اخر الاخبار

هل فعلا جيوش العرب قاتلت، نعيم الخفاجي ‎

هل فعلا جيوش العرب قاتلت، نعيم الخفاجي

 الحديث عن نشوء حدود الدول العربية ونشوء دولة بني صهيون يحتاج إلى  كتاب وصحفيين شرفاء يقولون الحقيقة التي غيبت عن غالبية أبناء الشعوب العربية والإسلامية، من ساهم في إقامة دولة بني صهيون قادة العرب السنة بالمشرق العربي، ليس من العدل يتم اتهام عرب شمال أفريقيا بذلك.

الحقيقة أن مفتي مكة وأتباعه من أئمة المساجد وقادة وساسة وغالبية شيوخ القبائل العربية السنية بالجزيرة العربية والعراق وسوريا ساهموا في إسقاط الدولة العثمانية، حيث هرب الضباط والجنود العرب السنة من ثكنات الجيش العثماني، نفس مشهد هروب وتبخر جيشنا العراقي الباسل في مؤامرة تسليم الموصل وتكريت إلى داعش، انفرد الشيعة سابقا وحاليا في رفض التعاون مع المحتلين، ووقف مراجع وقادة الشيعة مع القوات العثمانية للدفاع عن حدود الدولة العثمانية الإسلامية والتي كانت تكفر الشيعة.

ما اشبه اليوم بالبارحة، التاريخ  يعيد نفسه، لكن التوقيت الزمني مختلف فقط.

أحداث الشرق الأوسط الحالية هي معركة دينية يؤمن بها نتنياهو والاعور الدجال، ومعهم المعسكر الإسلامي الوهابي التكفيري السفياني  ضد القوى الشيعية التي فرضت عليها حرب، لكونهم يرفضون التطبيع المجاني، ورفض مايحدث من قتل همجي لاطفال ونساء شعب غزة العربي المسلم السني.

المعركة الأخيرة التي وقعت مع إيران والتي خلفت أكثر من تسعمائة شهيد مابين عسكري وعالم نووي وطبيب وطفل وامراة، هذه المعركة ينظر لها أنصار المعسكر السفياني التابع إلى نتنياهو والاعور الدجال بنظرة تعجب، كيف إيران قدمت كل هذه التضحيات ولم ترفع الراية البيضاء.

المحللين والكتاب العرب التابعين للمعسكر السفياني يؤمنون أن كرامتهم تتم من خلال كسب رضا وود نتنياهو والاعور الدجال، وأن الحروب فهي اما منتصر واما مهزوم منكوح، ولا يكون في مخيلتهم أن شعوب من غير العرب ممكن أن يرفضون الانبطاح ومايريده منهم نتنياهو وغيره، من حق الفيالق الإعلامية والقوى السياسية العربية المؤيدة للمعسكر السفياني التكفيري عدم تصديق ذلك، بل ومن حقهم يشككون بصمود اي قوة  لشعوب غير عربية ترفض الاستسلام.

معارك العرب كلها انتصارات رغم انها هزائم منكرة، معركة ال ١٢ يوم التي جرت أثبتت أن إيران قوية لكن هذا لايعني القضاء على دولة اسرائيل، الذي يقول في زوال دولة إسرائيل فهو واهم، إسرائيل قاعدة حلف الناتو الامامية بالشرق الاوسط، مضاف لذلك المعسكر العربي السفياني  داعم قوي إلى دولة بني صهيون.

هناك إجماع عربي واسلامي سني في دعم دولة بني صهيون، لذلك لا توجد دلائل على الأرض في زوال دولة بني صهيون، بل بني إسرائيل الآن هم في قمة علوهم بالأرض، نحن بزمن علو وسيطرة بني صهيون حسب ما يعتقد به نتنياهو والاعور الدجال، وبحسب ماهو موجود على الارض، كل أنظمة وشعوب العالم الغربي والإسلامي السني يتفاخرون في خدمتهم ودعمهم إلى نتنياهو وبني صهيون.

انا شخصيا احلل وفق ما أراه على الأرض، ومعاصرتي للأحداث، عاصرت أقسى الحقب التاريخية المدمرة التي عصفت بالعراق وسيطرة صدام الجرذ على شعب العراق، وحروبه العبثية وسقوط نظامه وخراب ودمار سوريا وسائر البلدان العربية ذات أنظمة الحكم الجمهورية.

من سلم فلسطين إلى قادة الميليشيات اليهودية الهاغانا هم ملوك العرب، أبناء شريف مكة وكذلك عبدالعزيز آل سعود وقطعانه الوهابية،  قائد القوات العربية المشتركة في فلسطين، كانت بزعامة الجنرال البريطاني الأردني الجنسية  غلوب باشا قائد القوات الاردنية،  الذي سحب الجيوش العربية من أراضي فلسطين عام ١٩٤٧ دون قتال.

إسرائيل توسعت بسبب الرفض العربي لمشروع حل الدولتين، لحق بالعرب سلسلة طويلة من الهزائم المنكرة، منها حرب الأيام الستة عام 1967، والتي عرفت في هزيمة حزيران، ورغم ذلك الإعلام العربي كان يتحدث عن انتصارات، بعدها قام الملك الأردني في سحق الفصائل المسلحة الفلسطينية بالاردن، وتم تهجيرهم إلى لبنان، أنصار بني صهيون من حزب الكتائب أشعلوا حرب اهلية، بمباركة ودعم من الزعيم الماروني البير ال جميل، انتهت في طرد عرفات وميليشياته وتم شحنه على بواخر من ميناء بيروت التي استباحتها، قوات  الجنرال أريئيل شارون عام 1982، بينما عرفات ابحر ترافقه البوارج الحربية الإسرائيلية وكان  ياسر عرفات يرفع شارة النصر، صدام الجرذ شن حرب عبثية ضد إيران بأوامر من الناتو والسوفيت النتيجة توقفت الحرب وهو يحتفل في انتصارات، احتل الكويت والجماهير العربية تصفق له، انسحب تحت القصف الجوي من الكويت وصدام يتحدث عن انتصارات وهمية.

اول نصر حققه العرب في حروبهم مع اسرائيل حققته المقاومة الشيعية اللبنانية عام ٢٠٠٠ لكن العرب لم يقبلوا بذلك في أن يحسب النصر العربي  للشيعة، بل مولوا عمليات اغتيال زعامات شيعية ولنا بماذكره برجنسكي حول تمويل بندر بن عبدالعزيز مبلغ خمسة مليون دولار لاغتيال السيد  محمد حسين فضل الله في مجزرة بئر العبد التي ذهب ضحيتها اكثر من ثلاثمائة شهيد مابين رجل وسيدة، تصدى الشيعة للمشروع السفياني التكفيري في سوريا، النتيجة الموساد اخترق منظمة حماس واستفاد من غزوة السنوار في تدمير سوريا ولبنان واسقاط اخر نظام عربي قومي في سوريا يدعم الفلسطينيين والقوى المقاومة الشيعية في لبنان، ماحصل في لبنان من قتل ودمار وما حصل في حرب ال ١٢ يوم مع إيران، ورغم قساوة استخدام أحدث انواع السلاح الموجه بالتكنولوجيا، إيران خرجت من الجولة الأولى في انتصار وان كان حتى لو انتصار معنوي لكنها لم تستسلم مثل ما استسلمت الدول العربية بحروبهم الهزيلة مع اسرائيل، والتي كانت كلها هزائم منكرة هههههه، الفيالق الإعلامية للمعسكر العربي السفياني قالوا ان إسرائيل وإيران متفقين فيما بينهم، لكن خرب ال ١٢ يوما، اثبت ان هناك صراع عميق مابين ايران واسرائيل، والدليل  ما حصل في حرب الاثني عشر يوماً لم يكن مشابهاً لحروب العرب السابقة مابين العرب واسرائيل، فقد رأينا قصف تل أبيب، واكتظاظ الملاجئ الإسرائيلية، وزحمة المطارات بالمستوطنين الهاربين، ورغم ذلك كانت خسائر الاسرائيليين قليلة بالافراد اذا قورنت مع خسائر المواطنين الايرانيين الذين سقطوا في الحرب، نتنياهو قصف حتى سجن ايفين، مدعوم عالميا وعربيا من المعسكر السفياني.

الحقيقة رغم ان الأحداث الحالية تقول أن الصراع هو ما بين معسكر السفيانيين ومعسكر المهدويين، ورغم وجود نصوص دينية في التوراة والإنجيل وفي القرآن معززة في أحاديث عن رسول الله ص، ولو كنت انا صاحب القرار السياسي لدى إيران أو لدى الشيعة، افكر كيف اعيش يومي، قضية المهدي منصور ومسدد من الله عز وجل، بل افكر كيف اعيش يومي واضمن وجودي ليوم غد وفي المستقبل، وأعمل على  التوصل إلى اتفاق سلام دبلوماسي مع الأعور الدجال في إيجاد تفاهمات حول إيجاد حلول سلمية ما بين إيران وأمريكا ، أصل الخلاف الإيراني الأمريكي ليس تخصيب يورانيوم، هم يعلمون الفكر الشيعي ضد قتل الاطفال والنساء، اصل المشكلة إن على إيران توقف دعم قضية  الشعب الفلسطيني، لو كنت مكان قادة إيران والشيعة لتركت  امر قضية فلسطين الى العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني، فلسطين قضية السنة بالدرجة الأولى وليست قضية الشيعة.

لايوجد شيء مستحيل، يمكن إلى إيران تتوصل إلى اتفاق مع أمريكا، الدلائل الدينية لدى الشيعة تقول أن من يحرر فلسطين هو المهدي، لذلك لاداعي في الدخول بحروب مع بني صهيون والمعسكر السني السفياني المؤيد لبني صهيون لأجل شيء اسمه تحرير فلسطين هههههه، بل حتى مهدي الشيعة وهو المهدي الحقيقي، رجل انساني ماراح يقتل ذكور الصهاينة ويسبي النساء اليهوديات، سوف يسلم اليهود ويبقون في حكم ولاية فلسطين مع إخوانهم العرب، يبقون اليهود يحكمون فلسطين لكن كمسلمين مع المهدي أسوة بالعالم المسيحي الذي ينزل لهم يسوع  عيسى ع للارض ويسلمون ويتبعون مهدي الشيعة الإمام محمد بن الحسن العسكري المهدي.

ما نراه من صراع هو صراع مابين معسكر السفيانيين السنة بقيادة الجولاني السفياني ومناصريه أمثال حكام الخليج الوهابيين وتركيا الأردوغانية، وما بين القوى الشيعية المهدوية، بغض النظر عن القتل والخراب وعدم وجود تكافىء، بل الغلبة والقوة لصالح معسكر الأعور الدجال والمعسكر الإسلامي السني السفياني أمام قلة وتواضع إمكانية المعسكر الشيعي المهدوي، أشبه نحن في مباراة كرة قدم المباراة انتهت بالتعادل، نحن في انتظار جولتين من القتال في الوقت الضائع لكن هدف الفوز يكون لصالح المعسكر المهدوي، عهد معهود رغم تفوق معسكر السفيانيين وداعميهم من الأعور الدجال زعيم العالم المسيحي الغربي، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.