مركز وحسينية الامام الرضا (ع) البرنامج العام لشهر رمضان المبارك ١٤٣٩ هـ ‎
    

 

بِسْم الله الرحمن الرحيم 

"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"

أحيا مركز الامام الرضا (ع) في مدينة ليفربول فقرات البرنامج  العام لشهر رمضان   ١-١٧ رمضان ١٤٣٩ هـ  يومي   الجمعة والسبت المصادف ٢-٣رمضان ١٣٤٩  بعدالافطار الساعة١٠:٣٠ مساء 

  تضمن البرنامج التالي : 

*تلاوة عطرة من آيات القران الكريم بصوت الاستاذ عبد الحسن السعيدي 

*دعاء الافتتاح بصوت الدكتور عبد الهادي الدهنين

*دروس من وحي شهر رمضان  الكريم ؛ احاديث رمضانية في التأريخ ، والعقائد ووالتعرف علئ الأحكام الفقهية المتعلقة بالشهر المبارك 

 

حديث اليومين الماضين تمحور حول الخطبة التي استقبل بها النبي (ص) 

روى الشيخ الصدوق قدس سره في كتاب الأمالي: 84 بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (ع)، قال: إن رسول الله (ص) 

 خطبنا ذات يوم، فقال: أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة،شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضلالساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله... إلى آخرالخطبة الشريفة. وهذه الخطبة المباركة التي ألقاها النبي الأعظم (ص) على مسامع الناسقبيل قدوم شهر رمضان، اشتملت على جملة وافرة من الفوائد المهمة التي ينبغي أن تتخذمنهجاً للإنسان المسلم في خلال شهر رمضان المبارك. وفيها قد أوضح النبي (ص) أن شهررمضان شهر الله تعالى، وأنه شهر امتاز بمزايا، وصفات، وبركات، ورحمات لم يمتز بهاغيره من الشهور، ولأجل ذلك صار هذا الشهر موسماً مهماً ينبغي اغتنامه؛ لينال المؤمنجميع بركاته وفوائده، وعلى المؤمن أن يهيئ الأسباب، وأن يعقد العزم على الاستفادةالقصوى من ضيافة الله تعالى ليكون من أهل الكرامة عنده سبحانه.ولهذا قال (ص) : «فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابة، فإن الشقيمن حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم».فإن الله تعالى بسط موائده لجميع خلقه، ودعاهمللتزود في هذا الشهر من رحماته وبركاته، والشقي كل الشقي من لم يستفيد من هذه الموائدالإلهية، إلى أن تصرمت أيام الشهر المبارك، وهو مشغول باللهو والمعاصي والعبث.وهذاكله يدعو المؤمن لأن يجعل له منهجاً واضحاً يسير عليه، وبرنامجاً لا يتخطاه خلال هذاالشهر المبارك، وهذا المنهج الرمضاني له عدة جوانب:

المنهج العبادي:

امتاز شهر رمضان في الجانب العبادي بثلاثة أمور مهمة؛

1- حصول الثواب على أمور مباحة:

فقد جعل الله تعالى الثواب والأجر على الأنفاس، وعلى النوم، مع أنها من المباحات التي لايؤجر عليها المؤمن في غير شهر رمضان إذا لم ينو بمثل النوم التقرب إلى الله سبحانه.قالنبينا (ص) : «أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة».

2- مضاعفة الثواب على الأعمال الصالحة:قال (ص): «ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله لهبراءة من النار، ومن أدى فيه فرضاً كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه منالشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آيةمن القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور».

3- قبول الأعمال واستجابة الدعاء فيه:

قال (ص) : «وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب».وهذا الكرم الإلهي الفياض يدعوالمؤمن للاجتهاد في العبادات والإكثار من الدعاء 

المنهج السلوكي:

كما يجب على الصائم أن يمسك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات فإنه يجب عليه أيضاًأن يكف عن سائر المعاصي، وعن مساوئ الصفات ورذائل الأخلاق

المنهج الاجتماعي:

ذكر النبي (ص)

 في هذه الخطبة الشريفة أربعة أمور في الجانب الاجتماعي

الصدقة ، التحنن علئ الأيتام ، صلة الرحم ، تفطير الصائمين 

المنهج الصحي:

أشار النبي(ص) 

 إلى هذا الجانب بقوله: «واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه»، وقال(ص)

 في رواية أخرى: صوموا تصحوا

المنهج الأسري:

أشار النبي (ص)إلى الجانب الأسري في شهر رمضان بقوله: «ومن خفَّف في هذا الشهرعما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه».وما ملكت اليمين أعم من من الجواري والعبيد،فيشمل الزوجة والأولاد والبنات، وكل من يعولهم الرجل، ويكونون تحت إمرته ونفوذه.وفيكلام النبي (ص)حث للمؤمن على الرفق بأهله وعياله، وعدم تكليفهم بالمشاق في شهررمضان، وحث على التخفيف عنهم في واجباتهم البيتية؛ لكي يتفرغوا لما هو أهم، كالدعاءوالعبادة وغيرهما. ومما يؤسف له أن بعض الرجال يستبد بكل أفراد الأسرة، ويطالبالزوجة بأن تطبخ له فنون الأطعمة، وربما يكلف بناته أيضاً بذلك، ولا يقنع بالأكل الذييشبعه، ويطلب الكثير من الطعام الذي ربما لا يأكله، وربما يوبخ الزوجة إذا رأى أنها لمتصنع له لوناً معيناً من الطعام يحبه.

المنهج الثقافي:

كما أن شهر رمضان موسم عبادي وأخلاقي واجتماعي فهو أيضاً موسم ثقافي، والمجالسالحسينية التي تُعقد في

محرر الموقع : 2018 - 05 - 19