اخر الاخبار

مبادرة الشيخ الناصري والقرآن الكريم: الشعائر الحسينية (ح 61)‎

د. فاضل حسن شريف

الشعائر الحسينية هي من ايام الله كما ورد في سورة ابراهيم اية 5″وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ”. وجاء في شبكة الضياء عن صفحات من حياة السيد محمد سعيد الحكيم للسيد ضياء الخباز: ومن أدوار مرجعيّته: دعم الشعائر الحسينيّة ومساندتها”ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ  فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ” (الحج 32)، فكان رضوان الله تعالى عليه يبذل الأموال الطائلة من أجل مساندة الشعائر ودعمها، وكانت فتاواه تعجّ بتعظيم هذه الشعائر ومساندة الشعائريين، جزاه الله تعالى عنّا وعن التشيّع وعن الإسلام خير الجزاء.

عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَ لا الْهَدْيَ وَ لا الْقَلائِدَ وَ لا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ” (المائدة 2) الطلب من المؤمنين بعدم انتهاك شعائر اللّه، و نهيهم عن المساس بحرمة هذه الشعائر المقدسة، كما تقول الآية الكريمة: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ” (المائدة 2).

يقول الشيخ السند في كتابه الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد: إطار موضوع القاعدة قد تُضافُ الشعائر إلى لفظ الجلالة « الله » فنقول “شعائر الله”، كما في الآيات الكريمة (المائدة 2) (الحج 32) (البقرة 158). ومنها قوله تعالى: “ذلكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب” (الحج 32) وأيضاً الشعائر أو الشعيرة أو الشعارة على اختلاف هيئات المادّة قد تضاف إلى المذهب، فيقال: شعائر المذهب. وأيضاً، قد تضاف إلى الحسين عليه السلام.. باسم الشعائر الحسينيّة. وأيضاً، قد تضاف إلى الدين، فتُعرف باسم شعائر الدين وشعائر الإسلام. وسيتبيّن أنّ هذه الإضافات ما هي إلاّ تفريعات وتطبيقات لنفس القاعدة الواحدة.  فيقال: شعائر الله، أو يقال: الشعائر الحسينيّة، أو يقال شعائر المذهب، أو يقال: شعائر الإسلام، أو شعائر الدين، وهي على كلّ حال تبويبات وتصنيفات لذِكر فروع لأصل واحد أو تكون مرادفات لنفس المسمّى. وسيظهر ما في هذا التعبير من نَوَاح تربويّة متعددة.. وتفريعات لنكات فقهيّة مختلفة.

يقول الشيخ حسن العامري: بسم الله الرحمن الرحيم “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” (الحج 32) لماذا قالت الآية المباركة أن تعظيم الشعائر من تقوى القلوب وما معنى تقوى القلوب؟ أولا كلمة من ابتدائية أي أن التقوى تبدأ من القلب ثم تطغى على جوارح الإنسان. أي أن الدين لا يأتي عشوائي وانما يأتي بشكل مرتب. فالدين ليس عمامة ولحية كما يتصور وانما الدين ينبع من القلب ثم الى الجوارح مثل عين الماء يبدأ أو ينبع من باطن الأرض ثم يظهر الماء على سطح الأرض. ) اساس البيان تقوى القلب وكل شيئ يصدر من القلب فلا خوف عليه من الانهيار ومنها اقامة الشعائر كالشعائر الحسينية “فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” (الحج 32) والتي منها يتبين المعنى الثاني من الآية المباركة أن الذي يقيم الشعائر صاحب القلب التقي. ومن الشعائر تؤخذ العبر كما قال الامام الحسين عليه السلام (أنا قتيل العبرة). إن الذي يقيم الشعائر هو الذي لديه التقوى فكيف بشخص قريب من مسجد ولم يحضر شعائر مثل الشعائر الحسينية ما هو ميزان تقواه؟ في حين نلاحظ أن آخر حتى ولم يكن في منطقته من يقيم الشعيرة الحسينية فانه يقيمها في بيته ويجمع عائلته إن لم يوجد أحد يشاركه العزاء الحسيني. سؤال يصدر هل أن الشعائر تحي قلب الانسان؟ الجواب أولا الإنسان عبارة عن مملكة فيها صراع دائم بين النفس والعقل وبين النفس والقلب. أن أعقد مسألة معرفة النفس والقلب. جاء في الحديث: من عرف نفسه عرف ربه. وصلت التكنولوجيا الى مراتب متطورة في الوقت الحالي ولكنها لا زالت لم تصل الى معرفة النفس والعقل والقلب وكما جاء في الحديث: كلت الألسن عن غاية صفته، والعقول عن كنه معرفته وتواضعت الجبابرة لهيبته، وعنت الوجوه لخشيته، وانقاد كل عظيم لعظمته. للروح أيضا حياة والحياة تتطلب غذاء ومن أغذيتها الشعائر. وبالتالي الشعائر هي حياة لقلب الانسان. في أيام محرم واقعا يجب أن نتلون بلون الحسين عليه السلام. اذا كانت لديك ذنوب فادعو الله تعالى عند الحسين عليه السلام في شعائره لغفران الذنوب فهو الواسطة والشفيع عند الله تعالى.

جاء في صفحة مركز التضامن للاعلام: اقيمت اليوم المصادف 24/2/2023 صلاة الجمعة في جامع الشيخ عباس الكبير بمدينة الناصرية، بإمامة سماحة حجة الإسلام الشيخ محمد مهدي الناصري. الشيخ الناصري استهل الخطبة الأولى بقول الله عز وجل “يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـنِ وَفْداً” (مريم 85)، موضحا علامات المتقين حسب روايات أهل البيت عليه السلام ومنها صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهود، وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الحلم، وإتباع العلم، وغيرها من العلامات والصفات. وبارك الشيخ الناصري لجميع المؤمنين الذكريات العظيمة التي مرت في شهر رجب الأصب ومنها المبعث الشريف للنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وذكرى ولادات الأئمة الأطهار في شهر شعبان المبارك.
وبين ان هذه الذكريات والأشهر المباركة يريد بها الله تعالى من عباده إحياء الأجواء الروحية والإيمانية والتربوية، وانعكاسها على بناء النفس والسلوك، للوصول إلى التقوى، التي تجعل الإنسان يقف عند حدود الله ولا يتجاوزها. وأكد سماحته على أن إحياء هذه المناسبات وما تمثله في سلوكها ووجدانها لابد أن يتناسب مع المضمون الذي ينبغي أن تؤديه استعادة هذه الذّكريات، وأهمها التفات الإنسان لوظيفته في الحياة ومراقبة نفسه، وبذلك يمكن إيصال سيرة أصحابها عليهم السلام إلى القلوب والوجدان وانعكاسها على السلوكيات. وفي الخطبة الثانية استعرض الشيخ الناصري بيان بعض الأحكام والسلوكيات التي تتعلق بالجوانب الاجتماعية والحياة اليومية. الأمر الأول يتعلق بالابتعاد عن الربا، مبينا ما لهذا الذنب من تأثير على الحياة والأبناء والسلوكيات، موضحا الجانب الشرعي لهذا الأمر، ولافتا إلى أن التوبة الحقيقية من هذا الذنب هو “مالكم من رؤوس أموالكم” وليس التوبة اللفظية فقط. الأمر الثاني يتعلق بالتزام الموظف بالوقت الرسمي المحدد له، مبينا ان على الموظف الالتزام بالوقت المحدد له من الدوائر الرسمية لقضاء حوائج الناس والذي بالمقابل يتقاضى عليه اجر، وخلاف ذلك فان عدم الالتزام يؤدي الى جعل الأجر باطل وسحت. وختم الشيخ الناصري الخطبة بالتذكير بذكرى تأسيس جمعية التضامن الإسلامي التي تأسست قبل 60 عام في مثل هذا اليوم، مستذكرا كوكبة من المؤسسين والمتبرعين الراحلين الذين أنشأوا العديد من مراكز العبادة ودعم المواكب الحسينية ورعاية آلاف الأيتام.