العراق يشارك في يوم المخطوط العربي بعرض المصاحف النادرة
    

العراق يشارك في يوم المخطوط العربي بعرض للمصاحف التي كتبت بين القرن الأول والقرن الرابع للهجرة وهي مصاحف نادرة.

في 15 مارس 2003، أي قبل بدء التدخل الأميركي في العراق بـ5 أيام فقط، نقلت جميع محتويات دائرة المخطوطات العراقية إلى مكتبة الأوقاف التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، قبل نقلها ملجأ محصن، لينجو بذلك كنز تاريخي بالغ الندرة من حوادث النهب والتخريب التي تعرضت لها المواقع الأثرية والتراثية.

يوم المخطوط العربي

يحتفل العالم العربي في 4 أبريل من كل عام، بـ”يوم المخطوط العربي” الذي اعتمدته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في العام 2013. ويشارك العراق الاحتفال باليوم الذي اختير له هذا العام شعار “أخلاقيات العلم وآداب الطلب”، بمعرض للمصاحف النادرة تعود كتابتها بين القرن الأول إلى القرن الرابع الهجري.

ووفقاً للدائرة تبلغ موجودات الدائرة نحو 47 ألف مخطوطة، كتبت غالبيتها باللغة العربية، إلى جانب مخطوطات باللغة الفارسية، والعبرية، والتركية، والأردية، والكردية، وكذلك لغات أررووبية مثل الألمانية، والفرنسية، والإنجليزية، وغيرها من اللغات.

 قصة البداية

يعود الاهتمام بجمع المخطوطات في العراق إلى العام 1940، حين دشنت دائرة التراث والآثار التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار شعبة تكون مهمتها حفظ المخطوطات وجمعها تحت مظلة واحدة، أطلق عليها “دار المخطوطات”، وكان أول ما يدخل خزائنها كتاب “معجم البلدان” لياقون الحموي.

حصلت الدار على العديد من موجوداتها من خلال الهدايا التي قدمت لها من ملاك خزائن الكتب، إضافة إلى بعض العائلات التي كانت تتوارث كتباً ومخطوطات تاريخية. في العام 1961، ونتيجة لزيادة موجوداتها التي بلغت 2250 مخطوطة بعد نقل مخطوطات المتحف العراقي، تقرر تحويل الشعبة إلى قسم مختص، ونقلها من بناية المتحف إلى إحدى قاعات المدرسة المستنصرية.

النهضة الحقيقة حدثت في سبعينات القرن الماضي عندما تبنّت الحكومة القانون رقم 120 لسنة 1974 لحماية التراث والمخطوطات والذي اعتبرها ثروة وطنية يجب صيانتها، وهو القانون الذي أعقبه زيادة ملحوظة في عدد المخطوطات التي تجاوز عددها منتصف السبعينات 36 ألفًا و500 مخطوطة.

ومع إعلان تحول القسم إلى دائرة في العام 1988، وبالتزامن مع زيادة موجوداتها، نقل مقر دائرة المخطوطات إلى ثلاث دور سكنية تراثية تعود للرئيس الوزراء في العهد الملكي، توفيق السويدي، وهو الموقع القائم حتى الآن.

 العودة إلى دائرة الاهتمام

صحيح أن موجودات الدائرة نجت جميعها من عمليات النهب والتخريب التي تلت التدخل الأميركي عام 2003، لكن نجاة الموجودات تزامنت مع غياب الاهتمام بالدائرة وموجوداتها نتيجة لنقص المخصصات ما أثر على عمليات الحفظ والترميم، وهدّد بتلف العديد من المخطوطات النادرة نتيجة إصابتها بالطفيليات والبكتيريا.

عام 2022، أطلقت الدائرة مشروعاً لحماية الإرث العراقي من المخطوطات، والذي تضمن التوسع في عمليات ترميم المخطوطات وأرشفتها رقمياً، وهو المشروع الذي نجح في ترميم عشرات المخطوطات النادرة يصل عمر بعضها إلى نحو 1000 عام، والعمل على إدراج مخطوطات نادرة على لائحة التراث العالمي.

المصدر: ارفع صوتك

محرر الموقع : 2023 - 04 - 06