عندما يصبح الفقر مقصلة الشعوب!
    

ضحى العنيد

عندما يصبح الإنسان عاجزا غير قادرا على توفير ابسط سبل المعيشة، أو الخدمات الأساسية لعائلته، فيجد الصعوبة في حل المشاكل الاقتصادية الخاصة بهم مهما كانت بسيطة، فيأخذه اليأس، وتمزقه الحيرة، فيكون هذا الإنسان هو عنواناً صارخاَ وحقيقياً للفقر.

قال يعسوب الدين علي بن أبي طالب (عليه السلام) " لو كان الفقر رجلاً لقتله"

الفقر آفة الشعوب، وممزق الأسر، ومحطم الأحلام، ولا دين له، لا يعرف الرحمة، صفات كلها أطلقت عليه، حيث يولد الفقر من عدم توفر الحساب الكافي للأسرة، بما يسد نفقاتهم المعيشية، ولا يرتبط الفقر بقله الدخل والعوز فقط، بل له سلبيات كثيرة ومؤثرة، حين ترافقه المشاكل الاجتماعية الأخرى، مثل التفكك الأسري، بالإضافة الى الإمراض النفسية والاكتئاب، الذي يصيب الفرد وتكون له تأثيرات عديدة على المجتمع، فقد يضطر الفرد بسببه أن يسرق، أو يرتكب الجرائم في سبيل توفير متطلبات لأطفاله وعائلته.

 إن تأثير الفقر على المجتمع يخضع لمعاير خاصة ومهمة، ولابد من وجود الحلول لها، لضمان السيطرة على نسبة الفقر في البلاد، التي أصبحت 30% خلال هذا العام، حسب وزارة التخطيط العراقية، ومنها ضمان الرعاية الصحية و التعليم، ويمكن قياس الفقر من خلال نقص الخدمات المتعلقة بهما، ومن أسباب تفشي الفقر، عدم وجود الفرص الوظيفية  التي تدر الدخل على الإفراد خاصة الخريجين، لغياب الخطة ألاقتصاديه، التي تضعها الدولة لتامين ظروف جيدة للمواطنين.

 غياب المعيل لدى الكثير من الأسر؛ بسبب ما يواجه البلد من المعارك، والتفجيرات الإجرامية، وعدم اهتمام الدولة بذوي الشهداء، قد ساعد في رفع مستوى الفقر في العراق، وساعدها بذلك التراجع الاقتصادي للبلاد، فأعطى الحجة للدولة من اجل التقشف، وإهمال الكثير من المشاريع التي تخدم المواطن، وقبول الإفراد بالفقر كواقع، لعدم السعي الحقيقي للحكومة الى تحسين ظروفهم الحياتية، وأيضاً عدم وجود تخصصات علميه و أكاديمية، لدراسة المسببات ووضع الحلول.

أخيراً لنعمل جميعا لمساعدة الفقراء، لأننا دولة غنية، ويعيب علينا أن نشاهد المحتاجين يعيشون حياة يرثى لها، دون حلول، من خلال إصلاح سياسات الدولة الاقتصادية، وتحسين مستواهم المعيشي، وفرض الرقابة على أسعار السلع، واستغلال ثروات البلاد بما يخدم الناس، وجدية العمل لرفع مستواهم الاقتصادي.

محرر الموقع : 2017 - 05 - 16