اخر الاخبار
قمة بغداد العربية 2025: انقسام في مستوى الحضور... وبغداد تجمع العرب والعالم

شهدت العاصمة العراقية بغداد انعقاد القمة العربية لعام 2025، في حدث يعكس أبعاداً سياسية ودبلوماسية متعددة، وسط حضور عربي متفاوت ومشاركة دولية لافتة.
قمتان داخل قمة واحدة: حضور مزدوج يكشف التوازنات
انقسمت الوفود العربية المشاركة إلى محورين رئيسيين بحسب مستوى التمثيل، وهو ما اعتبره مراقبون دليلاً على انقسام في الرؤية السياسية داخل البيت العربي.
القطب الأول: الحضور الرئاسي
ويضم الدول التي شارك قادتها على أعلى مستوى، ما يشير إلى تناغم أكبر مع الدور العراقي الجديد ورغبة في تعميق التعاون:
قطر: الأمير تميم بن حمد آل ثاني
مصر: الرئيس عبد الفتاح السيسي
فلسطين: الرئيس محمود عباس
اليمن: الرئيس رشاد العليمي (مقيم في السعودية)
الصومال: الرئيس حسن شيخ محمود
القطب الثاني: الحضور الوزاري والتنفيذي الأدنى
ويمثل التيار الأكثر تحفظاً، أو الذي لا يشارك برؤية موحدة تجاه أجندة القمة، وشمل:
السعودية: وزير الخارجية عادل الجبير
الإمارات: نائب رئيس الوزراء الشيخ منصور بن زايد
الكويت: وزير الخارجية عبدالله علي عبدالله
البحرين: وزير الخارجية عبداللطيف الزياني
عُمان: نائب رئيس الوزراء شهاب بن طارق
الأردن: رئيس الوزراء جعفر الحسان
لبنان: رئيس الوزراء نواف سلام
سوريا: وزير الخارجية أسعد الشيباني
الجزائر: وزير الخارجية أحمد عطاف
تونس: وزير الخارجية محمد علي الهادي
المغرب: وزير الخارجية ناصر بوريطة
السودان: عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر
جيبوتي: وزير الخارجية عبدالقادر حسين
جزر القمر: وزير الخارجية مباي محمد
أما ليبيا وموريتانيا، فقد غابتا عن المشاركة.
حضور دولي يعزز موقع بغداد
رغم أن القمة عربية الطابع، إلا أن بغداد نجحت في استقطاب شخصيات دولية مرموقة، مما أضفى بُعداً دولياً على الحدث:
رئيس وزراء إسبانيا: بيدرو سانشيز
أمين عام الأمم المتحدة: أنطونيو غوتيريش
أمين عام الجامعة العربية: أحمد أبو الغيط
أمين عام مجلس التعاون الخليجي: جاسم محمد عبدالله
أمين عام منظمة التعاون الإسلامي: حسين إبراهيم طه
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: محمود علي يوسف
مبعوث الاتحاد الأوروبي لشؤون الخليج: لويجي دي مايو
مبعوث روسيا للشرق الأوسط: ميخائيل بوغدانوف
قراءة عراقية في الحضور العربي والدولي
يقرأ الشارع العراقي هذا التباين كعلامة واضحة على الانقسام داخل النظام العربي، حيث تبرز دول تنسجم مع رؤية العراق الجديدة في الانفتاح والقيادة، مقابل أخرى تتعامل ببرود أو تحفظ.
لكن رغم هذا الانقسام، فإن مجرد انعقاد القمة في بغداد يُعد انتصاراً دبلوماسياً للعراق، وإشارة على أن العاصمة العراقية استعادت موقعها الجيوسياسي في قلب العالم العربي.
رسالة إلى الحكومة العراقية
وعلى الرغم من هزالة القمم السابقة، فإن هذه القمة بدت الأضعف من حيث التمثيل الكامل، ما يضع مسؤولية أكبر على حكومة العراق في تحويل الحدث إلى رافعة سياسية حقيقية، لا مجرد استضافة بروتوكولية، وعلى بغداد أن تتعامل مع هذا التفاوت بواقعية استراتيجية تحفظ هيبتها وكرامتها الوطنية.
محمد الناصري