لِقَنَاةِ (الثَّقلَين) أَلفَضَائِيَّة عِبر خِدمة [سكَايب]؛ [نِظَامُ القَبِيلَةِ]..مُحَاصَراً
    

   نـــــــــــــزار حيدر

   ١/ فشلٌ في البحرَين، هزيمةٌ مدوِّيةٌ في اليمن، إِنهيارٌ في سوريا، إِستسلامٌ في الْعِراقِ ومصر! هذه بعض ملامح النَّتائج النهائيَّة التي حصدها نِظامُ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية بعد [٥] سنوات من السِّياسات الفاشلة التي اعتمدت الارهاب كاداةٍ من أَدوات السِّياسة الدَّوليَّة والإقليميَّة!.

   طبعاً باستثناء الحالة في الْعِراقِ اذ استمرت هذه السّياسة على نَفْسِ المنوال منذ سقوط نِظامُ الطّاغية الذّليل صدّام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣! عندما شعرت الرِّياض بأَنَّ نظاماً ديمقراطيّاً للأَغلبيَّة [الشيعيَّة] دورٌ محوريٌّ فيه، قَيد التَّأسيس.

   ٢/ أَمّا على صعيد العلاقة مع الرّاعي الاوَّل لنظامِ [آل سَعود] الارهابي الفاسد وأَقصد به الولايات المتَّحدة الاميركيَّة، فانَّ الرِّياض الآن يحاصرُها أَمران؛

   الاوَّل؛ هو قانون [جاستا] الذي يجرِّمُ نِظامَ القبيلة الفاسد باعتبارهِ المسؤول الاوَّل عن العمليّات الارهابيَّة التي شهِدتها البلاد في عام ٢٠٠١.

   الثّاني؛ هو المنهجيَّة الجديدة التي يتبنّاها البيت الابيض بشأن العلاقة مع الرِّياض والتي تقوم على أساس الدَّفع بالعاجلِ مقابل الحماية!.

   وهذان الأَمران يؤرِّقان نِظامَ [آل سَعود] كثيراً ولذلك تراهُ راكعاً ساجداً أَمام البيت الابيض لإرضائهِ بكلِّ السُّبل! لدرجةٍ أَنَّهُ لم يردّ على الاهانة التي وجَّهها لَهُ الرَّئيس ترامب عندما قال مؤخَّراً بأَنَّ هذا النِّظام لا يمتلك الّا المال الذي يجب عليهِ أَن يدفعهُ لنا! فلا عقل عندهُ ولا رأي ولا أَيّ شيء آخر!.

   لقد هزَّت هذه الاهانة حتّى الَّذِينَ لا يمتلِكونَ غيرةً أَو رجولةً! أَمّا نِظامُ [آل سَعود] فقد بلعها بالتَّغافل عنها وكأَنَّها لا تعنيه!.

   ومن أَجل أَن تبرِّر واشنطن سياستها الجديدة تجاه الرِّياض لتظلَّ تبتزَّها بصورةٍ [شرعيَّةٍ] علمَّتها كيف تردِّد معها مقولة أَنَّ [إِيران] هي الخطر الأَكبر على دُوَل المنطقة! وهذا ما قالهُ المتحدِّث باسم الأَمير الزّائر للبيت الأَبيض اليوم، بعد لقائهِ بالرَّئيس ترامب! فيما غابت [القضيَّة الفلسطينيَّة] عن التَّصريح والتي ظلَّ يُتاجرُ بها نِظامُ [آل سَعود] قرابة [٦٠] عاماً خلت إِلّا أَنّهُ تنازل عنها اليوم حتّى من باب المُجاملة أَو لذرِّ الرَّماد في العيونِ وإِستدرار عطف [الجماهير العربيَّة] التي لم يعُد يعيرها أَيَّ اهتمامٍ هذا النِّظام الارهابي الفاسد، بعد أَن حوَّلها الى حطبٍ يحترق ليلَ نهار جرّاء سياساتهِ الطّائفيَّة والعُنصريَّة التي أَشعل فيها المنطقة وعموم البلاد العربيّة!.

   إِنَّهُ يتناسى [القضيَّة المركزيَّة] للأُمَّة اليوم وكلّ قضيَّةٍ أُخرى فقط من أَجل أَن لا يُثيرَ غضب واشنطن! فليس المهمّ القضايا المصيريَّة إِنَّما المهمّ أَعصاب الرَّئيس! التي تستفزَّها طهران!.

   لنحذر سياسات [الرِّياض] الجديدة خاصَّةً إِزاء الْعِراقِ ومصر، فلم يهبط عليها وحيٌ يخبرُها بضرورة تحسين العلاقة مع بغداد والقاهرة! إِلّا أَن تكونَ هذه السِّياسة هروباً الى الأَمام واستعداداً لمرحلةٍ جديدةٍ من إِثارة الفِتَنِ! فما تشهدها الجزيرة العربيَّة من تطوُّرات أَمنيَّة خطيرة لا تُخبرنا بتغيير هذا النِّظام الارهابي الفاسد لسياساتهِ التي دامت لحدِّ الآن أَكثر من [٩٠] عاماً إِتَّسمت بالعُنف والعُنصريَّة والطّائفيَّة].

   فالحذرُ واجبٌ، وصدق أَميرُ المؤمنين (ع) الذي يصف هذا النَّوع من الأَنظمة التي جذورها إِرهابيَّة بقولهِ في عهدهِ للأَشتر النَّخعي عندما ولّاه مِصر {وَلاَ تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّ كَ لله فِيهِ رِضىً، فإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ، وَرَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ، وأَمْناً لِبِلاَدِكَ، وَلَكِنِ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكِ بَعْدَ صُلْحِهِ، فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ، فَخُذْ بِالْحَزْمِ، وَاتَّهِمْ فِي ذلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ}.

   يجب، مثلاً، مُراقبة ومُتابعة حركة كلّ [ريال] تتبرَّع به الرِّياض للنَّازحين!.

محرر الموقع : 2017 - 03 - 16