التغطية الاعلامية لاحياء الليلة التاسعة من شهر محرم الحرام لعام 1435 هـ في مؤسسة الإمام المنتظر
    

كما في كل يوم إمتلأت قاعات مؤسسة الإمام المنتظر(عج) في اليوم الثامن من محرم الحرام لسنة 1435 هـ بالمؤمنين الموالين لإحياء ذكرى عاشوراء وتخليدها والتعلم من عبرها.

إفتتحت الليلة بتلاوة مباركة من القرآن بصوت الأخ أبو مسلم الفضلي تبعها بقرائة زيارة الإمام حسين وباقي شهداء الطف. ثم جاء دور المحاضرة السويدية اليومية التي ألقاها الشاب كرار الكلابي تحدث فيها مع الآطفال والشباب عن بر الوالدين وكيف كان الإمام الحسين(ع) يعطف على الفقراء والمحتاجين.

إبتدأ المجلس الحسيني لسماحة الشيخ غموس الزيادي في الساعة الثامنة والربع مساءاً. فبعد ذكر المصيبة الكربلائية قرأ الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم" سورة آل عمران أية 92

وقال: كل الأعمال يتنافس فيها الناس حتى يحصلوا على ما يسمى الأرقام القياسية ليأتي بعد كل واحد شخصاً آخر ليتجاوز الرقم القياسي السابق. وهذه هي سنة الحياة. وكذلك قول الله تعالى والذاكرين الله كثيراً والذاكرات. والى ذلك فاليتنافس المتنافسون.

فالإنفاق هو بر ويكون يكون ذا معنى وقيمة عندما يكون مما يحبون. فالمال هو مما يحب الإنسان خصوصاً إذا حصل من المال الحلال. فمعنى البر هنا الذي هو بر عامةً لكنه يعني هنا الصدق في العطاء. فكفى الإنسان براً بصدقه. حيث يقول أمير المؤمنين(ع) ديني الصدق. فحل أكبر المشاكل يكون بالصدق مع النفس ومع الله. فهو سجية عند الإنسان وضعها الله سبحانه وتعالى لدى الإنسان وهذا ما نعت به الرسول الأعظم(ص) بالصادق الأمين فحري بنا أن نكون كرسول الله(ص). وما حصل في فاجعة الطف كان أهم سبابه كون الإمام الحسين(ع) صادقاً اميناً كجده على قول رسول الله(ص): "حسين مني وأنا من حسين". وهذا ما دأب آل أمية على حصاره وقتله فشوشوا عقول الناس ليبتعدوا عن هذا المبدأ الإسلامية السامي.

فالولد البار هو الصادق مع والديه والحانّ عليه كما يجب أن يكون الوالد مع إبنه. فهناك آداب الوالدين وإحترامهما من قبل الولد وهذا هو الدين الحنيف الذي ربانا عليه رسول الله(ص) والأئمة الأطهار(ع).

هناك معاني أخرى للبر كالسِعة والفسحة كسعة البر والصحراء. وهناك معنى آخر وهو إعطاء الخير للآخر بنية وقصد أما الخير فهو إعطاء بغير قصد. فقول البر في الآية الكريمة هو الدرجة العليا لدى الله سبحانه وتعالى. فمعنى الآية أنكم لن تنالوا الدرجة العالية لدى الله حتى تنفقوا مما يكون ثميناً لديكم فينال الكرامة ليس فقط في الآخرة بل في الدنيا أيضاً.

بسم الله الرحمن الرحيم: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد" سورة البقرة آية 207

هذه الآية نزلت بحق الإمام علي عليه السلام وهي مصداق لرسول الله(ص)ولكل الأئمة(ع). فقد تصدق الإمام علي(ع) السلام بقطعة خبز حين كانوا صائمين فكان صادقاً في هذه الصدقة والبر وكانوا مصداقاً للآيات الكريمة.

وقد كان علي الأكبر من أهم عطاءات الإمام الحسين(ع). فهو مثال للشاب المسلم المؤمن وكان أشبه الناس لرسول الله خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً فكان أقرب الناس الى الإمام الحسين(ع). فقال له حين إستشهد: "على الدنيا من بعدك العفا".

ولكن كل العطاءات والتضحيات ليست أمام(ع)العطاء في الطف من شيء وذلك من أجل إنقاذ الدين الحنيف. فأنفق نفسه وأولاده وكرامة عائلته في سبيهم من قبل المسلمين من الكوفة الى الشام. وهو قمة الإنفاق وأقصى ما يمكن تقديمه فلم يصل الى هذه الدرجة لا من الأولين ولا من الآخرين.

ثم ذكر مصيبة علي الأكبر عليه السلام فأثار شجون الحاضرين.

بعده قرأ الحاج أبو زهراء الصواف القصائد الحسينية بمناسبة يوم علي الأكبر عليه السلام.

وإختتم اليوم بوليمة العشاء بثواب علي الأكبر.

محرر الموقع : 2013 - 11 - 13