لم يعد الرقص ممكناً ... انه عصر الكرامة
    

كعربي، اشعر بفرح غامر للرد العربي السوري المزلزل على الاعتداء الصهيوني الذي وقع على تدمر ، انا لااراه مجرد رد عسكري على عدوان عسكري من طرف آخر ، انه رد عربي على حلف شيطاني حاول ترويض العرب وامتهان كرامتهم بمال عربي مستباح وسلاح صهيوني مُباح اذا كانت نتيجته استقدام راقصين جُدُد يطيب لهم محاكاة العزف الصهيوني على وقع جراح الامة ونزف دمائها

طوال سنوات من هدر المال العربي جزافاً لم يصل الغاز العربي عبر ميناطرطوس الى اوربا ليساهم في خنق روسيا ، ولم يسقط الجيش العربي السوري من معادلة الصراع العربي -الصهيوني وهاهو اليوم يعيده صراعاً عربياً -صهيونياً بعدما اسقط طائرة صهيونية وادخل سكان المستعمرات الصهيونية في فلسطين الى الملاجيء وأربك حسابات النتن ياهو ووزير حربه المتعجرف افيغدور ليبرمان ،فيما يبسط نفوذه بسلاسة على الارض السورية ويدحر الارهاب يوماً بعد آخر تزامناً مع انهياره واندحاره في العراق أيضاً مما ينبئ بعودة الوعي الى الامة وانتهاء عصرهيمنة الاعراب على القرار العربي اذا ماقيض الله عزوجل لسوريا والعراق ومصر العودة الى قيادة الامة وتأثيرها على  مشاعر العرب فلم يعد القرار قرار حكومات قدر كونه موقف شعب وكدليل على ذلك يجب ان نستذكر دائماً ان اتفاقية كامب ديفيد لم تفلح منذ اربعة عقود الى الان في تغيير وصف وموقف المصريين من اسرائيل فمازالت بنظرهم (العدو الصهيوني) ولم تتحول الى صديق ابداً.

سوريا ردّت بعنف في الزمان والمكان الذي اختارته وحددته وبالكيفية التي قدّرتها فأخرست أفواهاً عفنة اعتادت كيل المديح للجيش الصهيوني كلما اخترق حدود او اجواء بلد عربي لاسيّما اذا كان بلداً ممانعاً، الم يتحول هؤلاء الى قوّادين لاميريكا في احتلالها للعراق وممولين لحلف الناتو في تدميره لليبيا ؟؟ ومتبجحين باوهام نصرٍ على شعب اعزل كالشعب اليمني الابي والشجاع الصابر تحت وابل قصف طائرات الـF16 التي لاتحلق ولاتقصف ولاتحارب الا بضوء اخضر امريكي ؟؟!!  فهل تغيرت المعادلة ؟؟ هل انقلب السحر على الساحر؟ استطيع الاجابة بفم ممتلئ بالبهجة ، نعم لقد تغيرت المعادلة وازدادت قوة الرفض للتقارب الصهيوني من اعراب اميريكا وافتضحت الاسرار بسقوط الاقنعة وصرنا على يقين ان خنادق اسرائيل المتقدمة في بلاد العرب ستُطمر فقد باتت بلاغطاء وانكشف ظهر المتسترين عليها يوم شدوا الرحال حاكماً بعد حاكم اذلاء صاغرين صوب البيت الابيض لتسديد فاتورة حمايتهم التي لم يعد بوسع اميريكا وربيبتها اسرائيل توفيرها لهم بعدما عجزوا طيلة عقود من الزمن ان يثبتوا انهم عكس ما تعلمه عنهم الشعوب العربية من كونهم ليسوا سوى خدم للسيد الامريكي !

نعم اننا في عصر الكرامة وفي عصر الكبرياء ويبدو ان من خُلِق من طين الكرامة لن يقترب ابداً ممن لايعرف غير المهانة والتذلل طريقاً للبقاء وامثال هؤلاء حرم الله عليهم ان يشموا ريح الجنة فقد ورد في الاثار الشريفة ان الديوث لايشم ريح الجنة واي ديوث اشنع ممن يداهن العدو ويموله ويخدمه لقتل اخيه !!!؟؟؟

لم يعد الرقص على الجراح ممكنا....انه عصر الكرامة .

 

صادق الحسناوي

محرر الموقع : 2017 - 03 - 21