ممثل المرجع السيستاني يحذر من استغلال ملف الفضائيين لتشويه صورة الجيش العراقي ويدعو لخطط مدروسة لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها داعش
    

دعت المرجعية الدينية العليا اجهزة الدولة المعنية لوضع خطط شاملة تعتمد على المعايير العلمية لاستيعاب الزوار الوافدين للعتبات المقدسة من خارج العراق بعيداً عن الفوضوية والارتجال كما دعت الجهات الحكومية المعنية الى وضع خططاً مدروسة لاستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة داعش ودفع الخطر عن المناطق التي تهدد اهلها محذرة بالوقت نفسه من تولد حالة من التراخي والشعور بالأمان في مواجهة اعداء العراق كما حذرت استغلال ملف العناصر الوهمية وما يسمى (بالفضائيين) لتشويه صورة الجيش العراقي داعية الى الاستمرار باليقظة والحذر في مواجهة العصابات الارهابية.
ووجه ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة الثانية اليوم 19/صفر الخير/1436هـ الموافق 12/12/2014 شكر المرجعية وتقديرها العاليين لجميع الذين ساهموا في إحياء زيارة الاربعين وانجاحها من الزائرين الكرام وأصحاب مواكب العزاء والخدمة والأجهزة الأمنية والفرق الطبية والخدمية والادارات المحلية في مختلف المحافظات ولا سيما محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والعاملين في المنافذ الحدودية والمطارات ومنتسبي العتبات المقدسة العلوية والحسينية والعباسية والكاظمية على ما قدموه من جهود طيبة وخدمات كبيرة وتسهيلات واضحة سائلين المولى عز وجل أن يتقبل من الزائرين الكرام ومن كل من كان له دور في إنجاح هذه الزيارة العظيمة.
واوصى الكربلائي خلال حديثه بالنقاط التالية 
1ـ الاستفادة القصوى من هذه المسيرة الالهية المقدسة وتحقيق الهدف الاصلاحي منها من الجانبين الروحي والعملي.. اقتداءً بالإمام الحسين عليه السلام الذي كانت نهضته المقدسة ابتداء من خروجه من المدينة المنورة إلى آخر ما جرى له ولأهل بيته واصحابه الميامين في يوم الطف في سبيل رضا الله تعالى واصلاح حال الامة.
واضاف "لقد كان حضور أهل العلم من فضلاء وطلبة الحوزة العلمية الشريفة في النجف الأشرف في طرق الوصول إلى كربلاء المقدسة خلال الايام العشرة الماضية فرصة طيبة للزائرين الكرام للاستفادة منهم في ما يحتاجون اليه من امور دينهم، مع ما تحقق من إقامة الجماعة لاداء الفرائض اليومية في أول وقتها في أماكن مواكب العزاء وعلى امتداد طرق السير للزائرين، فشكر الله سعيهم وأجزل لهم المثوبة".
2ـ ان مهمة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تختص بطلبة العلم ورجال الدين كما يتوهم البعض بل هي مهمة جميع المؤمنين والمؤمنات ومن ذلك نصح الشباب خاصة والزائرين عامة من الرجال والنساء بالالتزام بآداب الزيارة ورعاية حرمات الطريق والابتعاد عما يؤذي الآخرين.. والالتزام بالعفة والحجاب والتجنب عن الاسراف والتبذير في الطعام وغير ذلك.
3ـ مع تزايد أعداد الزائرين إلى كربلاء المقدسة هذا العام، خاصة من خارج العراق حيث ذكرت بعض الاجهزة الأمنية أن عدد الوافدين من الخارج بلغ قرابة (2) مليون زائر بعد أن كان قبل سنة (790) ألف زائر فقط.
وطالب الكربلائي من أجهزة الدولة المعنية العمل ــ من الآن ــ لوضع خطط شاملة تعتمد المعايير العلمية ـ بعيداً عن الفوضوية والارتجال ـ لاستيعاب الزيادة المطّردة في أعداد الزائرين خصوصاً من خارج العراق وتوفير الخدمات المناسبة لهم ابتداءً من المنافذ الحدودية وإلى كربلاء المقدسة، مع توجيه الاهتمام أكثر من ذي قبل إلى داخل المدينة المقدسة حيث لم تعد تستوعب بإمكاناتها الحالية هذه الاعداد الهائلة من الزائرين..
4ـ إن المأمول من أصحاب مواكب العزاء الحسينية _ جزاهم الله تعالى خيرا _ المساعدة في توفير الأجواء المناسبة للذين يؤدون مراسم الزيارة داخل العتبتين المقدستين وكذلك في مراحل سيرهم إلى المرقدين الشريفين.. فان الزائر بحاجة إلى الأجواء الهادئة التي توفر له الخشوع وحضور القلب والتفاعل مع المضامين العبادية للزيارة والصلاة والدعاء خصوصاً داخل المرقد الشريف.
ودعا ممثل المرجع السيستاني التجنب عن استخدام بعض الآلات التي تنبعث منها أصوات عالية جداً تسلب الزائرين ـ كما اشتكى الكثير منهم ـ القدرة على أداء مراسم الزيارة وفق ما أوصى به أئمة أهل البيت عليهم السلام وهي أمور عبادية تمثل أحد المقاصد الأساسية لكل زائر قطع هذه المسافات الطويلة.
من جانب آخر دعت المرجعية الجهات الحكومية (المعنية) الى وضع خططاً مدروسة لاستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة داعش ودفع الخطر عن المناطق التي تهدد اهلها حيث قال ممثلها في كربلاء بما نصه لقد تحقق للقوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين انتصارات مهمة في بعض المناطق خلال المدة الماضية.. إلاّ أن عصابات داعش ـ كما تعلمون ـ لا تزال تسيطر على مناطق كبيرة وتهدّد بعض المناطق المهمة ومنها مدن تقع فيها مراقد مقدسة كسامراء وبلد.،مطالبا من القوات المقاتلة عدم الاطمئنان والركون إلى الانتصارات المتحققة بحيث يتولد من ذلك حالة من التراخي والشعور بالأمان بل لا بد من استمرار اليقظة والحذر في مواجهة هذه العصابات الارهابية.كما طالب الكربلائي 
من الجهات الحكومية المعنية أن تضع خططاً مدروسة لاستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة داعش ودفع الخطر عن المناطق التي تهددها بما يحقق الأمن لهذه المناطق وتوفر الطمأنينة لأهاليها، بعيداً عما يتسبب في التوتر والشحن الطائفي. مبينا ان 
ان تخليص المناطق التي ترزح تحت جور داعش ودفع الخطر عن المناطق التي تهددها يجب أن يتم بأسلوب يحقق الهدف المنشود وهو تحقيق الاستقرار لجميع المناطق والأمن والطمأنينة لجميع العراقيين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم.
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية الى استمرار ودعم الجهود الرامية لكشف المزيد من هذه العناصر الوهمية او شبه الوهمية في جميع مؤسسات الدولة"
واضاف في الوقت الذي نثمِّن فيه الجهود المبذولة لمحاربة الفساد ومن ذلك كشف العناصر الوهمية في بعض المؤسسات الامنية والتي تسبب الغض عنها في السنوات الماضية في خسائر كبيرة في أموال الدولة إضافة إلى تداعياتها الأمنية الكارثية فاننا نؤكد على ما يلي:
1ـ استمرار ودعم الجهود الرامية لكشف المزيد من هذه العناصر الوهمية او شبه الوهمية في جميع مؤسسات الدولة، فان وجود هذه العناصر بالإضافة إلى ما يكلف الدولة من موارد مالية كبيرة يمكن أن تصرف لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين يتسبب في تداعيات خطيرة أمنية واقتصادية وأخلاقية.
2ـ ينبغي للجميع اعتماد أسلوب التثبت والتحقق المهني في كشف خفايا هذا الملف الشائك. 
ودعا الكربلائي وسائل الإعلام الرصينة الى عدم الاعتماد في هذا الصدد على أرقام تنشرها جهات غير رسمية لم تثبت مصداقيتها، إذ لا ينبغي الانسياق وراء بعض الجهات المغرضة التي تهدف إلى استغلال ملف العناصر الوهمية وما يسمى (بالفضائيين) لتشويه صورة الجيش العراقي البطل الذي قدم الكثير الكثير من الضحايا في سبيل عز العراق وحماية أرضه وشعبه، وتهدف تلك الجهات أيضاً إلى تحطيم نفسية المواطن العراقي وإيقاعه في المزيد من الشعور بالإحباط النفسي واليأس من إصلاح الوضع القائم حالياً.كما اوصى المواطنين أن يكون حذرين من التعاطي مع بعض ما ينشر في هذا المجال غير ما تصدره الجهات الرسمية المخولة، وليحافظوا ـ في نفس الوقت ـ على ثقتهم بأن هناك عناصر مخلصة تعمل لإصلاح الامور، والامل كبير في قدرة الخيرين من العراقيين على انجاز ذلك والانتقال إلى وضع أفضل.

 

محرر الموقع : 2014 - 12 - 12