متابعات كاتب ...
    
محسن ظافر آل غريب 
 
سياحة لا دينيَّة
-------------
 
مُنذ أواخر ستينات القرن الماضي، المُفكر الطَّبيب عالم النفس المالطي Edward de Bono (مواليد 19 ماي 1933م)، اعتمدَ نظرية استعمال التفكير الإبداعي (1967) introduced the term "التفكير الجّانبي Lateral Thinking" لثيمات "الإبداع" لإيجاد حلول لمشاكل النهج المنطقيّ في "التفكير العمودي Vertical Thinking " الذي اعتمدَ المنطق التقليديّ الذي لا يتماهى بشطحات الأحلام. بواقعيَّة رفضَ رئيس أوروغواي السّابق José Alberto Mujica Cordano (مواليد 20 ماي 1935م)، الذي اُطلق عليه لقب “أفقر رئيس في العالم”، الحصول على راتبٍ تقاعدي. آنَ نشرت مجلة “Forbes” الأميركيَّة أجر مُمثلة هُوليود Scarlett Johansson، بدخل سنوي بلغ 40.5$ مليون دولار.
 
 Matthew Abram Groening تُلفظ ˈGreɪnɪŋ (وُلدَ مُنتصَف شباط 1954م) رسّام كرتون أميركي، مُنتج تلفزي، بديع شخصيات مُسلسل الرّسوم المتحركة «عائلة سيمبسون The Simpson family، أوَّل مُسلسل جديد له مُنذ 20 عاماً لشبكة «Netflix» هذا الأسبوع. قصة المُسلسل «Disenchantment» حول أميرة وقزم وشيطان في عالم من العصور الوسطى بـ«أرض الأحلام» الأشبه بعِراق ألف ليلة وليلة. 
 
في 13 تُمّوز 1958م عادَ يونس بحري إلى بغداد، للعمل في إذاعة العراق بعد شهرة في إذاعة برلين حملت صوته يومياً يهتف: «هنا برلين، حي العرب». وفي اليوم التالي اُعتقل في سجن أبو غريب. يروي في مُذكراته (الصّادرة عن الدار العربية للموسوعات)؛ التمسَ مِن الضّابط السّماح له بتناول «ساندويتش»، فرفس هذا رُزمة مِن الساندويتشات ببسطاله قائلاً «اخرس يا خائن. يا ذَنَب العهد البائد. كُنا ونحن في السّجن أكثر اطمئناناً مِن أيّ فرد في الخارج. فقد تساوى في الهلع والفزع المدنيون والعسكريون، وزالت الثقة تماماً بين العسكريين والمدنيين واندثرت معالمها، وحلَّ محلها التنكر والحقد والكراهية». حاكم السّجن عريف رسن. بعد 7 أيام رُقّي رسن إلى رئيس عُرفاء فنادى بحري على المُعتقلين لتقديم واجب التهنئة إلى رسن. وكلف بحري من قبل الرفاق أن يسأل رئيس العرفاء ماذا يريد كهدية، فأجاب رسن ضاحكاً «بابا جم فلس وخلصونا». وبعد التهنئة انتحى البحري بعريفه جانباً وروى له قصة عريف Bautista الذي أشعل نيران الثورة في كوبا، وحكمها 10 أعوام. وطرب رسن للفكرة، وهمس في أذن بحري: إذا كان Bautista عريفاً وفعل ما فعل، فكيف بي وأنا رئيس عرفاء؟ يكتب يونس بحري: «قلت له، يا ريِّس، إنك تتمتع بجميع الصّفات التي تؤهلك للحكم. فالذي يستطيع أن يحكم هذا العدد الضَّخم مِن رُؤساء الوزارات، والوزراء والأعيان والنوّاب والصّحافيين، ويرضيهم ويونسهم، ألا يستطيع أن يحكم هذا الشَّعب الذي كان هؤلاء يحكمونه مُنذ 38 عاماً؟. وراح كُلّ عريف يعتني بهندامه ويُمعن في تلميع أزراره النحاسيَّة وحذائه». طفقَ الجُّنود والعرفاء يتفرَّجون على راوي صعود Bautista من خَلَـل الأسلاك. وبعد ظهر ذلك اليوم نادى آمر السّجن على البحري وأمره بمُرافقته إلى مكتب العقيد عبدالسَّلام عارف وزير الدّاخليَّة. وعندما رآه أمامه قال له: سيادتك لم يجلس أحد خلف هذا المكتب إلّا وكان شُؤماً عليه. وعدّد له الأسماء مِن رشيد عالي الگيلاني إلى سعيد قزاز. فامتقع لونه وشاهدت شفته العُليا ترتجف، وراح يتطلَّع إلى الطّاولة تطلّع الرَّجُل الذي صدقت أذناه ما سمع. وهكذا ربحتُ الجَّولة الأُولى مع الرَّجُل الذي غيَّرَ كرسيَّه فوراً، وأشار إلى كُرسي آخر وقال بصوت مُرتعش: «اجلس». 
 
منذر عبدالحر بدأ حياته شاعرا في البصرة التي ولد فيها عام 1961 ومنها بدأ نشر قصائده منذ عام 1979 في صحف بغداد التي انتقل اليها ليكون اسما متميزا أهله للوصول إلى مكانٍ عال، ليصبح عضوا في المجلس المركزي لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين. وما لبث أن أصدر روايات جادة، رغم أن اختصاصه الدراسي بكالوريوس إعلام، حيث يشغل الآن منصب مدير تحرير إحدى الصحف.. صدرت له المجاميع الشعرية «تمرين في النسيان» و«قرابين» و«قرابين العش الذهبي» ضمن إصدارات بيت الشعر الفلسطيني في رام الله، وكذلك «شجن» و»على حصان خشبي» و»أعمل الآن قرب مقبرة»، فضلا عن مجموعة «صديقي الأمل»، ثم أصدر روايات «زائر الماء» و«طقوس الإثم» و«غناء سري»، بالإضافة إلى كتاب في القراءات النقدية حمل عنوان «غناء الجرح في فضاء المعنى»، وكتب في المسرح فكانت له مسرحيتان من المونودراما، الأولى بعنوان «أعشاش» عام 1995 والثانية بعُنوان «غرقى» عام 1996م، إضافة إلى أنه كتب للتلفزيون مسلسلا من 30 حلقة عرض في قناة «الحرية» الفضائية، وكتب عشرات التحقيقات الصَّحافيَّة المتنوعة، نشرت في الصُّحف والمَجلّات العراقيَّة والعربيَّة. في حين نحو 350 صحيفة وموقع إعلامي أميركيّ أمس الأوَّل في حملة موحدة تستهدف الردّ على هجمات مُتواصلة شنها السّمسار دونالد ترمب ضدّ الصَّحافة؛ يتهمها بنشر «الأخبار الكاذبة»، ما جعلها «عدوَّة للشَّعب الأميركي». فقادت صحيفة «The Boston Globe» الهُجوم، نشرت افتتاحية بعُنوان «الصَّحافيون ليسوا الأعداء»، جاء فيها: «لدينا اليوم في الولايات المُتحدة رئيس ابتكر تعويذة مفادها أنّ أهل الصَّحافة الذين لا يؤيدون بشَكلٍ سافر سياسات الإدارة الأميركيَّة الراهنة هم «أعداء الشَّعب» (…) وهذه واحدة مِن أكاذيب كثيرة يلقي بها هذا الرَّئيس، تماماً مِثل مُشعبذ عفا عليه الزَّمن يرمي الثرى السّحري على الحشد»! ولم يغب عن افتتاحية الصحيفة تذكير ترمب بأنّ «عظمة أميركا في الصَّحافة الحُرَّة في الجَّهر بالحقيقة أمام القويّ»، وبالتالي فإنّ وصم الصَّحافة بالعداء للشَّعب أمر «لا ـ أميركي، بقدر ما هو خطير على اللُّحمة المدنيَّة التي تشاركنا فيها على امتداد قرنين ونيف». 
 
لا يُصدِّق الإنگليز جُلَّ ما يقوله وزراؤهم. لكن كثيراً مِنهم صدَّق رواية امرأة إنگليزيَّة ذهبت لزيارة أخيها في الهند، ورأت هناك أرنباً سائباً في حالٍ يُرثى لها من الجُّوع. حملته إلى انگلترا، هربته عبر الگُمرگ خلافاً للتعليمات. لكن الأرنب أخذ يعاني مِن الطَّقس الإنگليزي والأكل الإنگليزي. فساءت صحته وفقد شهيته ولم يعد يأبه بما تقدمه له مِن طعام. حملته إلى الطَّبيب البيطريّ لفحصه ومُعالجته. سألها البيطريُّ عن عِلته، فراحت تروي له عن أعراضه، لم يعد يعبأ بما تقدمه له من طَعام الأرانب: الخس والجزر... ونحو ذلك. لكنه يفضل اللّحوم والأجبان. سألها البيطريُّ: مِن أين جئتِ به؟ قالت: مِن دُكان الحيوان في Battersea. قال لها: إنك تكذبين، فهذا الحيوان ليس أرنباً إنما شِبل أسد مِن الأنواع المُستوطنة الهند. 
 
صدر عن دار "سطور" ببغداد كتاب "الدّكتاتور بطلاً" للباحث رياض رمزي المُقيم في لندن منذ 40 عامًا، ورُغم غربته المُستطيلة تحرّى التحوّلات السّياسيّة والاجتماعيّة والنفسيَّة لمُجتمعه العراقي، ووَضعَ دراسة ضافية عن "الاقتصاد السّياسي للمواكب الحُسينيَّة"، وأنجز كتابًا حمل عُنوان "الدّكتاتور فنانًا" رصد المُستبدِة صدّام. اعتداد صدّام الآثم بأوهام الأحلام، يتراءى في مصادر أجنبية أفاد مِنها الباحث، مِنها "26 يومًا مع صدّام لـChris Ford ، و "استجواب الرَّئيس" لـJohan Nixon. صدّام بكى في كابوس فرار ابنتيه مع زوجيهما فقال:"أشتاق إليهما. أنا أحبّهما كثيرًا".
 
 
قَرنٌ وعَقدٌ على مولِد الرُّوائي الإيطالي تشيزرِه باﭬيزِه Cesare Pavese، في 9 أيلول 1908م، المُتوفّى مُنتصَف القَرن الماضي في مِثل هذا اليوم 27 آب 1950م، اُعتقل عام 1953م بتهمة مُناهضة الفاشيَّة وأمضى عاماً في المُعتقل. عام 1946م انضمَّ إلى الحزب الشُّيوعي. وعندما زارَ  العاصمة روما اُستدعي للتجنيد في الجَّيش الفاشي، وسُرّح بعد نصف عام أمضاه في المُستشفى العسكرى لأصابته بالرَّبو، وعرَجَ إلى Turin فوجدَ الألمان احتلوا الشَّوراعَ وأصدقاءه شكّلوا مجموعات لمُحاربة الألمان، فهرب إلى الجّبال القريبة من مدينة Casale Monferrato ولم يشارك في القتال. 
 
ساهمَ في تبني الأساطير Mythology الإيطاليَّة والواقعيَّة Realism (arts) الإنكَلو- أميركيَّة في الأدب الإيطالي وحازَ جائزة “ Strega Prize ” (أعرق وأرقى الجَّوائز الأدبيَّة الإيطاليَّة) عن روايته La Bella Estate. المرأة الثانية في حياته القلقة، المُمثلة الأميركيَّة  Constance Dowling، التقاها عام 1947م هجرته راجعة إلى بلادها لينتحر بجرعة كبيرة من حُبوب Barbiturate المُنوِّمة. 
 
مَن ينتقد الزُّمّار عليه ان يتحكَّم بالإيقاع He who pays the piper can call the tnue. إرثه مجموعات شعريَّة وسِيَر سَرديَّة، مِنها: رواية «الرَّفيق» بطل الرّواية «بابلو»، شاب مِن الطَّبقة البرجوازية محدود الثقافة لا يحب العمل. سُمّي بهذا الاسم لأنه عازف غيتار، في Turin، مسقط رأسه، لكنه كان يعاني من المشاكل الوجوديَّة في تلك الفترة، بين الحرب الأهليَّة الإسبانيَّة والحرب العالميَّة الثانية، حاول شَغل الفراغ والنقص الآيدلوجي الذيْن سببا له الضَّياع. غادر Turin، إلى روما، فوجدَ الفوضى ليعودَ إلى مدينته. 
 
صدرت عن "منشورات المُتوسط" في Milano روايته "الصَّيف الجَّميل" عام 1940م، مُترجمة للعربيَّة، تقع في 144 ص قطع مُتوسط. بطلة الرّواية «جينيا»، فتاة ساذجة تجتاز المُراهقة، تعمل في محل خياطة، تُصاحب «أميليا،» الأكبر مِنها عُمراً، والأوسع خبرة في العلاقات الاجتماعيَّة، تعمل «موديل» للرَّسامين.
 
 
علي الوردي كتاب الاحلام بين العلم والعقيدة عدد الصفحات:408 صدر عن: دار الوَرّاق. البدائيُّ بسيط في “اليقظة Vigilance والحُلم Dream”. قبل فرويد 3 مدارس في تفسير الأحلام، الأولى: تغشي المنام الشياطين والآلهة وأنباء الغيب، المدرسة الرّواقيّة والصّوفية إذ الإنسان فريسة لشهوات ذوات النظريّة الماديّة: 
https://ar.wikipedia.org/wiki/الأحلام_بين_العلم_والعقيدة_(كتاب) 
https://sbr67.wordpress.com/2012/02/04/قراءة-في-كتاب-الأحلام-بين-العلم-والعقي/
الصَّحافي سلام الشَّماع كتابه من وحي الثمانين. يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن 10 أعوام عاشها مع علي الوردي كانت بمثابة مائة عام، عايشه تاريخاً ممتداً، تحدث فيه معه عن طفولته، شبابه ودراسته، ودخوله العراق كفاتح علمي أراد نقل المجمتع البدوي إلى مجتمع مدني يحكمه القانون في أوائل الخمسينات، حدثني عن تحوله الفكري في بيروت حين ذهب لدراسة البكالريوس، بعد أن كان قبلها بسنين يقف في الحضرة الكاظمية شاعراً مفوهاً في المناسبات الدينية، ثم انتقالته الفكرية حين دخل جامعة تكساس لنيل الماجستير والدكتوراة، وكيف أن رئيس الجامعة انتدبه لينيب عنه بإلقاء محاضرة في جامعة نيويورك، كرمه على اثرها عمدة نيويورك آنذاك، حدثني كيف عاش وتعايش مع الأنظمة السياسية المتعاقبة على العراق. شاءت الأقدار أن أرافقه أيام مرضه الأخيرة، حين أصيب بسرطان المرارة أدّى لوفاته، خططت شخصياً لعلاجه خارج العراق ونجحت ولله الحمد بمساعدة بعض الأخوة لنقله إلى الأردن للعلاج، وسوف أورد قصة علاجه في هذا الكتاب، لكن لسوء الحظ كان المرض استشرى في كل جسمه، فعاد الوردي إلى العراق بعد إجراء عملية فاشلة في عمّان، يقضي آخر أيامه في بيته بالأعظمية حتى وافته المنيَّة. محمد عيسى الخاقاني كتاب مائة عام مع الوردي/ الطبعة الثانية 2013/ الناشر دار الحكمة/ اصدار المركز الثقافي العراقي لندن.
محرر الموقع : 2018 - 08 - 17