لجنة الإعلام/مؤسسة الكوثر الثقافية/لاهاي/هولندا : في مساء يوم الخميس المصادف 12/08/2021 الموافق الليلة الرابعة من شهر محرم الحرام لعام 1443هـ ،أحيت لجنة الاحتفالات والمناسبات الدينية وبالاشتراك مع لجنة المرأة في مؤسسة الكوثر الثقافية بمدينة لاهاي الهولندية ، مجلسا عزائيا ،وبحضور جمع من أبناء الجالية الاسلامية في هولندا، بالإضافة لحضور سعادة السفير العراقي في هولندا د. هشام العلوي والوافد المرافق معه وضمن الضوابط والاجراءات الوقائية الصحيــة .


إفتتاحية مجلس العـزاء :-
أستهل مجلي العزاء الاخ رعد أبو الحب ، مقدما التعازي والمواساة بوفاة خطيب المنبر الحسيني السيد جلال الموسوي بالإضافة الى الترحم على اموات خدام الحسين (ع) بمؤسسة الكوثر الثقافية ، ثم دعا الاخ مصطفى المالكي لتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم اعقب ذلك قراءة زيارة عاشوراء من قبل الحاج احمد الوزني (ابو هاجر)


كلمة سعادة سفير العراق في هولندا د. هشام العلوي بالمناسبة : -


القى سعادة السفير العراقي في هولندا د. هشام العلوي كلمة بالمناسبة، مبتدئا بالآية القرآنية الكريمة (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) موضحا ان المتتبع لمجريات حركة التأريخ لصاحب الذكرى وهو الامام الحسين عليه السلام ،واجه ظواهر فريدة من نوعها مع محاولات لطمس الذكرى ومنجزات النهضة الحسينية بينما ازدادوا أتباع اهل البيت عليهم السلام جذبا وتلاصقا بقضبة الامام (ع) .


وأوضح ان تفسير خلود شخصية الامام الحسين عليه السلام جاء بسبب ارتباط المؤمنون بالإمام عليه السلام وسلوكيات الامام نفسه والتأسي والتعلم من علمه ، مشيرا ان جميع السلوكيات شكلت لوحـة فنية إنسانية جعلت من ينظر اليها لا يمكن إلا ان يتعلق بها ،حيث جسـدت كل القيم الإنسانية ،مؤكدا كلما يتكرر النظر والمشاهدة لهذه القيم في اللوحة كلما أصبحت تلك القيم لها الاثر البالغ على شخصية المشاهد.


واضاف سعادته ان حادثة الطف قدمت لنا اجمل لوحة تعبيرية للذات الانسانية ، تعكس سلوك وقيم وصفات الامام الحسين عليه السلام واهل بيته والثلة المؤمنة معه ، مقارنا بذلك للوحة الاخرى للمخالفين حيث جسدت قيم الباطل والظلم .


وأكد ان هناك ثلاث عوامل مهمة في سر وراثة الامام الحسين للأنبياء والمرسلين كما جاء في زيارة وارث للإمام الصادق (ع) حيث يذكرنا الامام بخط جده وإبيه وهو خرج لنفس المنهج ولنفس القضية في الإصلاح والمحافظة على القيم الانسانية النبيلة ،وعلى هذا الاساس وجب علينا دراسة شخصية الامام عليه السلام دراسة موضوعية فكرية عقائدية .


وبّين ان الاهداف الاساسية لبعثة الانبياء والرسل ،هي أولاً على مستوى الافراد ينبغي المساهمة في بناء ثقافة المجتمع والمشاركة في نشر الوعي ،مستعرضا قول الامام علي (ع) في نهج البلاغة (وَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الاِخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الاِْخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ) .


وأشار الى ان كلما يتعمق ارتباط الانسان بالأنبياء والرسل كلما يكونوا اقرب الى معرفة الله حق معرفته، وان الهدف الثاني هو التزكية وعلينا ان ننجح في تزكية أنفسنا ولكل هدف مراتب ودراجات وان نستوعب بان الطريق طويل وبحاجة الى عمل ومثابرة في تحقيق الاهداف .
وأكــد ان للهدايا ثلاث مستويات ، الاول ، الفطرة السلمية ،والثاني المحافظة على الامن الاجتماعي والوحدة البشرية والابتعاد عن التركيز في الخلافات ، وان تحقيق العدالة الاجتماعية والتركيز على القسط و اهمية المجتمع وافراده مشيرا الى ان يتبنى الفرد هذه المفاهيم
واضاف ان وعي المسؤولية الملقاة على عاتقنا ان تكون العواطف الانسانية النبيلة التي نستشعرها بمواساتنا لأهل بيت النبوة عليهم السلام مقترنة بالالتزام بالقيم والسلوكيات التي كانوا يتحلون بها، والتعامل مع من حولنا ومع المجتمع بشكل نحافظ فيه على وحدة الكلمة، ونمنع من التفرقة والانقسام، ونتعاون لتحقيق العدل الاجتماعي، ونواجه الظلم والظالمين، وننشر قيم التسامح والتكافل والتعايش الانساني بعيداً عن التطرف والتجاوز على حرمات الاخرين، ونهيئ نتيجة الالتزام بتلك القيم سفراء للحسين عليه السلام يقدمونه للعالم جيلاً بعد جيل


واستذكر سعادته في ختام كلمته، الملحمة البطولية التي جسدها العراقيون في محاربتهم للتنظيمات الارهابية، التي عكست القيم الحسينية الاصيلة التي يحملونها، وتأسيهم بشجاعة الامام الحسين واهل بيته واصحابه وبطولاتهم وتضحياتهم، وأدّت الى الاستجابة الكبيرة للفتوى الخالدة التي اطلقها اية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله).
كما اعرب سعادة السفير العلوي عن شكره وامتنانه للقائمين على المؤسسة وادارتها، في نشر ثقافة التسامح وإحياء الشعائر الدينية ، خاتما بالدعوة للتوفيق والسداد في نشر علوم اهل البيت (ع) والمحافظة على القيم الانسانية النبيلة التي مشترك الجميع .


محاضرة الليلة الرابعة لفضيلة الشيخ أبي صدوق المشكور القادم من المملكة السويدية : -


أرتقى أعواد المنبر الحسيني ، فضيلة الشيخ أبا صدوق المشكور ، مستهلا مجلس العزاء بالآية القرآنية الكريمة (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)


وبين الشيخ المشكور أن الآية تتحدث عن ثلاث صفات للصالحين ،الاولى ، الايمان بالله واليوم الآخر وما يتبع ذلك من الالتزام بالواجبات الشرعية والانتهاء عن الأخلاق السيئة، والثانية،
الأمر بالمعروف والنهي عن مع ذكر بعض الشواهد المؤثرة من سيرة أهل البيت عليهم السلام وأحاديث اهل البيت عليهم السلام في هذا المضمار، والصفة الثالثة' والاخيرة المسارعة في الخيرات مبينا أن المسارعة المذكورة في القران هي الاولى ،المسارعة في الكفرمستعرضا الآية القرآنية ( ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) ، والثانية : يسارعون في الإثم والعدوان والثالث :يسارعون في الخيرات وكل أمر خير ومن الذين سارعوا إلى الخيرات ومودة اهل البيت عليهم السلام هي السيدة الجليلة الوفية المخلصة ام البنين عليها السلام، خاتما العزاء بقراء المراثي الحسينية ومصيبة ام البنين عليها السلام.


قصــائــد الـرثـــاء وإختتام المجلس :-


في الليلة الرابعة ،شارك خادم أهل البيت (ع) المّله مشتاق العيداني ، بقصائد حسينية ، خاتما الشيخ المشكور العزاء بقراءة دعاء الفرج وشفاء المرضى والجرحى والترحم على الاموات وبالخصوص خدّام الامام الحسين عليه السلام ، ثم وزع الطعام تبركا بصاحب الذكرى .