نرحب بالتعاون السعودي الإيراني، نعيم الخفاجي

بعد مضي أكثر من مائة سنة على نشوء الدول العربية والتي كانت إحدى نتائج الحرب العالمية الأولى، بهزيمة الدولة العثمانية على أيدي بريطانيا وفرنسا، اتفاقية سايكس بيكو رسمت حدود لدول عربية، ودعموا أشخاص واسسوا أنظمة عربية واسلامية حسب فصال بريطانيا وفرنسا.

مضت مائة عام من الصراعات القومية والمذهبية والقومية في دول الشرق الأوسط، تم استنزاف ثروات العرب والمسلمين، وقتل ملايين الناس بسبب اجرام الأنظمة العربية والاسلامية، وبسبب حروب غير مبررة.

من الحكمة بعد مضي مائة عام من الصراعات وخطاب الكراهية والتكفير، بات من الضروري إيجاد حلول دائمة لإنهاء الخلافات المذهبية والقومية وخلافات الحدود، والعمل على نشر ثقافة السلام، والتعاون، لايوجد طرف منتصر، دعمت السعودية ودول الخليج صدام الجرذ بحرب عبثية ضد ايران لأسباب طائفية، اتذكر إذاعة طهران نقلت كلام إلى السيد الخميني رحمه الله وجهها إلى حكام دول الخليج، قال لهم صدام مثله مثل تمساح بالاخير ينقلب عليكم ويفترسكم، وهذا الذي حدث صدام قام بغزو الكويت، دول الخليج وعلى رأسها السعودية حاولوا كسب إيران خوفا من صدام، وتطورت العلاقات الإيرانية السعودية بشكل كبير، وزار الشيخ رفسنجاني السعودية، وتبرعت السعودية في بناء مقر عقد المؤتمر الإسلامي في طهران،  لكن نوايا السعودية بتلك الفترة غير سليمة، وعادت العلاقات لتسيء بحجج واهية، لأن السعودية تنفذ أوامر زعيمة الناتو، كانت دول الخليج وإيران والعراق مصدر الطاقة الأول بالعالم، بترول الخليج وإيران والعراق يمولون ٧٥% من مصادر الطاقة، بعد أن أصبحت أمريكا المصدر الأول للبترول والغاز بالعالم، انتفت أهمية بترول الخليج والشرق الأوسط،ولم يبقى مستوردين إلى بترول الخليج وإيران وروسيا والجزائر سوى الصين والهند.

لعب الصينيين دور مهم في تهدئة العلاقات الإيرانية السعودية، لأن مصلحة الصين تريد منطقة هادئة، وتفضل دعم العلاقات التجارية، يوم أمس زار وزير الدفاع السعودي

الأمير  خالد بن سلمان،  بدعوة من وزير الدفاع الإيراني،   اجتمع الضيف السعودي مع رئيس الجمهورية بزشكسان ومع المرشد السيد علي  خامنئي، وصرح بتصريح مهم قال علاقاتنا مع إيران علاقة صداقة واخاء وتعاون، شيء ممتاز تصدر تصريحات سعودية في العمل على تعميق العلاقات مع ايران، تصريح وزير الدفاع السعودي يعتبر نصر مهم في إنهاء الخلافات والعمل على تعزيز العلاقات والتعاون في المجالات الاقتصادية.

تابعت تغريدات الكثير من الكتاب العرب بمنصة x، رأينا ردود متباينة، للأسف غالبية المغردين وقفوا موقف سلبي منهم من اعتبر زيارة الوزير السعودية إلى طهران نصر إلى ايران، وهناك من أنصار الحركات الاخوانية الوهابية التكفيرية اعتبروا زيارة الوزير السعودي إلى إيران هزيمة إلى السعودية وخروج من الدين والمذهب الوهابي.

بعد تسلم الرئيس الإيراني الراحل السيد محمد رئيسي، قالوا عنه متشدد، في أول خطاب له وجه رسالة إلى السعوديين ودول الخليج في البدء بصفحة من التعاون الاقتصادي بل وحتى العسكري، والعمل على إزالة أوهام العداء الغير مبرر بين إيران ودول الخليج، زار السيد محمود رئيسي  الرياض واستقبل استقبال بحفاوة، هناك حقيقة،

السياسة لا تُقاس بالشعارات، بل بتحقيق المصالح وسعادة الشعوب،  من الخطأ تصوير كل تقارب دبلوماسي وكأنه غلبة لطرف على آخر.

للأسف تم  استخدام الدين في الخصومات والخلافات السياسية، وصدرت  فتاوى التكفير من المؤسسات الدينية الوهابية ضد الشيعة بأكاذيب، بالقول  أن الشيعة يكفرون السنة والصحابة وأزواج النبي ص وكلها كذب لا أصل لها، بل حتى لو وجدت فتاوى في الفقه الشيعي في إقامة الحدود ( التكفير) فإن الحدود لدى الشيعة معطلة، ولاتطبق إلا تحت سلطة نبي او أمام معصوم، بما انه لايوجد النبي محمد ص ولايوجد الإمام المعصوم محمد المهدي يحكم فكل هذه الفتوى وإقامة الحدود معطلة لاقيمة لها.

اليوم شعوبنا العربية والاسلامية نحتاج التعايش والتفاهم، فالتقارب بين الدول الإسلامية، على اختلاف مذاهبها، يخدم أمن العرب والمسلمين ويجلب الاستقرار، وأموال شن الحروب وشراء الأسلحة تذهب في مجال الصناعات المدنية وبناء البنى التحتية وتطوير الزراعة، الخلافات البينية وتعدد الأديان والمذاهب، ستبقى ما بقيت الدنيا، لايوجد طرف ينهي الطرف الآخر.

على الحكومة السعودية تجفيف منابع الإرهاب لدى العصابات الاخوانية الوهابية التكفيرية من خلال حذف فتاوى التكفير الخاصة في أحمد بن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب، أردوغان بات مرجع الحركات الاخوانية التي سيطرت على سوريا وغرب ليبيا والسودان، وسيطرت على البرلمان الاردني، وسيطرت على الصومال، ولديهم انصار في مصر والجزائر وتونس، واليمن الجنوبي، الفيالق الإعلامية الخليجية ذات ثقافة تكفيرية، معظم الكتاب والصحفيين السعوديين مع الجولاني السفياني، وحال سقوط نظام السيسي في مصر، يتم مهاجمة السعودية من قبل الأخوان الوهابيين ويسقطون ال سعود ويبايعون الخليفة أردوغان.

أمس في منصة x، تم نشر مقطع ‏فيديو صادم من مخيم الهول، مذيع قناة فضائية ذهب إلى زيارة مخيم الهول مقر  الدواعش، كان كلام أبناء المخيم شباب ونساء إلى  المذيع، قالوا له  انتَ مو مسلم انتَ كافر

لو كنت مسلم لرفعت شعار التوحيد، المذيع اجابهم انا مسلم

كان جوابهم انت نغل، وانت كافر لو مسلم : ليش تعمل تفتيش، عقول متحجرة، لازال قادة قاعدة الجزيرة موجودون، أي اختلال أمني في الخليج نشاهد خروج هؤلاء التكفيريين من جحورهم لذبح شعوب الخليج ولم يسلم ال سعود وأنظمة حكم دول الخليج من سيوف هؤلاء الذباحين، بل يبقى فقط حاكم قطر لأنه خليفة أردوغان في الخليج وفي الدول العربية، نتفائل خيرا بوجود تقارب سعودي إيراني، وعلى إيران ترك قضية فلسطين إلى الدول العربية السنية وأمة المليار ونصف مليار سني، من مصلحة إيران وشعبها أن يعيشون في سلام وأمان ورفاهية، خذوها مني العرب أمة منكوحة، فعلى الإيرانيين ترك تبني قضايا العرب، اذا يوجد عار فهو يصيب العرب ومحيطهم السني ولايصيب الشيعة مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.