بمناسبة الانتفاضة الشعبانية: مفهوم النصر في القرآن الكريم (ح 1)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
آيات النصر تطبق على ثوار الانتفاضة الشعبانية كونهم مؤمنين بالله بأنه هو الولي الناصر كما جاء في معاني القرآن الكريم: نصر النصر والنصرة: العون. قال تعالى: "نصر من الله وفتح قريب" (الصف 13)، "وإذا جاء نصر الله" (النصر 1)، "وانصروا آلهتكم" (الأنبياء 68)، "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" (ال عمران 160)، "وانصرنا على القوم الكافرين" (البقرة 250)، "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" (الروم 47)، "إنا لننصر رسلنا" (غافر 51)، "وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير" (التوبة 74)، "وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا" (النساء 45)، "ما لكم من دون الله من ولي ولا نصير" (التوبة 116)، "فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله" (الأحقاف 28) إلى غير ذلك من الآيات. 
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ‌" (الشورى 39) أيّ أنّهم إذا تعرضوا للظلم لا يستسلمون له، بل يطلبون النصر من الآخرين. و واضح أنّ الآخرين مكلفون بالانتصار ضد الظلم، لأن طلب النصر دون النصرة يعتبر لغو و لا فائدة فيه، و في الحقيقة فإن المظلوم مكلف بمقاومة الظالم و طلب النصرة، و أيضا فإن المؤمنين مكلفون بإجابته، كما ورد في الآية (72) من سورة الأنفال حيث نقرأ: "وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ" (الانفال 72) هذا البرنامج الإيجابي البناء يحذر الظالمين من مغبة ظلم المؤمنين، حيث أنّهم لا يسكتون على ذلك و يقفون بوجوههم. و هو أيضا يؤمّل المظلومين بأن الآخرين سوف ينصرونكم عند استغاثتكم. "ينتصرون" من كلمة (انتصار) و تعني طلب النصر، إلّا أن البعض فسرها بمعنى (التناصر) و النتيجة واحدة للتوضيح الذي ذكرناه. على أية حال، فأي مظلوم إذا لم يستطع أن يقف بوجه الظلم بمفرده، فعليه ألا يسكت، بل يستفيد من طاقات الآخرين و النهوض بوجه الظلم، و مسئولية جميع المسلمين الاستجابة لاستغاثته و ندائه. و لكن بم أنّ التناصر يجب أن لا يخرج عن حد العدل و ينتهي إلى الانتقام و الحقد و التجاوز عن الحد، لذا فإن الآية التي بعدها اشترطت ذلك بالقول: "وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها" (الشورى 40) يجب أن لا تتجاوزوا عن الحد بسبب أن أصدقاءكم هم الذين ظلموا فتنقلبوا إلى أشخاص ظالمين، و خاصة الإفراط في الرد على الظلم في مجتمعات كالمجتمع العربي في بداية الإسلام، لذا يجب التمييز بين نصرة المظلوم و الانتقام. و عمل الظالم يجب أن يسمى ب"سيئة " إلّا أن جزاءه و عقابه ليس (سيئة) و إذا وجدنا أنّ الآية عبّرت عن ذلك بالسيئة فبسبب التقابل بالألفاظ و استخدام القرائن، أو أنّ الظالم يعتبرها (سيئة) لأنّه يعاقب، أو يحتمل أن يكون استخدام لفظة (السيئة) لأنّ العقاب أليم و مؤذ، و الألم و الأذى بحدّ ذاته (سي‌ء) بالرغم من أن قصاص الظالم و معاقبته يعتبر عملا حسنا بحد ذاته. و هذا يشبه العبارة الواردة في الآية (194) من سورة البقرة: "فَمَنِ اعْتَدى‌ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى‌ عَلَيْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ‌" (البقرة 194). ومصداقا لتفسير الشيخ الشيرازي فان شباب الانتفاضة الشعبانيين تعرضوا لظلم صدام واعوانه ولن يستسلموا "وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ‌" (الشورى 39) فهم مكلفون باتباع أوامر مرجعيتهم الدينية "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ" (الانفال 72) . وبعد النصر لم يظلموا من ظلمهم من الصداميين وانما القصاص بالمثل "وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها" (الشورى 40).
جاء في الموسوعة الحرة عن المقابر الجماعية في العراق: أصبحت المقابر الجماعية في العراق معروفة منذ أن أطاح غزو العراق عام2003 بنظام صدام حسين.قدر الخبراء الدوليون أن 300 ألف ضحية يمكن أن يكونوا في هذه المقابر الجماعية وحدها. وشملت المقابر الجماعية في الغالب رفات مسلمين شيعة وأكراد و اشوريين مسيحيين قتلوا بسبب معارضتهم للنظام بين عامي 1983 و 1991. خلفية: بعض المعلومات الواردة أدناه مأخوذة من صحيفة الوقائع-مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل ومكتب الشؤون العامة: تتميز المقابر الجماعية في العراق بأنها مواقع غير مميزة تحتوي على ست جثث على الأقل.يمكن التعرف على بعضها من خلال أكوام من التراب المكدسة فوق الأرض أو على أنها حفر عميقة يبدو أنها قد امتلأت.يصعب التعرف على بعض القبور القديمة، حيث غطتها النباتات والحطام بمرور الوقت.تم اكتشاف مواقع في جميع مناطق البلاد وتحتوي على أعضاء من كل مجموعة دينية وعرقية رئيسية في العراق بالإضافة إلى رعايا أجانب، بما في ذلك الكويتيون والسعوديون.تم الإبلاغ عن أكثر من 250موقعًا، تم تأكيد 40منها تقريبًا حتى الآن.يُعتقد أن أكثر من مليون عراقي في عداد المفقودين في العراق نتيجة لعمليات الإعدام والحروب والانشقاقات، ويعتقد أن مئات الآلاف منهم في مقابر جماعية.معظم المقابر التي تم اكتشافها حتى الآن تتوافق مع واحدة من الأعمال الوحشية الخمس الكبرى التي ارتكبها النظام. وبحسب حكومة إقليم كردستان في العراق، فإن العديد من المقابر الجماعية في كردستان تحتوي على أكراد عراقيين قتلوا في أعمال إبادة جماعية بسبب انتمائهم العرقي.  1979 حملة قمع الأحزاب السياسية الشيعية والنشطاء الشيعة. تضمنت هذه الفترة آلاف المحاكمات في "محاكم الثورة"، مما يعني أن مجموعات من 200-500 شيعي وشابة شيعية لا تتجاوز أعمارهم 13 عامًا سيُجمعون معًا ويُحكم عليهم بالإعدام. 1982-التكتيكات العدوانية من قبل نظام صدام لسحق أي حركات شيعية، في أعقاب اختطاف وقتل زعيم شيعي مهم آية الله محمد باقر الصدر. في هذا العام، حكم بالإعدام على عشرات الآلاف من شباب ونساء وأطفال العراق بتهمة الانضمام إلى حزب سياسي. أولئك الذين كانوا محظوظين-بعد تعذيب واستجواب لا يمكن تصوره-سيُحكم عليهم بالسجن مدى الحياة. هجوم 1983 على مواطنين أكراد ينتمون لعشيرة البرزاني، واعتقل 8000 منهم من قبل النظام في شمال العراق واعدموا في الصحاري على مسافات بعيدة من منازلهم. حملة الأنفال عام 1988، والتي اختفى خلالها ما يصل إلى 182 ألف كردي عراقي. تم فصل معظم الرجال عن عائلاتهم وتم إعدامهم في الصحاري في غرب وجنوب غرب العراق. كما تم العثور على رفات بعض زوجاتهم وأطفالهم في مقابر جماعية. الهجمات الكيماوية على القرى الكردية من عام 1986 إلى عام1988، بما في ذلك هجوم حلبجة، عندما أسقطت القوات الجوية العراقية عوامل كيميائية بغاز السارين والفي إكس والتابون على السكان المدنيين، مما أسفر عن مقتل5000 شخص على الفور وتسبب في مشاكل طبية طويلة الأمد ووفيات ذات صلة وولادة. بين نسل آلاف آخرين. مجزرة عام1991 بحق الشيعة العراقيين بعد انتفاضة الشيعة في نهاية حرب الخليج، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين في مناطق مثل البصرة وكربلاء والنجف والناصرية والعمارة والحلة. تم هدم آلاف المنازل وتجفيف مساحات شاسعة من المسيرات العراقية مما تسبب في آثار مدمرة على حياة الناس والبيئة. ثم، في مارس1999، يُعتقد أن آلافاً آخرين قد اعتُقلوا وسجنوا وأُعدموا في بعض الحالات بعد انتفاضة ثانية اندلعت بعد مقتل رجل دين شيعي بارز. في مايو2003، أفادت منظمة العفو الدولية بالعثور على قبر يحتوي على 40 جثة في أبو الخصيب في جنوب العراق، وهي جثث شيعية فقط، يُعتقد أنها تحتوي على جثث من انتفاضة الشيعة عام 1991. كما أسفرت مذبحة الأكراد عام1991، التي استهدفت المدنيين والجنود الذين قاتلوا من أجل الحكم الذاتي في شمال العراق بعد حرب الخليج، عن مقابر جماعية.
جاء عن المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف عن الجريمة المنسية قمع الانتفاضة الشعبانية للكتب عبد الهادي معتوق الحاتم: شنت قوات نظام صدام حملة قمع واسعة النطاق على الثوار لمواجهة هذه الانتفاضة, و لا يُعرف سوى القليل عن عدد القتلى، لكن وفقًا للأرقام غير الرسمية، قُتل ما بين 300 ألف و 500 ألف شخص ونزح حوالي مليوني عراقي في هذا القمع، وسارعت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (المنافقون) أيضًا لمساعدة صدام وقتلت قواتهم أكثر من 25 ألف عراقي في حملة القمع وبحسب الوثائق المتوفرة  فقد تورطوا في قمع أهالي البصرة وديالى ودفن عدد كبير من القتلى في مقابر جماعية. هاجمت قوات نظام صدام كربلاء والنجف بالمدفعية والدبابات، مما أدى إلى تدمير مقامات الإمامين علي والإمام الحسين وأخيه العباس عليهم السلام و إغلاقهما لمدة ستة أشهر. دمرت القوات البعثية العديد من المدارس الدينية في كربلاء والنجف، بما في ذلك مدرسة دار الحكمة في النجف. اعتقل حزب البعث آية الله الخوئي وأرسل إلى بغداد لدعمه المباشر للثورة، وبعد يومين من الاعتقال، اقتيد قسراً إلى صدام حسين. الموقف الذي اتخذته دولة الاحتلال الأمريكي بعد انتفاضة الشعب العراقي، فقد أدرك الأمريكيون أن أسس إقامة حكومة ديمقراطية وإسلامية في العراق قد نشأت عن غير قصد وأنهم على وشك الاستيلاء على بغداد أيضًا. لذا أعطوا الاشارة الى نظام صدام باتخاذ اللازم. في ذلك الوقت انتقلت فرقتان من بغداد إلى شمال العراق، وأخرى من الجنوب إلى هذه كربلاء والنجف، وفي هذا الصدد استخدمت الأسلحة الكيماوية والقنابل العنقودية لردع الثوار، وفي بعض المناطق، بما في ذلك النجف الأشرف، اطلق ستين صاروخاً سكود أرض أرض على الثوار في خطوة لم يسبق أن قامت بها أكثر الأنظمة الديكتاتورية. وامتلأت المنطقة بجثث القتلى الذين تركوا في الشوارع عدة أيام وأكلت الكلاب الضالة الكثير منهم في الصحاري. وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثين عامًا، ما زالت تُكتشف أسرار المقابر التي اكتُشفت حول مدن المحاويل والنجف وكربلاء والبصرة والسماوة وغير
 
 
محرر الموقع : 2024 - 02 - 21