المناسبة الوطنية المغيبة..!
    
أسعد كمال الشبلي
في كل عملية سياسية يحصل التنافس والتسابق من أجل الحكم بمختلف النوايا والاهداف، وهذا لا اشكال فيه متى ماكان ضمن السياقات الدستورية والقانونية في كل دولة، لكن عندما يكون التنافس مبنيا على الغاء الآخر  وان كان خلافا للقانون، فهذا بحد ذاته يعد عهرا سياسيا ومنافسة لاترتقي لأدنى درجات الشرف.
من بين قرارات مجلس الحكم الانتقالي في العراق عام 2003 ؛ صدر قرار اعتبار الاول من شهر رجب بحسب التاريخ الهجري يوما للشهيد العراقي استذكارا لشهادة السيد محمد باقر الحكيم في هذا اليوم مع عشرات المواطنين المصلين في صحن أمير المؤمنين في الحادثة الشهيرة، وكذلك تخليدا واستذكارا لجميع شهداء العراق من ضحايا النظام البائد وضحايا العمليات الارهابية، وهذا يعد قرارا صادرا وفق القانون وملزما لجميع مؤسسات الدولة خصوصا المعنية منها بشؤون الشهداء كمؤسسة الشهداء وكذلك المؤسسات الاعلامية العراقية وخصوصا الرسمية منها كشبكة الاعلام العراقي، فهي جميعا مطالبة بتخليد هذه المناسبة الوطنية ومنحها مايليق بها من الاهتمام.
ماشاهدناه طيلة الاعوام الماضية أن هذه المناسبة المهمة تمر مرور الكرام دون اهتمام المؤسسات المعنية باستذكارها وكأنهم يبخلون على شخصية السيد الحكيم المضحية التي لولاها لما وصل جميع المتصدين الحاليين الى مواقعهم في ادارة الدولة، كأنهم يبخلون على شهداء العراق أن يكون لهم يوما وطنيا يحتفي به أبناؤهم وذويهم وشعبهم لتخليد ذكراهم ،وكأن لاقيمة للدماء التي قدموها !، أفليس هذا هو عين نكران الجميل وأي جميل !.
عادة مانشاهد مؤسسات الدولة وخصوصا الاعلامية منها تحتفي بمناسبات وطنية تخص شرائح معينة من المواطنين، كعيد الجيش وعيد الشرطة وعيد العمال وعيد المرأة وعيد المعلم، وهؤلاء يستحقون جميعا ان نحتفي بهم ولكن علينا أن نعلم أن لولا دماء الشهداء لما كان لدينا جيش نحتمي به، ولاشرطة تؤمن مدننا، ولا عمالا يبنون وطننا، ولا إمرأة تعيش بعز لنكرمها، ولا معلم يعلم أجيالنا، فكل هؤلاء مدينون للشهيد والعراق بأكمله شعبا وأرضا مدين للشهيد، فلماذا تتجاهلهم الدولة ولاتجعل من يومهم الوطني مناسبة لرد الجميل لدمائهم ولذويهم الصابرين ؟!.
دعوة صريحة لرئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب ولمؤسسة الشهداء وشبكة الاعلام العراقي لجعل هذه المناسبة هذا العام جلية ومنحها الاهتمام الذي يليق بدم شهيد المحراب الذي تناثرت أشلائه هياما في وطنه وحبا لشعبه وفداء لحرية المواطن وكرامته، ووفاء وعرفانا لدماء وتضحيات شهداء العراق جميعا وتكريما لذويهم، وتخليص الاعلام العراقي الرسمي من الهيمنة الحزبية الضيقة وتنظيفه من بقايا الخبث البعثي المتجذر في هذه المؤسسات !.
محرر الموقع : 2017 - 03 - 18