الثلاثاء.. بدء محاكمة المتهمين باعتداءات 2017 الإرهابية في إسبانيا
    

بقلم دانيال بوسك / ألفارو فيالوبوس في مدريد

بعد ثلاث سنوات على الاعتداءات التي أودت بحياة 16 شخصا في برشلونة ومدينة أخرى في منطقة كاتالونيا الاسبانية، تبدأ الثلاثاء في العاصمة مدريد محاكمة الناجين الثلاثة من الخلية الجهادية المسؤولة عن الهجمات.

والمتهمون هم شخصان يشتبه بانتمائهما إلى المجموعة وثالث يعتقد أنه شريك لهم. وكان منفذو الاعتداء المزدوج الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، قتلوا برصاص الشرطة.

كما  قُتل الإمام الذي يشتبه بأنه علمهم العقيدة وقام بتجنيد نحو عشرة شبان من أصل مغربي في قرية ريبول في جبال البيرينيه، في انفجار فيلا في الكنار (200 كلم جنوب برشلونة) نجم عن متفجرات مخزنة. 

وقلب هذا الانفجار العرضي خطط الخلية الجهادية، التي كانت تنوي أساسا شن هجمات متزامنة ومنسقة ضد مواقع مهمة مثل كنيسة ساغرادا فاميليا الشهيرة وملعب فريق برشلونة لكرة القدم وحتى برج إيفل.

وبعيد ظهر السابع عشر من آب/أغسطس 2017، في جادة لا رامبلاس في برشلونة، صدم أحد أفراد المجموعة بشاحنة صغيرة كان يقودها بسرعة كبيرة حشدا، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا، معظمهم من السياح وجرح أكثر من مئة آخرين. 

في اليوم التالي في بلدة كامبريلس الساحلية على بعد مئة كيلومتر جنوب غرب برشلونة، سحق خمسة من رفاقه بسيارة، ثم طعنوا العديد من المارة، قبل أن يقتلوا برصاص الشرطة.

بعد ثلاثة أيام انتهت عملية البحث عن سائق رامبلاس يونس أبو يعقوب في كرم بالقرب من برشلونة، حيث أطلقت عليه الشرطة النار.

- اتهامات متنوعة -

قد يحكم على المتهم الرئيسي محمد حولي شملال (23 عاما) الذي نجا من انفجار الكناري بالسجن 41 عاما لا سيما بسبب انتمائه إلى منظمة إرهابية وتصنيع وحيازة متفجرات.

أما ادريس أوكبير (31 عاما) وهو شقيق أحد الجهاديين الذين قتلوا، فقد يواجه حكما بالسجن 36 عاما لاستئجاره الشاحنة الصغيرة التي استخدمت في لا رامبلاس.

والمتهم الثالث سعيد بن عزة (27 عاما) يمكن أن يسجن ثماني سنوات لأنه أعار المهاجمين سيارة ووثائق.

لكن المتهمين الثلاثة ليسوا ملاحقين للاعتداءات بحد ذاتها، خلافا لما كان يرغب به أطراف الإدعاء المدني.

وقال روبرت مانريكي، محامي جمعية "اتحاد الاهتمام وتقييم المتضررين بالإرهاب" (اوافات) التي تمثل 72 من ضحايا الاعتداءات "بالنسبة لنا، أحد أعضاء الخلية مسؤول مثل الشخص الذي نفذ الاعتداء".

من جهته، قال لويس ألفارو كولادو محامي ادريس أوكبير لوكالة فرانس برس إنه سيسعى إلى تبرئة موكله الذي "يعرف بالكاد" افراد المجموعة.

,أضاف المحامي أن استئجار موكله الشاحنة الصغيرة التي تم استخدامها في هجوم لا رامبلاس "لا يعني أنه كان على علم بأنها ستُستخدم لتنفيذ الهجوم". وأضاف أن موكله كان يعتقد أنها تستخدم لنقل أثاث.

وتابع أن إدريس أوكبير لاحظ بالتأكيد ميل شقيقه موسى إلى التطرف لكن هذا "لا يعني أنه كان يعرف ما يفعله أخوه". واشار أيضا إلى أن موكله قام بتسليم نفسه للشرطة بعد الهجمات بينما كان يمكنه الفرار.

- أسئلة بلا أجوبة -

طغت الأزمة السياسية في كاتالونيا بسرعة على الصدمة التي سببتها هذه الهجمات، لا سيما الاستفتاء غير القانوني على تقرير المصير في المنطقة الذي نُظم في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه ثم إعلان جمهورية مستقلة ولدت ميتة.

منذ ذلك الحين، لم يسمح التحقيق بكشف كل النقاط الغامضة في القضية.

كيف أصبح هؤلاء الشباب متطرفين بدون أن يلاحظ أحد ذلك؟ كيف اشتروا مواد لصنع العبوات الناسفة من دون أن تتنبه الشرطة؟ هل كانت لهم صلات بالخارج نظرا لرحلات قاموا بها إلى بلجيكا وفرنسا والمغرب؟ لماذا لم يكن الإمام الشهير عبد الباقي الساطي تحت المراقبة؟ 

وطالب "اتحاد الاهتمام وتقييم المتضررين بالإرهاب" من جون جدوى، بتشكيل لجنة تحقيق كما حدث بعد الهجمات الجهادية التي حصلت في آذار/مارس 2004 في عدد من قطارات ضواحي مدريد واسفرت عن سقوط 191 قتيلا لتبقى الاعتداءات الأكثر دموية في أوروبا.

وقال مانريكي "نتفهم أن يكون خلل ما حدث. لكن هذه الثغرات يجب أن نكشف عنها (...) حتى لا يحدث هذا مرة أخرى".

ويوافقه يوافقه خافيير مارتينيز، الذي دهست الشاحنة الصغيرة ابنه البالغ من العمر ثلاث سنوات في لا رامبلاس الرأي. 

وقال "لن أستعيد ابني أبدا (...) لكن التهديد لا يزال قائما كما رأينا في فرنسا أو النمسا" ، في إشارة إلى الهجمات الأخيرة التي ارتكبها رجال باسم تنظيم الدولة الإسلامية. 

ومن المقرر أن تنتهي المحاكمة في 16 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

محرر الموقع : 2020 - 11 - 08