الداعشية أشد خطرا من الداعشي على الأمن السعودي
    

تعتبر الفتيات والنساء اللواتي يجاهدن في صفوف داعش من أخطر العناصر على الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وخاصة في السعودية وأشدها فتكا من الرجال إذا ما بدأ داعش في أرض الحجاز جهاده الذي يبدو الاستعداد له واضحا بزيادة عدد النساء المجندات في صفوف هذا التنظيم وفي تدريباتهن على الرصد والترقب وزرع الألغام والمتفجرات من العبوات الناسفة.

ومن الملاحظ حسب تقارير الأجهزة الأمنية المحلية والإقليمية أن عدد النساء والفتيات اللواتي ربطن مصيرهن بالمنظمات الإرهابية يزداد من يوم لآخر ويزداد معه خطر هاتيك المجاهدات نظرا للقوانين المرعية في المملكة السعودية والتي تغلف النساء بالسواد لا يرى من المرأة سوى عيناها ولا يمكن مشاهدة ما تحت عباءتها هل هو جسد عار تحمله لجهاد النكاح أم أنه ملغّم بحزام ناسف ينقلها فيما بعد إلى حورية من حوريات الجنة الموعودة.

واعتبر الباحث السعودي حمود الزيادي الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية أن الهدف من تجنيد هؤلاء الشبان والشابات من السعودية هو "الإفادة من قدرة العناصر السعودية على التمويل المالي، سواء من طريق تلك العناصر مباشرة التي ينتمي بعضها إلى أسر ميسورة تجاريا أو عبر علاقاتهم بمؤسسات خيرية أو رجال أعمال وقوى مجتمعية قد لا تعلم الأسباب الحقيقية لوجهة التبرّع. والأهم من ذلك وهو الأخطر إن تجنيد الشباب السعودي يجري لتهيئة تلك العناصر لتكون بمثابة نواة لتشكيل خلايا إرهابية تنشط لاحقا في الأراضي السعودية، لاستهداف أمنها واستقرارها".

ويشير خبراء إلى أن التنظيمات التكفيرية في سورية تحتضن ما بين 2500 إلى 3000 مقاتل سعودي، وهو ما يفسر تصدر الشبّان السعوديين والسعوديات لاسيّما الانتحاريين منهم للوائح التنظيمات الارهابية، وحسب تقديرات مراكز الأبحاث والرصد تدل الأرقام على أن عدد المقاتلين السعوديين يبلغ حوالي 2500عنصر،غالبيتهم من الفئة العمرية التي تترواح بين 18 و 25 سنة، ومن بينهم ما لايقل عن مئتي امرأة وهم جميعا ينضوون ضمن صفوف تنظيم "داعش" وآخرون في صفوف "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة".

ويلفت الباحثون إلى مسألة هامة في تفكير قيادة داعش بتشجيع "دخول المرأة أخيراً على خط الاستقطاب لأن تلك التنظيمات تسعى إلى الإفادة من سهولة حركة المرأة في المجتمع السعودي والسرية التي تسبغ تنقلاتها وتواصلها لتكون مصدرا مهما في التمويل والحشد التعبوي، فضلا عن قدرتها في التأثير في محيطها العائلي والدوائر الأسرية الضيقة ولا سيما الأطفال والمراهقين، وشحنهم إيديولوجيا وعاطفيا لنصرة التنظيمات الإرهابية ."

وأصبح واضحا أن شبكات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "تويتر" و"يوتيوب" باتت "تشكل أهم الحواضن ووسائط الحشد والتعبئة والتجنيد سواء للعناصر السعودية أو حتى على مستوى الاستقطاب العالمي" نظرا لما وفرته التقنية المعاصرة من "إمكانات هائلة وظفتها تلك التنظيمات خصوصا "داعش" بشكل لافت في إيصال رسائلها المقصودة بسرعة وكفاءة فنية عالـــية، إضافة إلى ما توفره من أمان نسبي في التواصـــل مقارنة بالوسائط التقليدية وخلق بيئات افتراضية تتحول لاحقا إلى بيئات حقيقية تنشــط على الأرض".

وهذا ما يثير التساؤل حول صدق النوايا الأمريكية في محاربة داعش والقضاء عليها إذ أن المفتاح الرئيسي لفلترة كل تقنيات التواصل الاجتماعي هو بيد واشنطن التي بإمكانها غربلت كل ما يصدر عن هذه التنظيمات الإرهابية وبالتالي خنقها في مهدها قبل أن تتواصل مع غيرها لتقوم بعمل إرهابي منفرد، من خلال عنصر أو عنصرين لمصلحة هذا التنظيم الإرهابي أو ذاك، وقد لا يكون له أي ارتباط عضوي مباشر معه.

محرر الموقع : 2014 - 09 - 29