هاجس البشرية هو الأمن الغذائي نتيجة لتطورات صادمة على صعيد المناخ بعد التغيرات التي يشهدها وكانت نتيجتها زيادة في معدلات الفقر بعد إنتشار ظاهرة التصحر والجفاف وقلة الأمطار والمخزون من المياه العذبة وإنحسار المساحات الزراعية المتاحة وطرق الرعي الجائر وإنبعاث الغازات الدفيئة وهي عوامل ساهمت الى حد بعيد في رعب كوني متصاعد خاصة مع فشل المؤتمرات الدولية حول المناخ وعدم الإلتزام بالعهود التي قطعتها معظم الدول الصناعية ولعل في تصريحات الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب الذي وصف التغير المناخي بالكذبة دليل عدم اللاميالاة وتفضيل الربح على حياة البشرية المهددة بالفناء.
والعراق واحد من البلدان التي وضعت ضمن قائمة الدول المعرضة للتصحر والجفاف وقلة المياة وربما صعوبة العيش ولذلك فإن هناك حاجة الى التمكن من السيطرة على حاجات الناس المتزايدة للغذاء وتهيئة الموارد المالية اللازمة في هذا الصدد وقد وضعت حكومة السيد السوداني خططا قصيرة المدى وأخرى بعيدة لتأمين الغذاء وإتخاذ التدابير الممكنة لتحاشي تعرض العراق الى مصاعب في ملف الأمن الغذائي وقد تابعت المقابلة التي أجريت مع السيد وزير التجارة أثير الغريري الذي سلط الضوء خلالها على جملة تحديات وسبل معالجة في هذا المجال خاصة في ظل وجود فرص تعاون ثنائي وجماعي مع دول مختلفة وشركات تعمل لتوفير متطلبات الأمن الغذائي حيث ساهمت الإجراءات الأخيرة التي إتخذتها وزارة التجارة والحكومة في تذليل المصاعب والتقليل من المخاطر والمخاوف التي سيطرت لفترة على قطاعات شعبية تخشى من أي تطور سلبي يمكن أن يؤدي الى أزمة غير محمودة العواقب.
وزير التجارة أكد في تصريحاته الأخيرة إننا نعمل من خلال السلة الغذائية على تحقيق الامن الغذائي، مضيفا إن العراق لم يدرج ضمن الاحصائية العالمية للدول التي تعاني من ارتفاع اسعار الغذاء، وقد وزعنا ١٠ سلال غذائية للمواطنين و١٢ سلة للمشمولين بالرعاية الاجتماعية خلال عام، وإن اكثر من ٧ مليون مواطن مشمولين بالرعاية الاجتماعبة وتتكون من ١١ مادة غذائية، مؤكدا إن السلة الغذائية منعت حصول ارتفاع في اسعار المواد الاساسية حتى في شهر رمضان، وأشار الوزير الى إن عدد المستفيدين من السلة الغذائية بلغ ٤١ مليونا و٥٥٣ الف مواطن وعدد المحجوبين بعد تفعيل البطاقة الالكترونية ٦٠٠ الف مواطن، ولايوجد مواد منتهية الصلاحية توزع في السلة الغذائية، حيث نستورد الرز من المناشيء الامريكية والتايلندية و الارجنتينية والاوراغوانية.
 جاسم الغرابي