إنتبهوا... هكذا تُسرَق أموالكم من بطاقة الإئتمان
    

رَكنَت السيّدة شلالا سيارتها مقابل مصرف لبنان في جونيه وبدأت تتسوّق من المحالّ التجارية المجاورة. دخلت إلى محلّ لشراء نظّارات وبعدما اختارت ما تريده أخرجَت محفظتها من حقيبتها المعلّقة على كتفها لتسحبَ بطاقة ائتمانها. لكنْ ولدى تمريرها في الماكينة لم تحصل البائعة على موافقة ولا على إجابة، فكرّرت المحاولة بلا جدوى. في المقابل لم تتلقَّ السيّدة شلالا أيَّ رسائل من مصرفها، كما جرَت العادة، عبر هاتفها الخلوي. وبعد أكثر من خمس محاولات باءَت كلّها بالفشل، سحَبت البائعة ورقةً بيضاء من الماكينة، وعندما طلبَت السيّدة الاطّلاع عليها، قالت لها البائعة إنّها أوراق خاصة بجردة الحساب ولا علاقة لها بمحاولات السحب، فلم تُصرّ. طلبَت البائعة من السيّدة شلالا التوجّه إلى محلّ ملاصق لمتجرها يعود للمالك نفسِه، وذلك للمحاولة من هناك، فحملَت السيّدة بطاقة الائتمان وتوجّهت إلى المتجر حيث نجحَت في سحب المبلغ المطلوب من المحاولة الأولى، لتعودَ أدراجَها وتأخذ النظارات بعد إعطاء الوصل للبائعة.

ثمّ انتقلَت إلى متجر للألبسة والأحذية مؤلّف من طابقين، ملاصق للمحلّين السابقَين. وخلال جولتها، دخلَ شابّ وفتاة في العشرين من العمر، حيث بدا الشابّ ضعيفَ البنية وملامحُه "هِيبيّة" مع شعر طويل "Earrings" وتوابعها... إقترَبا من السيّدة أكثرَ من الطبيعي، علماً أنّ المتجر فارغ من الزبائن لدرجة أنّهما دفعاها من كتفها، لكنّها فضّلت الترَيّث وانسحبَت بهدوء لتجلسَ على كرسي محاولةً تجربة حذاءٍ اختارَته، واضعةً حقيبتها الجلدية قربَها.

فما كان من الفتاة إلّا أن اختارت هي أيضاً حذاءً وجلسَت قربَها واضعةً حقيبتها الجلدية الصغيرة (بحجم الـ Pochette) ملاصقةً تماماً لحقيبة السيّدة شلالا التي تخبر: "حاولت الفتاة إلصاقَ محفظتها الصغيرة بحقيبتي على رغم أنّ الكرسي طويل ويمكنها وضع حقيبتها قربَها، لكنّها لم تفعل، الأمر الذي أثارَ ريبتي فالتقطت حقيبتي وأعدتُها الى كتفي ثمّ انتقلت لرؤية الألبسة، وقد غادرَ الشاب والفتاة. وعندما توجّهت إلى الصندوق لأحاسبَ بواسطة بطاقة الائتمان نفسِها فشلَت البائعة أيضاً في سحبِ المبلغ لكنّها نجحت بعد محاولات عدة".

ماذا حصل؟

 

هنا تبدأ الحكاية، عادت السيّدة شلالا إلى منزلها، ولمّا تفقّدَت هاتفَها وجدت رسائلَ عدّة من مصرفها تبلِغها عن عدد متتالٍ من السحوبات تمّ خلال فترة بعد الظهر، لكنّ المفاجأة أنّها لم تسحب سوى مرّتين، ليتبيَّن أنّها تعرّضَت إمّا لعملية احتيال أو لقرصَنة بطاقة ائتمانها، حيث أدركت أنّ عملية السحب تمَّت عبر الإنترنت من خلال سحب داتا المعلومات من بطاقتها، علماً أنّ ذلك قد يكون تمّ عبر طريقتين:

1- إمّا Scanning لبطاقتها وهي الفرضيّة الأكثر واقعية بعدما اقتربَ منها الشابان داخلَ المتجر وتحديداً عندما حاولت الفتاة إلصاقَ حقيبتها الصغيرة بالحقيبة الجلدية الكبرى.

 

محرر الموقع : 2018 - 08 - 22