الكهرباء تعهد بمحطتي الناصرية والسماوة الغازيتين الى جنرال الكتريك الاميركية
    

مايزال ملف الطاقة في العراق يشغل بال الكثيرين، سواء أكانوا مختصين او مواطنين، وفيما تعلن وزارة الكهرباء بين الفينة والاخرى عن ابرامها عقودا لإنشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية مع شركات عالمية رصينة ومتطورة في هذا المجال سعيا منها لتحسين اداء قطاع الكهرباء، يبقى بحسب متابعين على المواطن واجب وطني واخلاقي هو ضرورة الترشيد في استخدام الطاقة وعدم التجاوز على الشبكة الكهربائية لضمان ادامتها والسير بخط مواز مع محاولات الوزارة رفع كفاءة القطاع والسيطرة على الضائعات في الطاقة الكهربائية التي وصلت نسبتها الى أكثر من 60% من انتاج المنظومة.
بعد تجربتها معها في محطة بسماية العملاقة التي وصفتها سابقا بالناجحة لما ستوفره من طاقة كهربائية عالية قد تغطي خلال العام القادم حاجة العاصمة بغداد منها، تفيد وزارة الكهرباء الآن على لسان المتحدث باسمها عن مباشرة شركة جنرال الكتريك الاميركية أعمالها في محطتي ذي قار والسماوة الغازيتين، والتي ستدخل نظام السيطرة والتحكم في محطات التوزيع من خلال الانترنت، مشيرا الى ان المحطتين ستدخلان في الخدمة  1000 ميغاواط قبل صيف 2018، ويوفران 3000 آلاف فرصة عمل لأبناء المحافظتين.
ويبين المتحدث باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس في حديث لـ"(لمدى)، ان لدى الوزارة عقدين مع شركة جنرال الكتريك، الأول لأنشاء محطة الناصرية الغازية التي تتكون من اربع وحدات، وكان قد جرى الاتفاق على المشروع بموجب عقد تم ابرامه في نهاية عام 2008 . والثاني لاضافة اربع وحدات اخرى الى محطة السماوة الغازية التابعة للوزارة ايضا. ويقول: تم تجهيزنا بالوحدات في حينها، وهي ست وخمسون وحدة توليدية تم بناؤها في 22 موقعاً في عدة محافظات، فيما تأخر العمل بموقعين في الناصرية والسماوة بسبب وجود اشكالية مع الشركة الهندية المنفذة لمحطة الناصرية الغازية وقد تم فسخ العقد مع الشركة الهندية المنفذة.
ويؤكد المدرس ان قيمة العقدين مع شركة جنرال الكتريك تبلغ مليار ومئة مليون دينار بالدفع الآجل، حيث تم الحصول على قرض من قبل الشركة بفترات سداد من 7 الى 15 سنة. وبموجب العقدين فان الشركة تقوم ببناء الوحدات الاربع في كل موقع وتضيف لكل محطة وحدتين مركبتين، بمعنى ان تكون طاقة الوحدات 5 آلاف ميغاواط تضاف لها وحدتان مركبتان بطاقة 250 ميغاواط ليصبح انتاج المحطة 750 ميغاواط في الناصرية و750 ميغاواط في السماوة، مما يضيف للمنظومة الكهربائية 1500 ميغاواط، وقد باشرت الشركة بأعمالها منذ فترة، كما نأمل ان تدخل أول 1000 ميغاواط في الخدمة قبل صيف 2018 ، وبعدها تدخل الـ 500 ميغاواط الاخرى قبل صيف 2019.
المدرس يضيف: ان هذا المشروع سيحقق فائدة اخرى فهو سيقوم في كل محطة بتشغيل 1500 من ابناء المحافظة، مما يعني ضمان تشغيل 3000 من ابناء المحافظتين، وأكد ان شركة جنرال الكتريك: معروفة عالميا برصانتها وقد ابرمت عقودا كثيرة مع وزارة الكهرباء كانت جميعها ناجحة، حيث ادخلت نظام السيطرة والتحكم في محطات التوزيع، ومع اننا لدينا منظومة اتصالات واسعة ومتطورة في الوزارة لكننا نسعى لتطويرها كلما تطوّرت العلوم والتكنولوجيا، للسيطرة على عملية التوزيع عن بُعد، لكن لدينا مشكلة هي وجود التجاوزات التي تحصل من المحافظات الجنوبية في فترات حمل الذروة وهذا الأمر يكون خارج سيطرة الوزارة مما يضطرنا لإطفاء المحطات عن بُعد، مع ان الوزارة اتجهت نحو السيطرة على الضائعات في الطاقة باشراك القطاع الخاص مع عمل وزارة الكهرباء فقد أبرمنا العديد من العقود معه داخل مدينة  بغداد والمحافظات الاخرى وهي عقود الخدمة والجباية والصيانة التي من خلالها سننهي الضائعات التي وصلت الى اكثر من 60% من انتاج المنظومة .
رئيس الصناعات الرقمية في شركة جنرال الكتريك  في الشرق الأوسط وشمالي افريقيا بهانو شيكار، يقول ان جنرال إلكتريك ستنفذ محطتي السماوة وذي قار لتوليد طاقة بقدرة إنتاجية تضيف 1500 ميغاواط الى الشبكة الوطنية العراقية، وستعمل على تركيب 4 توربينات غازية بالدورة البسيطة في كل موقع خلال المرحلة الأولى من المشروع المزمع استكمالها في 2018. أما المرحلة الثانية فتشمل تحويل محطة الطاقة إلى الدورة المركبة وتزويد أحدث مولدات استعادة البخار وتقنيات التوربينات البخارية، كما ستكون الشركة مقاول الهندسة والمشتريات والإنشاء للمشروع. 
ويضيف شيكار في حديث لـ"(لمدى): لدينا منظومة رقابة على اكثر من 80 توربينا للسيطرة على الطاقة الكهربائية، ونحن نزود الوزارة بالمعلومات حول هذه التروبينات بشأن كفاءة العمل بها صعودا ونزولا، كما لدينا كادر يعمل على مدار اربع وعشرين ساعة ويتصل بمركز الشركة في اتلانتا بأمريكا، اذ يوجد  خبراء للمراقبة، ويتم الاتصال بالمحطة للوقوف على كل مشاكلها والسيطرة عليها، حتى لا يحدث بها اي عطل يمكن ان يكلف الحكومة العراقية مبالغ طائلة، وقد بدأ العمل بالفعل بهذه المنظومة، وهناك تنسيق مع الوزارة لترتيب هذه الاجهزة في مسألة التوزيع كون الشبكة العراقية الكهربائية بها الكثير من المشاكل، وبهذا النظام نستطيع معرفة مكان المشكلة لمعالجتها فيما بعد.
يواصل شيكار حديثه بالقول: لطالما كانت جنرال إلكتريك من الشركاء الموثوقين للعراق، وتعكس الاتفاقيات الجديدة التزامنا الجاد والمستمر بتقديم أحدث الحلول التقنية المؤهلة لتعزيز الطاقة الإنتاجية لشبكة الكهرباء الوطنية، ونتعاون من هذا المنطلق مع المعنيين من القطاعين العام والخاص في مجالات عدة بما في ذلك تزويد المعدات والاستشارات المالية، لنعمل معاً على تأسيس بنية تحتية قوية لقطاع الكهرباء في العراق، وفي ضوء تنامي الطلب على موارد الكهرباء بشكل سنوي ليواكب الاحتياجات السكنية والصناعية، تبرز الحاجة إلى اتباع منهج تحولي يقوم على المشاريع الجديدة والتحديثات التقنية المتطورة، وتؤكد هذه العقود مجدداً التزامنا بتقديم حلول شاملة تغطي كافة نواحي العمل في قطاع الطاقة".
وفي وقت سابق كانت وزارة الكهرباء قد أبرمت اتفاقا لبناء محطة طاقة كهربائية عملاقة في بغداد، طاقتها الانتاجية بعد اكتمالها ستكون 3000 ميغاواط، ينتهي العمل بها نهاية عام 2018، وسيخصص الجزء الاكبر من انتاجها لتغذية العاصمة. كما انشأت هذه الشركة مشاريع في اقليم كردستان حيث زودت محطات كهرباء اربيل والسليمانية ودهوك بالمعدات المتطورة لشركة ماس غروب للطاقة والتي تبلغ طاقتها التوليدية مجتمعة بحدود 4 آلاف ميغاواط .

 

محرر الموقع : 2017 - 04 - 18