ممثل المرجعية العليا في اوربا يناشد المنظمات الدولية والأمم المتحدة وحكام المسلمين باستنكار الجرائم البشعة بفلسطين وافغانستان في شهر الصيام.
    
، هنـأ ممثل المرجعية العليا في اوربا  السيد مرتضى الكشميري المسلمين بعيد الفطر المبارك ويعزيهم بشهادة الشهداء الذين تضمخوا بدم الشهادة في افغانستان، وفلسطين ويطلب من الجميع مساعدتهم والدعاء لجرحاهم بالشفاء والعافية ويناشد المنظمات الدولية والأمم المتحدة وحكام المسلمين باستنكار هذه الجرائم البشعة في شهر الصيام.

 

 

بمناسبة عيد الفطر المبارك والاحداث المأساوية التي رافقته في هذا العام من وباء الكرونا والهجوم المباغت على طلاب مدرسة الامام الحسين (ع) في افغانستان والهجمة الشرسة على الاراضي الفلسطينية، تحدث السيد الكشميري بما يلي:

اعتمد الاسلام عيدين كبيرين: عيد الاضحى، وعيد الفطر.. لانهما يأتيان بعد انجاز مهمة كبيرة، فعيد الاضحى ياتي في غمرة اداء مناسك الحج فيشعر الحاج بالفخر والبهجة لاداء فريضتي الوقوف بعرفة ومزدلفة وهو في طريقه لاداء بقية مناسك الحج فيحتفي بهذه المناسبة كعيد شكرا لله على ما قام به من امتثاله للواجب الالهي.
وعيد الفطر يأتي عقب انجاز مهمة كبيرة في نهاية صيام شهر كامل امتثالا لامر الله سبحانه وتعالى، فيشعر ايضا بالبهجة والثقة لنجاحه في هذا الامتحان.
اذن فالعيد ليس مجرد مناسبة اجتماعية بل كما يقول بعض الحكماء (ليس العيد لمن لبس الجديد، وانما العيد لمن امن الوعيد). هذا اولا.

ثانيًا: التذكير بالارتباط بالله سبحانه وتعالى
في أجواء البهجة والسّرور بالعيد، يستحضِرَ الإنسان ذكر ربه سبحانه وتعالى، حتى لا يكون العيد مناسبةَ لَهوٍ صارفة عن التذكير بالقيم والمبادئ، وإنّما يكون مناسبة فرح مع استحضار القيم والمبادئ، ومن هنا جاء الأمر بصلاة العيد، وهي ذكرٌ لله واستحضار للقيم والمبادئ، والخطبتان بعد صلاة العيد للموعظة والتثقيف والتريبة والتوجيه.

ثالثًا: العطاء للمحتاجين
شرع الإسلام في يوم عيد الفطر زكاة الفطرة لقوله تعالى ((قد افلح من تزكى))، وهي تساهم في بناء علاقة الود والسلام بين أفراد المجتمع الإسلامي، وتعمل على مكافحة الفقر والحاجة، وتمنح شهر رمضان وعيده صفة خاصة وهي صفة التعاطف والتعاون الذي يملأ قلوب الفقراء والمساكين بالفرح والسرور.

رابعاً: التواصل الاجتماعي
ويتحقّق عَبْرَ حضور صلاة العيد، واستحباب التزاور وتبادل التهاني، وخاصة مع الأرحام والأقارب، وعلى الأخصّ من ليس هناك تواصل معه، كما في الحديث عنه (ص) أنه قال: (صِلْ مَنْ قَطَعَكَ)
فأقرباؤك الذين يتواصلون معك، إذا تواصلت معهم في العيد وأمثاله فلك ثواب، ولكن ثوابك أكبر إذا بادرت للتواصل مع من لا يتواصل معك، وحتى مع بقية أفراد المجتمع، مَن يأتيك تذهبُ إليه، هذا فيه ثواب، لكن الثواب الأكبر أن تذهبَ إلى مَن لا يأتيك، وذلك كي تُحَفّزَهُ وتُشَجِّعَهُ على وَضْعِ حَدٍّ لِقَطِيعَتِه، وأَن تُشعِرَهُ بأهمية التواصل.

خامسًا: نشر البهجة والسّرور، وتحدّي الأحزان والمصائب
لان الحياة لا تخلو من المنغصات للإنسان، فالحياة فيها مشاكل وتَحَدّيات سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي أو الوطني أو العالمي، لكِنْ على الإنسان ألّا يستسلم للمآسي، والأحزان، بل ينبغي أن يُجَدّد الأمل في نفسه؛ لأنّ تجديد الأمل مفيد على الصّعيد الذاتي والاجتماعي.
ورد عن عليّ أمير المؤمنين (ع) أنه قال: (السُّرُورُ يَبْسُطُ النَّفْسَ وَيُثيرُ النَّشاطَ، والغَمُّ يَقْبِضُ النَّفْسَ وَيَطْوِي الانبِساطَ) ، فلا ينبغي للإنسان أن يعيش الكآبة والحزن، الثقافة التي تُعَيِّشُ الناسَ في حُزنٍ دائم، وكآبةٍ دائمة هذه ثقافة خاطئة.
فمن أهداف الأعياد ان تكسر ما قد يسود أجواء الإنسان وأجواء المجتمع مِن مصائب وأحزان، فيتفاعل مع العيد تفاعُلًا إيجابيًّا.
لأن الدين اساسًا يشجّع على نشر البهجة والسّرور في أوساط المجتمع، ورد في حديث عن رسول الله (إنّ في الجَنَّةِ دارًا يقالُ لَها دارُ الفَرَحِ، لا يَدخُلُها إلّا مَن فَرَّحَ الصِّبيانَ) وذلك تشجيع للاهتمام بالطفولة، وأن يهتمّ المجتمع بتوفير أجواء البهجة والسّرور لأطفاله، فإنه كلّما عاش الأطفال حالة من البهجة واللعب والسّرور، توفّروا على النموّ النفسي السّليم، مما يسهم في تهذيب وتصحيح مشاعرهم وأحاسيسهم، وهناك حثٌّ على نشر البهجة والسّرور على المستويين الفردي والاجتماعي.
كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) في إحدى وصاياه: (فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ؛ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُورًا إِلاَّ وَخَلَقَ اللّه ُ لَهُ مِنْ ذلِكَ السُّرُورِ لُطْفًا، فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ، حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ).
ويقول الإمام الصادق (ع) فيما رُويَ عنه: (أَيُّمَا مُسْلِمٍ لَقِيَ مُسْلِماً فَسَرَّهُ، سَرَّهُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ).
إنّ نشر السّرور والبهجة في المجتمع أمرٌ مطلوب؛ لأنّ آثاره النفسية، والجسمية الصحية، والاجتماعية العامة آثارٌ كبيرة.


ولكن قاتل الله اولئك الذين مزجوا هذا العام افراح المسلمين بالاحزان والتي كانت بالغة التاثير على نفوس الاحرار.. فمن ناحية سقوط عشرات القتلى والجرحى من افلاذ اكبادنا في افغانستان وهم في حالة الصيام وقرب الافطار على ايدي زمرة خبيثة حاقدة تجردت من معنى الانسانية فضلا عن الاسلام لان الاسلام هو دين الرحمة والعفو والتسامح ، واذ بهؤلاء المجرمين يقترفون هذه الجريمة البشعة قبيل الافطار بحق براعم كالورود والرياحين، فافجعوا بشهادتهم اسرهم والمسلمين.
والى جانب هذه الماسي فاجأنا الهجوم المباغت على الشعب الفلسطيني الاعزل بالصواريخ والقنابل دون رافة ورحمة حتى تضمخ العديد من الرجال والنساء والاطفال بدم الشهادة ، والمأمول من المنظمات الدولية والامم المتحدة وقادة المسلمين وحكامهم ان يستنكروا هذا الاعتداء الصارخ والوحشي على الابرياء دون مراعاة لحرمة شهر رمضان المبارك.
نسال من المولى سبحانه وتعالى بحرمة هذه الايام وبحرمة هذا العيد ان يكشف هذه الغمة عن هذه الامة انه سميع مجيب.

محرر الموقع : 2021 - 05 - 12