أنامل مُقيّدة – وصايا السيد السيستاني ومنهجية الحرب -5
    

بعد ان تطرق المرجع الأعلى الى الكثير من النقاط المهمة في وصاياه والتي تتعلق بجوهر الأمة الاسلامية عامة وابناء الشعب العراقي خاصة من كل القوميات والاديان ، هنا يتطرق السيد المرجع الى أمور مهمة في معركة العراق الحالية التي تجري اليوم على أرض المحافظات المغتصبة وخصوصا معركة الفصل والانتقال بها الى ما هو أوسع من منطقة من صلاح الدين الى الموصل الى الانبار وهي كما يبدو معركة القضاء على داعش في العراق الذي لا يمكن ان يقبل ترابه الطاهر مثل هؤلاء التتار والهمج الرعاع الذين جاؤوا من خلف التاريخ بعقولهم المتحجرة التي بنيت أفكارها في مغارات افغانستان انطلاقا من القاعدة الى كل التنظيمات الارهابية الاخرى التي ترعاها دول بعينها في خليجنا العربي ومن خلفها المنظمة الصهونية الاسرائيلية .

ما تريده المرجعية العليا في توجيهاتها هو ارساء صورة روح القوة في محاربة العدو والتسامح مع المسالمين غير المحاربين بل حتى مع ذوي المحاربين لكم اذا كانوا لم يحملوا سلاحا بوجهكم وهذه دلالة واضحة على انها منهجية الرسول (ص) التي استخدمها في الحروب حيث تشير الفقرة السابعة من التوجيهات التي اصدرها المرجع السيد السيستاني حفظه الله للعراق الى ((  وإياكم والتعرّض لغير المسلمين أيّاً كان دينه ومذهبه فإنّهم في كنف المسلمين وأمانهم، فمن تعرّض لحرماتهم كان خائناً غادراً، وإنّ الخيانة والغدر لهي أقبح الأفعال في قضاء الفطرة ودين الله سبحانه، وقد قال عزّ وجلّ في كتابه عن غير المسلمين (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا اليهم إنّ الله يحب المقسطين). بل لا ينبغي ان يسمح المسلمُ بانتهاك حرُمات غير المسلمين ممّن هم في رعاية المسلمين، بل عليه أن تكون له من الغيرة عليهم مثل ما يكون له على أهله)) ولذلك نجد ان سماحة المرجع يرسم خارطة طريق واضحة لكل ابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر الذين شاركوا مؤخرا في عمليات تحرير صلاح الدين من اجل العمل على احتواء الاخرين من المسالمين في الحرب وكذلك الذين خضعوا لتلك المعارك في مناطق الصراع من المواطنين الذين لا ذنب لهم سوى انهم كانوا في وسط النار وفرضت عليهم تلك المجاميع الارهابية ولذلك فان الامام السيستاني يقول لكم الله الله في العوائل الله الله في كبار السن والاطفال والنساء ، فلا تكونوا تحت هذا الوصف بالغادرين والخائنين لرسالة الاسلام المحمدي الصحيح لأن هاتين الصفتين أقبح الافعال في دين الله وصولا الى ان تكون مرفوضة إنسانيا واجتماعيا ، ونحن نرى الى الان ان ابناء الجيش والقوى الامنية ومعهم الحشد الشعبي كانوا قمة في الانسانية والتعامل بأخلاق وروح المواطنة مع المناطق التي حرروها من يد داعش وكان دخولهم اليها وتحريرها أعطى حياة جديدة بالنسبة لساكنيها وخلاصهم من قسوة وسادية عناصر داعش التي مورست معهم طيلة الاشهر الماضية من قبل الشيشانيين والليبيين والخليجيين والمغاربة وافغان لم يعتد عليهم ابناء شعبنا الكريم وانما جاءت به سياسة المنطقة العمياء وبعض الحكام الطائفيين .   

جواد كاظم الخالصي

محرر الموقع : 2015 - 03 - 27