اخر الاخبار

وزيرة التعليم الفلمنكية ترسب في التاريخ… وتلزم الأطفال بحفظ اسم ملك لم تسمع به من قبل!

في خطوة جديدة أثارت موجة من الجدل والتساؤلات، كشفت وزيرة التعليم الفلمنكية زوهال ديمير (حزب N-VA) عن مجموعة من الأهداف التعليمية الجديدة التي ستُطبق على تلاميذ المرحلة الابتدائية، والتي تتضمن معلومات تاريخية مثيرة للدهشة، حتى للبالغين.

المفاجأة الأكبر تمثّلت في أن الأطفال في سن العاشرة سيكون عليهم معرفة شخصية تاريخية قد تكون غير مألوفة حتى لكبار المثقفين: الملك “غارسيا الثاني” من مملكة كونغو.

وزيرة التعليم لم تخفِ استغرابها أثناء تقديمها للأهداف التعليمية الجديدة في مدرسة “أورسولينن” بمدينة ميكلين، حيث اعترفت قائلة: “أنا نفسي اضطررت للبحث في جوجل لمعرفة من هو الملك غارسيا الثاني من كونغو“.

وبحسب ما ورد في موسوعة ويكيبيديا، فإن غارسيا الثاني كان ملكًا على مملكة كونغو في الفترة ما بين عامي 1641 و1660، وتوفي في مدينة مبانزا-كونغو في 23 يناير 1660.

إضافة إلى دوره السياسي، يُعرف غارسيا الثاني كأحد الشخصيات الفاعلة في تجارة العبيد عبر الأطلسي، وهي مرحلة تاريخية تُعد من الأكثر إثارة للجدل في التاريخ الإنساني.

تفاصيل الأهداف التعليمية الجديدة:

وقد جاءت هذه القرارات ضمن حزمة من “الأهداف التعليمية الغنية بالمعرفة”، التي تم إعدادها من قبل لجنة خبراء ترأسها البروفيسور دانييل مويز، وهو شخصية بارزة سبق له قيادة الدراسات التابعة للتفتيش التعليمي البريطاني.

تسعى هذه الأهداف إلى تعزيز مستوى التعليم من خلال التركيز على التعليم المعرفي العميق، والتقنيات التعليمية الفعالة، والإدارة الصفية الجيدة، على غرار النموذج التعليمي الإنجليزي.

المدرسة التي تم فيها الإعلان ليست اختيارًا عشوائيًا؛ فهي واحدة من المؤسسات القليلة في بلجيكا التي تعتمد حاليًا هذا النموذج الإنجليزي المتقدم.

من الحضانة إلى العاشرة: رحلة منضبطة من التفاصيل التعليمية

المحتوى الجديد للأهداف التعليمية يتسم بالتحديد والدقة، حيث تبدأ رحلة التعلم من سن مبكرة جدًا:

  • في رياض الأطفال، لم يعد المطلوب فقط تمييز الحروف، بل التعرف على 15 حرفًا على الأقل مع القدرة على نطق أصواتها.

  • في مادة الرياضيات، يجب على الأطفال معرفة التسلسل العددي من 0 إلى 20.

  • في القسم الثالث من رياض الأطفال (سن 5 سنوات)، يتوجب على الطفل أن يعرف أنه يعيش في بلجيكا، وأن يكون قادرًا على ذكر اسم نهر محلي وحفظه، وأن يكون قد سمع عن نهر النيل.

أما في الصف الرابع (عمر 10 سنوات)، فإن التلاميذ مطالبون بما يلي:

  • تحديد منطقتهم ضمن الإطار الجغرافي لبلجيكا.

  • التعرف على جميع المقاطعات البلجيكية.

  • الإشارة إلى أماكن بارزة مثل هضبة “هوجي فينن”.

  • فهم موقع بلجيكا الجغرافي بالنسبة لدول الجوار.

  • التعرف على شخصيات تاريخية مثل غارسيا الثاني من كونغو، وهو ما يمثل تطورًا لافتًا في المحتوى التعليمي.

ومع هذه التحولات، يبدو أن أولياء الأمور قد يجدون أنفسهم مضطرين للعودة إلى صفحات ويكيبيديا، لا من أجل أطفالهم فقط، بل من أجل مواكبة التعليم البلجيكي الذي يزداد تعقيدًا ومعرفية يوماً بعد يوم.

بلجيكا 24