اخر الاخبار

لماذا لا تطلب البلجيكيات الطلاق رغم البؤس؟ دراسة تكشف الأسباب الصادمة!

في بلد مثل بلجيكا والمعروف بارتفاع نسب الطلاق، حيث تنتهي واحدة من كل ثلاث زيجات تقريبًا بالانفصال في بلجيكا، تبرز مفارقة اجتماعية لافتة، وهي ان عدد كبير من النساء، رغم رغبتهن الواضحة في الطلاق، لا يُقدمن على هذه الخطوة المصيرية.

كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة FLASHS لصالح شركة Eve and Co، وشملت نساءً متزوجات من جنسين مختلفين يبلغن من العمر 18 عامًا فما فوق، أن ثلث النساء فكرن فعليًا في الطلاق، إلا أن الغالبية منهن لم يُقدمن عليه، لأسباب متعددة كشفت عنها البيانات بشكل مفصل وصادم.

العائق الأول: الوضع المالي

أفادت 41% من النساء أن الوضع المالي هو السبب الرئيسي لعدم طلب الطلاق. هذه النسبة المرتفعة تعكس مدى الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها المرأة المتزوجة، والتي تجعلها تشعر بأن الانفصال قد يؤدي إلى تدهور مستواها المعيشي أو حتى فقدان الاستقرار تمامًا.

الراحة والعادة… سجن ناعم

الاعتياد على الحياة الزوجية شكل عائقًا ثانيًا أمام اتخاذ القرار. حيث ذكرت 34% من النساء أنهن يفضلن البقاء لأسباب تتعلق بـ”الراحة والعادة“، ما يُشير إلى وجود نوع من الاستسلام العاطفي أو حتى الخوف من المجهول الذي قد يتبع الطلاق.

الخوف من ردة الفعل

في مؤشر مثير للقلق، قالت 11% من النساء إنهن لا يطلبن الطلاق خوفًا من رد فعل الأزواج، وهو ما يُسلط الضوء على وجود عناصر التهديد أو العنف النفسي أو حتى الجسدي في بعض العلاقات، وإن لم تُذكر بشكل صريح.

المشاعر في تراجع

عندما سُئلت النساء عن مشاعرهن تجاه أزواجهن، قالت 30% إنهن يشعرن بـ”عاطفة أكثر من الحب”، في حين وصفت أخريات العلاقة بأنها “فاترة وبعيدة”.

أما فيما يتعلق بـ “الحب الحقيقي”، فقد أشار 25% من النساء إلى أنه يتضاءل مع مرور الوقت، ما يعكس تحولًا عاطفيًا كبيرًا داخل الزواج لا يقابله غالبًا تجديد أو إصلاح.

الانزعاج من الأزواج: مشاركة غائبة

أبرزت الدراسة أن 75% من النساء يشعرن بالانزعاج من أزواجهن في حياتهن اليومية. وكان السبب الرئيسي هو غياب المشاركة في الأعمال المنزلية، حيث اشتكت 45% من النساء من عدم تعاون الأزواج، مما يؤدي إلى شعور بالإرهاق النفسي والجسدي، ويعمّق الفجوة بين الطرفين.

مواضيع محظورة بين الأزواج

الحديث عن المشاعر والأحاسيس يُعد من أصعب المواضيع التي يمكن فتحها بين الأزواج، بحسب 40% من النساء. يلي ذلك موضوع الأقارب، والذي يمثل معضلة خاصة لدى النساء تحت سن 35، حيث أفادت 25% منهن بصعوبة الحديث في هذا الشأن.

خيانات صامتة وتبعية خفية

خلصت الباحثة “Léa Paolacci ليا باولاتشي”، المسؤولة عن الدراسة، إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالأموال أو الراحة، بل بتراكمات أعمق، مثل الخيانات الزوجية، حتى تلك المشتبه بها، والتي تلقي بظلالها على مصير العلاقة، دون أن يتم البوح بها صراحة.

كما أشارت باولاتشي إلى أن العديد من النساء ما زلن يقعن داخل منظومة من التبعية والسلطة، تُمارس أحيانًا دون وعي، مما يعزز صمتهن ويبقيهن في علاقة لم تعد تُرضيهن.

هذه النتائج تعكس أزمة صامتة داخل جدران البيوت، وتُسلّط الضوء على واقع اجتماعي تحتاج مؤسسات الدعم والرعاية في بلجيكا إلى معالجته، من خلال تمكين المرأة نفسيًا واقتصاديًا، وكسر حواجز الخوف والعادة.

بلجيكا 24