بغداد تطالب الاتحاد الأوروبي بعدم تشجيع المسيحيين على الهجرة
    

دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مواطنيه إلى الوقوف في وجه الإرهاب «لأنه يستهدفهم من دون استثناء»، وأكد انه طالب الاتحاد الأوروبي بعدم تشجيع المسيحيين العراقيين على الهجرة، ونفى معلومات كشفها مستشار سابق لرئيس الجمهورية عن إساءته إلى أهالي الموصل ومطالبته بضم المدينة إلى إقليم كردستان.

وقال المالكي خلال افتتاح كنيسة سيدة النجاة بعد إعادة تأهيلها جراء الأضرار التي لحقت بها بعد تعرضها لهجوم مسلح قبل عامين: «لابد من تعزيز الوفاق الوطني بين كل العراقيين من خلال احترام كل الديانات والمذاهب والوقوف في وجه دعاة الفتنة والقتلة والإرهابيين».

وأضاف أن «الوفاق الوطني هو الذي يجمع بين العراقيين على مبدأ احترام كل ديانة ومذهب والعمل على تحقيق أمن العراق وأعماره وتشجيع الاستثمار فيه بما يخدم الجميع ، فكل ما نريده هو أن نتقدم ببلدنا دون أن نتدخل في شؤون الآخرين».

وتابع: «نستذكر اليوم الآلام والمأساة التي شهدتها كنيسة سيدة النجاة وندعو بالرحمة لشهداء تلك الواقعة ولشهداء العراق من شماله إلى جنوبه، لكننا نعيش انطلاقة جديدة، فمهما دمروا سنبني ونواصل البناء».

يذكر أن مسلحين اقتحموا كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة وسط بغداد، في31 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 واحتجزوا عدداً من الرهائن، قبل أن تنفذ وحدة أمنية خاصة عملية لإنقاذ الرهائن والقبض على عدد من المسلحين بعد مقتل وإصابة 125 شخصاً.

وأكد المالكي إن «الإرهاب لم يميز بين عراقي وعراقي ولم يستهدف المسيحيين فقط، بل استهدف العتبات المقدسة الإسلامية وعلماء الدين الشيعة والسنة، فكل عراقي هو هدف للإرهاب وكل مؤسسة أو بناية هي هدف للإرهاب، الكل تعرض للاستهداف وعلى الكل أن يقف في وجه الإرهاب».

وأشار إلى أنه «طلب من الاتحاد الأوروبي أن لا يشجع على هجرة المسيحيين من العراق، حيث عاشوا معنا بوئام ومحبة وعلاقات طيبة لم تشهد خصاماً ولا خلافاً ولا حروباً أو مشاكسات».

وأضاف «لقد دعيت أيضاً البابا بندكتوس السادس عشر إلى إصدار بيان يطالب فيه المسيحيين بالبقاء في العراق، حتى لا يخلو الشرق من أبناء هذه الديانة، كما لا يخلو الغرب من المسلمين»، مؤكداً أن» البابا لبى الدعوة وهو مشكور».

وشدد المالكي على أن «المسلمين والمسيحيين هم حلقات التواصل بين الديانات».

وتعرض المسيحيون في العراق منذ العام 2003 إلى أعمال عنف في العاصمة وفي عدد من المحافظات، مثل الموصل وكركوك والبصرة أدت إلى هجرة الآلاف منهم، وتؤكد التقارير تناقص أعدادهم بنسبة تراوح بين 50 إلى 60 في المئة منذ عام 2003.

إلى ذلك، نفى مكتب المالكي في بيان امس معلومات كشفها رئيس مؤسسة المدى العراقية فخري كريم عن مطالبة المالكي الأكراد بضم محافظة الموصل (400 كلم شمال بغداد) ووصف سكانها بأنهم «أعداء».

وجاء في البيان «نسب رئيس تحرير صحيفة المدى في مقال إلى دولة رئيس الوزراء أشياء وأقوالاً كاذبة وعارية عن الصحة. إننا في الوقت الذي نكذب فيه هذه التقولات نؤكد أن مثل هذه المحاولات البائسة لا يمكنها حجب الحقيقة والتشويش على مواقف دولة رئيس الوزراء الوطنية. كما ندعو جميع الكتاب ووسائل الإعلام إلى الترفع عن أسلوب الدعاية المبتذل والارتقاء إلى المستوى المهني المسؤول».

وكان كريم كتب في افتتاحية «المدى» أن «الاضطرار إلى كشف بعض المستور من نهج المالكي الخطير على العملية السياسية الديموقراطية، إنما يأتي رداً على دعاواه باحتضانه للسنة، وحمايته لما بات يسميه خلافاً لما ورد في الدستور المناطق المختلطة، ومجابهته تمدد إقليم كردستان، وهو ما فرض على تجاوز الالتزام بحفظ المستور واسترجاع ما قاله المالكي في لقاء جمعني به مع الرئيس».

وزاد، نقلاً عن المالكي، قوله خلال اللقاء حرفياً أن «على الإخوة في الإقليم أن لا يضعوا المادة ١٤٠ شرطاً في الاتفاقات، لأنه ملزمٌ دستورياً ، ورغم انف الجميع لا بد من تطبيقه، وسأفعل كل المطلوب لتحقيق ذلك في الولاية الثانية (...) إنني لا أرى في استعادة المناطق المستقطعة من كردستان مصلحة لنا وفرضاً علينا فحسب، بل أنا أقول صراحة وصدقاً، أن علينا أن نعمل معاً لامتداد إقليم كردستان ليضم محافظة نينوى!، لأن هؤلاء - ويعني بهم أهل الموصل - هم أعداء لنا، وسيظلون رغم كل شيء سنة وقومجية عرباناً، وملجأ للبعث والمتآمرين على حكمنا».

 

محرر الموقع : 2012 - 12 - 15