملي
لكن أشرفها عندي وأفضلها * ولايتي لأمير المؤمنين علي
نسأل الله سبحانه أن يثبت قلوبنا على الحق ويجعلنا من المتمسكين بولاية علي(ع) الفائزين بشفاعته في الآخرة.(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار)
آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وكل عام وأنتم بخير.