أسعار النفط تسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ شهرين.. لماذا؟
    

 

 

 

سجلت أسعار النفط عالميا، أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ نحو شهرين، مع تلميح الاحتياطي الفيدرالي باحتمال زيادة أسعار الفائدة مستقبلاً، وصدور أرقام أوروبية تشير إلى زيادة مخاطر تباطؤ الاقتصاد.

وتراجع مزيج برنت 29 سنتا أو 0.4% عند التسوية مع الإغلاق الأسبوعي مساء الجمعة، إلى 73.85 دولارا للبرميل، مسجلاً خسارة لليوم الثاني على التوالي.

كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 35 سنتا أو 0.5% إلى 69.16 دولارا.

وخسر خام برنت الخميس، حوالي 3 دولارات للبرميل، بعدما رفع بنك إنجلترا المركزي أسعار الفائدة بمقدار أعلى من المتوقع بلغ نصف نقطة مئوية.

كما رفع البنكان المركزيان في النرويج وسويسرا أيضا أسعار الفائدة.

في شهادته هذا الأسبوع، ألمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى احتمال اتخاذ إجراءات تقشفية جديدة في النصف الثاني من العام.

كما قالت رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو ماري دالي، إن توقع رفع أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام توقع “منطقي للغاية”.

يأتي ذلك في وقت كشفت أرقام صادرة الجمعة، أن نشاط الاقتصاد في ألمانيا فقد كثيراً من قوته الدافعة خلافاً للتوقعات في يونيو/حزيران، بينما رجحت انكماش الاقتصاد في فرنسا في الربع الثاني من العام.

من جانبه، قال روبرت ياوغر، مدير قسم العقود المستقبلية في شركة “ميزوهو سيكيوريتيز” بالولايات المتحدة، إن “الخوف من رفع أسعار الفائدة، وما يرتبط بذلك من تباطؤ النشاط الاقتصادي، يشكل ضغطاً على سوق النفط”.

ويضيف أن “ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي أيضاً إلى زيادة تكلفة الأعمال، ما يجعل كل نشاط من تخزين النفط إلى شحنه أعلى تكلفة”.

يشار إلى أن تصريحات باول رفعت قيمة الدولار، فأضعفت جاذبية السلع التي يتم تسعيرها بالعملة الأمريكية.

كما عزز عزوف المستثمرين عن المخاطرة أيضاً قيمة الدولار، وهو ما يشكل ضغطاً على أسعار النفط إذ يجعلها أعلى على حائزي العملات الأخرى.

وأظهر تقرير المخزونات الأمريكية لهذا الأسبوع تراجعاً مفاجئاً بلغ 3.8 ملايين برميل في مخزونات النفط الخام.

ومن المتوقع أيضاً أن تشهد السوق انخفاضاً في المعروض بعد بدء سريان خفض السعودية لإنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً في يوليو/تموز، وهو ما أعلنته المملكة بالإضافة إلى اتفاق تحالف (أوبك+) للحد من الإمدادات حتى 2024.

يشار إلى أن وتيرة الحركة في أسواق النفط تفاقمت أيضاً بسبب التداول على المؤشرات الفنية في الأيام الأخيرة، مع هبوط عقود مزيج برنت وخام غرب تكساس هبوطاً حاداً بعد اختبارها الحدود العليا في نطاق الأسعار الذي كانت عالقة فيه منذ أوائل مايو/أيار.

ويُنتظر أن يحقق النفط خسائر ربع سنوية للمرة الثانية على التوالي بسبب قلق المستثمرين بشأن الطلب.

يأتي هذا الهبوط رغم تخفيض الإنتاج من جانب منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها.

*الخليج الجديد

 

 

 

محرر الموقع : 2023 - 06 - 24