هنــأ ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري العالم الإسلامي بولادة الإمام الحسن الزكي ثاني أئمة المسلمين ويقول: لقد ضحى الإمام بالكثير من أجل الإسلام وكان من دعاة الوحدة والعدل ونصرة المبادئ الإسلامية الحقة توافق هذه الليلة ليلة النصف من شهر رمضان المبارك ذكرى ولادة ثاني أئمة المسلمين الإمام الحسن المجتبى(ع) ريحانة النبي(ص) وسيد شباب أهل الجنة وأول مولود من سلالة علي وفاطمة صلوات الله عليهما
لقد عاش الإمام الحسن(ع) طفولته في حجر النبي(ص) حيث كان يغمره بعطفه وحنانه ورغم صغر سنه فقد كان (ع) حاضرًا في العديد من المواقف التي تمس الإسلام والمسلمين، حيث تربى في بيت النبوة وتعلم من جده النبي (صلى الله عليه وسلم) مبادئ الجهاد والإصلاح.كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يُظهر حبه للإمام الحسن ويُشير إلى مكانته العالية في مناسبات مختلفة منبئا عن الشأن العظيم لثاني الأئمة الهداة بعد أبيه أمير المؤمنين (ع)
لقد كان للإمام الحسن (ع) مواقف عديدة في نصرة الإسلام بعد ارتحال النبي(ص) إلى الرفيق الأعلى فقد كانت حياته (ع) مليئة بالمواقف الجهادية، سواء في ساحات القتال أو في الساحة السياسية والفكرية وقد ضحى بالكثير من أجل الإسلام، وكان دائمًا يدعو إلى الوحدة والعدل ونصرة المبادئ الإسلامية .
ففي عهد الخليفة الثاني، شارك الإمام الحسن (ع) في بعض الفتوحات الإسلامية، حيث كان يُشجع المسلمين على الجهاد في سبيل الله.وفي عهد الخليفة الثالث ، كان الإمام الحسن (عليه السلام) يُدافع عن الإسلام ويُحذر من الفتنة التي بدأت تظهر في المجتمع الإسلامي.
وأما في عهد أبيه أمير المؤمنين علي (ع) فقد كان الإمام الحسن (ع) ساعده الأيمن خلال فترة خلافته، وشارك معه في الجهاد في سبيل الله لتحقيق العدل وإعادة الحق إلى نصابه.
وبعد استشهاد الإمام علي (ع)، تولى الإمام الحسن (ع) الخلافة، لكنه واجه تحديات كبيرة من قبل البيت الأموي الذي كان يتمثل بمعاوية بن أبي سفيان، الذي كان يسعى للسلطة.وقد واجه الإمام الحسن (ع) هذه التحديات بحكمة بالغة، حيث حاول تجنب إراقة دماء المسلمين وحفظ وحدة الأمة.
إن الصلح الذي أبرمه ألإمام الحسن مع معاوية يُعتبر من أبرز مواقفه الجهادية التي تجنب بها الفتنة وحفظ دماء المسلمين، وكان هذا القرار يتطلب شجاعة وحكمة كبيرة، حيث كان يعلم أن الأمة ليست مستعدة لمواجهة معاوية في ذلك الوقت.
بعد الصلح، كرّس الإمام الحسن (ع) حياته للدعوة إلى الله ونشر تعاليم الإسلام الأصيلة، حيث كان يُعلم الناس القرآن والسنة ويُحارب البدع والانحرافات.كان يُحذر الأمة من خطر الانحراف عن مبادئ الإسلام التي جاء بها جده النبي (ص).ورغم ما كان يتعرض له من مضايقات السلطة آنذاك والتي كانت تحاول إسكات صوت الحق، فقد استمر الإمام الحسن (ع) في نقد سياسات معاوية الظالمة وتحذير الأمة من عواقبها، وكان يُظهر للناس حقيقة معاوية وأهدافه، مما جعله هدفًا لمحاولات الاغتيال المتكررة.
وما دمنا في رحاب مولد هذا الإمام العظيم كريم أهل البيت (ع) فيجدر بنا أن نتوسل بمقامه إلى الله سبحانه أن يغفر لنا ذنوبنا ويتجاوز عن سيئاتنا ويوفقنا لإتمام صيام ما بقي من شهرنا هذا في خير وعافية. نسأل الباري عز اسمه أن يجعلنا من المهتدين بهداه المتبعين منهاجه وأن يرزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.