أحاديث نبوية من كتاب المهدي المنتظر للادريسي (ح 2)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
جاء في کتاب المهدي المنتظر للمؤلف عبد الله الإدريسي: عن حديث علي عليه السلام خرجه أبو داود: ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دكين ثنا فطر، عن القاسم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل، عن علي عليه السلام، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: (لو لم يبق من الدهر إلا يوم، لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي، يملؤها عدلا كما ملئت جورا).  وكذا خرجه أحمد. و قال ابن ماجه: ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو داود الحفري ثنا ياسين هو العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (المهدي منا أهل البيت، يصلحه اللّه في ليلة). و خرجه أحمد. قال الحافظ بن كثير: ومعنى قوله (يصلحه اللّه في ليلة) أي‌ يتوب عليه ويوفقه ويلهمه رشده. و خرج الطبراني في الأوسط بإسناد ضعيف عن علي عليه السلام أنه قال: أمنّا المهدي، أم من غيرنا يا رسول اللّه؟قال. (بل منا، بنا يختم اللّه كما بنا فتح، وبنا يستنقذون من الشرك، وبنا يؤلف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة بينة، كما بنا ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك. و خرج الطبراني في الأوسط عن علي عليه السلام أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: تكون في آخر الزمان فتنة تحصل الناس كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام، و لكن سبوا شرارهم، فإن فيهم الإبدال يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب، فيفرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم، فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات: المكثر يقول: خمسة عشر ألفا. و المقلّ بقول: إثنا عشر ألفا، أمارتهم أمت، أمت، يسون سبع رايات، تحت كل راية منها رجل يطلب الملك، فيقتلهم اللّه جميعا، ويرد إلى المسلمين ألفتهم و نعمتهم، و قاصيهم و دانيهم. رجاله ثقات، غير ابن لهيعة.

 

وعن حديث أم سلمة خرجه أبو داود يقول المؤلف عبد الله الادريسي: ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد اللّه بن جعفر الرقي، ثنا أبو المليح الحسن بن عمر، عن زياد بن بيان، عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة). و خرجه ابن ماجه: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أحمد بن عبد الملك، ثنا أبو المليح الرقي عن زياد بن بيان عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيب قال: كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي، فقالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: (المهدي من ولد فاطمة). و خرجه الحاكم، من طريق عبد اللّه بن صالح، و عمرو بن خالد الحراني، قالا: أنا أبو المليح الرقي، ثنا زياد بن بيان-و ذكر من فضله-قال: سمعت علي بن نفيل يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت أم سلمة تقول: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يذكر المهدي فقال: (نعم هو حق و هو من بني فاطمة). قال أبو داود: ثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له، عن أم سلمة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: (يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة، فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن و المقام، ويبعث إليه بعث من الشام، فيخسف بهم بالبيداء، بين مكة و المدينة فإذا رأى الناس ذلك، أتاه أبدال الشام، و عصائب أهل العراق، فيبايعونه بين الركن و المقام، ثم ينشأ رجل من قريش، أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب، و الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب. فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلّى اللّه عليه و سلّم، و يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون). و خرجه ابن حبان في صحيحه. و خرج الطبراني في الأوسط بإسناد رجاله رجال الصحيح-كما قال الحافظ الهيثمي-عن أم سلمة قالت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: (يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج خارج من بني هاشم، فيأتي مكة، فيستخرجه الناس من بيته بين الركن و المقام، فيجهز إليه رجل من قريش أخواله من كلب، فيجهز إليهم جيش فيهزمهم اللّه فتكون الدائرة عليهم، فذلك يوم كلب، الخائب من خاب من غنيمة كلب، فيستفتح الكنوز، ويقسم الأموال، و يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيعيشون بذلك سبع سنين، أو قال تسع). و خرجه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار. و رجاله رجال الصحيح.

 

وعن الرايات السود و حديث ثوبان خرجه ابن ماجه يقول المؤلف الإدريسي في كتابه المهدي المنتظر: ثنا محمد ابن يحيى و أحمد بن يوسف قالا: ثنا عبد الرازق عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: (يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم، ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم) ثم ذكر شيئا لا احفظه، فقال: (إذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا على الثلج، فإنه خليفة اللّه المهدي). قال الحافظ البوصيري في الزوائ: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. و خرجه الحاكم. و خرج أحمد و نعيم بن حماد-في الفتن و أبو نعيم في أخبار المهدي عن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: (إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان، فأتوها ولو حبوا على الثلج، فإن فيها خليفة اللّه المهدي). و خرج الديلمي في مسند الفردوس عن ثوبان عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: (ستطلع عليكم رايات سود من قبل خراسان، فأتوها ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة اللّه تعالى المهدي). و خرج الحسن بن سفيان في مسنده و أبو نعيم في أخبار المهدي عن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (تجي‌ء الرايات السود من قبل المشرق، كأن قلوبهم زبر الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم ولو حبوا على الثلج). قال الحافظ ابن كثير: هذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني، فاستلب بها دولة بني أمية، بل رايات سود أخر، تأتي صحبة المهدي.

 

وعن حديث أبي هريرة خرجه ابن حبان في صحيحه يقول عبد الله الادريسي: أخبرنا الفضل بن الحباب، ثنا مسدد بن مسرهد، ثنا محمد بن إبراهيم أبو شهاب، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول‌ اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: (لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة، لملك فيها رجل من أهل بيت النبي) صلى اللّه عليه و آله وسلم. و خرجه الترمذي و خرج أبو يعلى في-مسنده-و الطبراني في-معجمه -الأوسط-عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: (يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع، وإلا فثمان و إلا فتسع، تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها، ترسل السماء عليهم مدرارا، ولا تدخر الأرض شيئا من النبات، و المال كدوس بضم الكاف أي مجتمع يقوم الرجل يقول: يا مهدي أعطني؟فيقول: خذ) إسناده صحيح. و خرج البزار في مسنده بإسناد، رجاله ثقات، كما قال الحافظ الهيثمي، عن أبي هريرة قال: ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المهدي فقال: (إن قصر فسبع، و إلا فثمان وإلا فتسع، و ليملأن الأرض عدلا و قسطا، كما ملئت جورا و ظلما) و خرج أبو يعلى في مسنده عن أبي هريرة قال: حدثني خليلي أبو القاسم صلّى اللّه عليه و سلّم قال: (لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي، فيضربهم حتى يرجعوا إلى‌ الحق، قلت: و كم يملك؟قال: خمسا و اثنتين) قال الحافظ الهيثمي: رجاله ثقات، قلت: و وثقه الدار قطني، و علق له البخاري في  الصحيح بصيغة الجزم. و خرج أبو نعيم في أخبار المهدي عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطوله اللّه حتى يملك رجل من أهل بيتي، يفتح القسطنطينية و جبل الديلم) و عزاه الحافظ السيوطي في الجامع الكبير لابن ماجه بلفظ: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله اللّه حتى يملك رجل من أهل بيتي جبل الديلم و القسطنطينية). و خرج الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: (يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، و عامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، و يقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة. و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرة، فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم، فيسير إلى السفياني بمن معه، حتى إذا صاروا ببيداء من الأرض، خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم) و خرج الخطيب في المتفق و المفترق عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: (يحبس الروم على وال من عترتي اسمه يواطى‌ء اسمي، فيقتتلون، بمكان يقال له العماق فيقتل من المسلمين الثلث، أو نحو ذلك، ثم يقتتلون يوما آخر فيقتل من المسلمين نحو ذلك. ثم يقتتلون اليوم الثالث فيكون على الروم، فلا يزالون حتى يفتح القسطنطينية فبينما هم يقتسمون فيها  يعني الغنائم إذ أتاهم صارخ أن الدجال قد خلفكم في ذراريكم). عن سعيد بن سمعان أنه سمع أبا هريرة يحدث أبا قتادة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: (يبايع لرجل بين الركن و المقام، و لن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تظهر الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا، و هم الذين يستخرجون كنزه).

 
 
محرر الموقع : 2024 - 02 - 22