العبادي والخطأ القاتل
    

لا شك ان العبادي اخطأ خطئا كبيرا قاتلا بحق نفسه اولا وبحق الشعب العراقي بقراره السريع  المتسرع الذي اعلن فيه التزامه بالعقوبات التي فرضها الرئيس الامريكي ترامب على الجمهورية الاسلامية الايرانية

اي نظرة موضوعية للدوافع والاسباب التي دفعت العبادي الى اتخاذ مثل هذا القرار السريع والمتسرع  يتضح لنا بشكل واضح انه يريد ان يظهر انه رجل امريكا الاول في المنطقة من خلال الاسراع في اعلان الالتزام والتمسك به  وبذلك يسجل سبقا في اعلان التأييد والمناصرة للعقوبات الامريكية على الجارة ايران انه سبق العوائل المحتلة للخليج والجزيرة البقر الحلوب    اعتقد انه يعلم وكل العالم يعلم ان قرار ترامب جاء لتحقيق رغبة هذه البقر مقابل ان تزيد وتسرع في درها من ذهب ودولارات فهل يريد ان يجعل من نفسه بقر حلوب  اخرى ام انه يريد ان يرضي ترامب ليمنحه رئاسة الحكومة العراقية مرة ثانية ام يريد ان يطمئن ال سعود بانه معهم في مواجهة ايران اعتقد انه واهم فالعراق غير الجزيرة والشعب العراقي غير ابناء الجزيرة كما انه غير مؤهل ان يلعب اي دور بدون  القوى الشعبية العراقية وايران

العراق وايران منذ القدم ارضا واحدة وشعبا واحد وتاريخ واحد ما يصيب  العراق من خير وشر يصيب ايران كما ان هذه الارض لا تنهض ولا تعطي خيرا الا اذا توحدت وتقاربت ايران والعراق والعكس تماما لهذا نرى اعداء الحياة والانسان في كل التاريخ سواء الفئة الباغية بقيادة ال سفيان او امتدادهم  الوهابية الظلامية بقيادة ال سعود الخطوة التي يخطوها هو فصل ايران عن العراق ووضع جدار من النار بينهما هكذا تمكنوا من احتلال العقل وقتل روح التجديد والتغيير والابداع واخماد اي اشعاع حضاري وعلمي وثقافي في المنطقة وبالتالي سهل لهم فرض العبودية والبداوة والجهل والفقر على الناس وهذا ما حدث في كل التاريخ فكل العلماء والمفكرين وكل الحركات السياسية والفكرية ولدت ونشأت في هذه المنطقة التي اسمها العراق وايران  وكلها ذبحت على يد اعراب الصحراء

فلم تنشأ اي حركة فكرية سياسية علمية فلسفية ولم يولد  اي مفكر عالم انسان في الصحراء واعرابها نعم نشأت الحركات الوحشية التي هدفها تدمير الحياة وذبح الانسان حركة الخوارج داعش القاعدة   واكثر من 244 منظمة ارهابية ظلامية هدفها تدمير الحياة وابادة الانسان ونشر الظلام والجهل والعنف

من هذا يمكننا القول ان الهدف من قرار السيد العبادي جاء ارضاءا  لبقر ترامب ال سعود ومن حولها وتحقيق رغبة ال سعود ببناء سد بين ايران والعراق لكنه نسي ان هذا السد لا يحقق الرغبة المطلوبة في عصرنا  عصر الثورة العلمية والتقنية عصر التقدم الهائل في الاتصالات لان الاعراب يخشون الافكار التي تطلقها العقول الحرة المنيرة المتنورة والسدود مهما كانت من نار من حديد من حجر لا تمنعها  من الوصول الى اي مكان من العالم

انا على يقين ان قرار العبادي المتسرع بمناصرته للعقوبات الامريكية على ايران والتزامه بها احرج ترامب لان ترامب  شعر ان قراره كان رد فعل انفعالي لهذا اخذ يبحث عن مخرج فأسرع الى دعوة القيادة الايرانية الى الحوار وانه مستعد اللقاء مع القيادة الايرانية في الوقت والمكان التي تحدده وبدون اية شروط

الا ان القيادة الايرانية رفضت ذلك الا بعد ان  يلغي ترامب تهديداته ويلغي قرار العقوبات التي فرضها على ايران  ويلتزم بقرار الاتفاق النووي بين ايران والامم المتحدة ومن الممكن ان يتراجع عن كل ذلك لانه يعلم علم اليقين ان ايران ليست كصدام ولا القذافي ولا حتى كوريا الشمالية  ايران شعب حضارة وقيم انسانية سامية لا يعرف الخضوع ولا الاستسلام كما ان ترامب يعلم علم اليقين ان الانسان الذي يستشهد في سبيل كرامته انسانيته يصرخ صرخة علوية فزت ورب الكعبة ليس من السهل الانتصار عليه  مما جعله ان يتجنب المنازلة مع ايران بكل الطرق حتى تهديدات ترامب ضد ايران اثبت ان الغاية منها حلب المزيد لبقره ال سعود حتى يجف ضرعها وكما قال لها اي للبقر البقرة التي يجف ضرعها سيقوم صاحبها فذبحها فانا على يقين ان ذبح  هذه البقر سيكون على يد صاحبها طبعا الأن ساسة البيت الابيض

نعود الى صاحبنا السيد العبادي رئيس الحكومة العراقية  يظهر ان دواعش السياسة وثيران العشائر ومجموعة الجهلة والثيران الذين احاطوا به من كل الجهات وحجبوا الرؤية عنه  حتى اخذ يطرب لمعزوفة ايران برة برة التي عزفتها مجموعة الجهلة والثيران وربما فكر ان يكون بطل قادسية ثالثة وقعقاع  ثالث طالما البقر الحلوب مستمرة في درها يمكنها ان تخلق قادسيات وقعقاعات بشكل مستمر وحسب الطلب

والهدف معروف حرق المنطقة وشعوبها وقعقاعها وما حدث  للمنطقة وشعوبها وصدامها الدليل الواضح والبرهان الساطع

كان المفروض بالسيد العبادي ان يركن الى اهل العقل ويتصل  بقادة ايران وقادة امريكا ويوضح وضع العراق محاولا تهدئة الطرفين ويعلن نفسه وسيطا  لحل الازمة واعتقد ان هذا الموقف سيرضي امريكا وايران وهذا الموقف ما يتمناه ترامب وما تتمناه القيادة الايرانية

مهدي المولى

محرر الموقع : 2018 - 08 - 14