تدريب الطلاّب في معهد البحوث القرآنيّة الياباني
    

قام المعهد الإسلامي للتکنولوجيا والبحوث القرآنيّة في العاصمة اليابانيّة "طوکيو"، بالتعاون مع جامعة الأزهر الشّريف في مصر، بتدريب الطلاب في مجال القرآن الکريم والحديث الشّريف.

وتشمل البرامج التعليمية لهذا المعهد، القرآن الكريم، والحديث الشّريف، واللّغة العربيّة، واللّغة الإنجليزيّة، وتکنولوجيا المعلومات.

کما يقوم هذا المعهد بتدريب 300 طالب وطالبة من مختلف البلدان الإسلاميّة، ویحاول هذا المرکز أيضاً في قسم تعليم القرآن الكريم، ومن خلال عقد دورات تدريبيّة جذابة ومفهومة، أن يعرّف تعاليم القرآن لجمیع الفئات العمريّة، بمن في ذلك الأطفال، والمراهقون والكبار، وأتباع الدّيانات الأخرى.

وتعليق..

لا يخفى ما لنشر الثقافة القرآنيّة اليوم من أهمية، في ظلّ ما تتعرّض له هويّة الأجيال الصّاعدة من ضغوطات وتأثيرات، فهي بحاجة إلى زرع المفاهيم القرآنيّة في نفوسها لتهذّبها، وفي عقولها لتفتحها على الوعي والتعقّل. وفي القرآن كلّ ما يحتاجه الإنسان من منهج سليم يعينه على مواجهة التحدّيات، والارتقاء بوجوده كلّه إلى الله تعالى. وما نحتاجه فعلاً اليوم، هو تدبّر القرآن ووعي مفاهيمه وقيمه، والعمل على تمثّلها، لأن الواقع متعطّش لجيل قرآني واع وفاعل ومؤثّر.

وفي هذا السّياق، يقول سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض):

"{وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ}، لتعيشوا مع آياته أجواء الروح وآفاق الحقّ، ولتأخذوا منه المنهج السّليم لحركة الإنسان في الحياة، ولتنفتحوا فيه على كلّ خيرٍ وبركةٍ، ولتلتزموا بأحكامه في حلاله وحرامه، ولتحملوا مفاهيمه العامّة كقاعدةٍ منفتحةٍ على الجانب المشرق من حقائق الحياة، ولتتحرّك خطواتكم في الطرق المستقيمة الّتي يشير إليها فكره النيّر ومنهجه السّليم... {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، لأنّ في ذلك كلّه الرحمة كلّ الرحمة، التي لا تتمثل في القرآن كعاطفةٍ وانفعال، بل تتحوّل إلى منهجٍ للفكر وللحياة. وهذا هو التوجيه الإلهيّ الذي يريد للمؤمنين أن يجعلوا من القرآن كتابهم الّذي يقرأونه قراءة وعي، ويستمعون إليه استماع تأمّل، وينصتون له إنصات خشوع وتفكير، ليتحرّك في كلّ آفاق حياتهم، فيكون فكره هو الفكر الّذي يحملونه لتتميّز به شخصيّتهم الفكرية عن كلّ فكرٍ آخر، وتكون شريعته هي شريعتهم، ليرفضوا به أيّة شريعةٍ أخرى من صنع الإنسان، وتكون وسائله وأهدافه هي وسائلهم وأهدافهم في خطواتهم العمليّة في الحياة... ولا يريد لهم أن يكون كتاباً للبركة أو للحفظ أو للتّفاؤل والاستخارة، أو غير ذلك من الأمور الّتي تبتعد به عن جوّه الرّسالي الذي أراده الله هدى للنّاس".[تفسير من وحي القرآن، ج 10، ص 314].

محرر الموقع : 2016 - 12 - 20