ھل 2020 ھو أسوأ عام على الإطلاق؟
    

على الرغم من كل الاخبار السيئة منذ بداية عام 2020 ،التي قد تجعلنا نظن بأن العام 2020 ھو الأسوأ على الإطلاق، إلا أنه ليس كذلك بالفعل، حيث واجه البشر العام الأكثر سوءا على الإطلاق عبر التاريخ.

فبحسب الباحثين في جامعة ھارفارد، فإن العام 536 قبل الميلاد، ھو المرشح الرئيسي لأسوأ عام في التاريخ المسجل بأكمله، حيث سقطت أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا في 18 شھرا من الظلام الدامس بسبب الضباب الغامض.

وتسبب في تساقط الثلوج في الصين، وتلف المحاصيل على مستوى القارة، وأدى إلى الجفاف الشديد والمجاعة والأمراض في معظم أنحاء نصف الكرة الأرضية الشمالي.

ويقول الباحثون إن ذلك العام الكئيب كان سبب الانفجار الكارثي لبركان آيسلندا، وكان فأل شؤم عن قرن قاتم من المعاناة والموت.

وقال مايكل مكورميك، عالم الآثار في جامعة ھارفرد والمؤرخ المتخصص في العصور الوسطى، لـ"مجلة ساينس" إن العالم لم يظھر علامات الانتعاش من تلك الحقبة التاريخية البائسة إلا مع بداية عام 640 قبل الميلاد.

وكانت الآثار المناخية لتلك المرحلة التاريخية شديدة لدرجة أن درجات الحرارة في صيف عام 536 قد انخفضت إلى ما بين 5.1 درجة مئوية و5.2 درجة مئوية، ما أدى إلى بدء أبرد فترة خلال 2300 عام الماضية.

وأدى الدمار الدولي الذي أحدثه الضباب الغريب إلى ظھور "العصور المظلمة"، وھي العبارة التي استخدمت للإشارة إلى تلك الفترة المشؤومة.

وظلت أسباب ھذا الحدث لغزا للعلماء منذ اكتشافه لأول مرة عبر تحليل حلقات الأشجار، التي كشفت أن درجة حرارة العالم قد انخفضت لعدة سنوات في ھذا الوقت.

ويعتقد الدكتور مكورميك والجيولوجي بول مايفسكي، من معھد تغير المناخ التابع لجامعة ماين (UM (في أورونون، أنھما قد حلا اللغز في النھاية.

وفي دراستھما، التي نشرت في دورية"Antiquity ، "كشف الباحثان أنه من المحتمل أن يكون ثوران بركاني كارثي في آيسلندا، ھو السبب في ذلك الضباب الغامض.

كما كشف تحليل لوالب الجليد أن البركان ثار مرتين متتاليتين في عامي 540 و547 قبل الميلاد. ويعتقد أن ھذا النشاط البركاني قد أنتج ملايين الأطنان من الرماد المنتشر في مساحات شاسعة من العالم.

وكتب مؤلفو الدراسة أن ھذا السبب الذي أدخل العالم في فترة الخراب الاقتصادي واستمر حوالي قرن من الزمن، بحسب روسيا اليوم.

محرر الموقع : 2020 - 04 - 22