قَرن مِن زمن مولد «أحمد ديدات Ahmed Deedat»
    
محسن ظافر آل غريب 
 
 
 
قَرن مِن زمن مولد «أحمد ديدات Ahmed Deedat» في تادكهار فار بإقليم سُراط بالهند لأبوين مُسلمين؛ حسين كاظم ديدات وزوجته فاطمة، في 1 تُمُّوز 1918م، ، كان والده يعمل في الزّراعة وأُمُّه تعاونه، هاجر عام 1927 ليلحق بوالده لدى بلوغه 9 سنوات مِن عُمره، مع عائلته إلى جَنوبيّ إفريقيا، في الـ16 مِن عُمره بدأ أوَّل عملٍ له كبائعٍ في مَتجر. عام 1934م أتمَّ المرحلة الإبتدائية، ثم قرر أن يعمل لمساعدة والده في دُكّان بيع الملح وانتقل للعمل في مصنع للأثاث وأمضى فيه 12 عاماً وصعد سلم الوظيفة في هذا المصنع مِن سائق ثمَّ بائع ثمّ مُدير للمصنع. لم يتلقَ تعليماً دينيّاً رسميَّاً كاملاً. سُخرية بعض زملائه الذين تأثروا بالبعثات التبشيريَّة مِن زواج الرَّسول مِن عدَّة نساء، أثارت فيه الغيرة فعمدَ إلى اقتناء نسخة مِن القُرءان باللُّغة الإنجليزيَّة ونسخة مِن الإنجيل، ليبدأ التعلم الذاتي، أعانه على ذلك ذاكرته وحديثه الشَّيّق، اللَّذان أكسباه شهرة واسعة عند الجَّالية المُسلمة في جَنوبيّ إفريقيا. والتحق بالكُليَّة الفنيَّة السُّلطانيَّة درسَ الرّياضيّات وإدارة الأعمال، تزوَّج «حوّاء» وأنجب ولدين وبنتاً. كان يقول: 
"إنني أُحبُّ أن يتذكَّرني الناس كرجُل بسيط يبيع الأثاث".
“أنا مُسلم والإسلام دين كامل لكنني لستُ إنسانًا كاملًا. إن أرتكبت خطأ فلا تلوموا الإسلام لكن لوموني أنا”. 

تعرَّفَ على شاب نصراني جعله يُقرّر دراسة الأناجيل، والتفقه في عُلوم القُرءان والدِّين. استهته مُقارَبة الإبراهيميَّة العهدين القديم والجَّديد اليهوديَّة والمسيحيَّة ومِسك ختامها الإسلام. عام 1959م ترك الأعمال التجاريَّة وتفرَّغ للدَّعوة للإسلام والرَّد على الشُّبهات المُتعلّقة فيه، 
 
تعمَّقَ في دراسة الكُتب المسيحيَّة واليهوديَّة باللُّغتين الإنجليزيَّة والعربيَّة ليُقرر ولوج المُناظرات مع علماء الأديان الأُخرى. اُطلِقت عليه الألقاب مِثل: ”الرَّجُل ذو المَهَمَّة” و”فارس“. 
أسس معهد السَّلام لتخريج الدُّعاة والمركز الدُّولي للدَّعوة الإسلاميَّة في مدينة ديربان بجنوبيّ إفريقيا مطلع مُنتصف القرن الماضي. اُشتهر بمُناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال كلارك وجيمي سواجارت وأنيس شروش ولهذه المجهودات مُنح جائزة الملك فيصل العالميَّة لخدمة الإسلام عام 1986م بالمشاركة. 
غلبت على أسماء كُتبه التساؤلات، كُتيّبه الأوَّل "ماذا يقول الكتاب المُقدس عن محمد ؟ What the Bible Says about Muhummed" (طُبع مِنه أكثر من 300 ألف نسخة)، وأصدرَ كُتب المُقارَنة بين الأديان. 
أسلم على يديه عشرات الأُلوف حول العالَم. د. ذاكر نايك أشهر داعية إسلاميّ في العالَم أبرز تلاميذه. أُصيب بمرض السُّكَّري في الثلث الأخير مِن حياته لكنه ظلَّ يبذل نفس الجَّهد في الدَّعوة ولم يكترث بتداعيات المرض. أُصيب بجلطة في المُخ أثرت على صحته بشكلٍ كبير واستمرَّ في الدَّعوة والمُناظرات. في نيسان 1996م بعد عودَتِه من أستراليا أُصيب بجلطة شلته تمامًا في الفراش وداومَ على الرَّد على الرَّسائل مِن خلال حركة عينيه يومىء تجاه لوحة حروف الهجاء يُشير إلى الحرف الذي يقصده وكان ابنه يُسجّل تلك الرُّدود. 
أوصى في اللَّحظات الأخيرة لحياته «أُوصيكم أيُّها المُسلمون بالتوحد خلف راية لا إله إلّا الله محمد رسول الله، اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا». 
تُوفي يستمع إلى القُرءان صباح يوم الاثنين 3 رجَب 1426هـ 8/ 8/ 2005م، وتُوفيّت زوجته بعده بعام يوم الإثنين 28/ 8/ 2006 عن عُمر 85 سنة. 
 

 

محرر الموقع : 2018 - 08 - 10